القصة الكاملة لأزمة مسلسل «أبو عمر المصري» مع السودان

أزمة دبلوماسية جديدة ، أثارها مسلسل « أبو عمر المصري » ، ( بطولة الفنان أحمد عز ) ، والذي يعرض خلال الموسم الدرامي الرمضاني ، على شبكة قنوات «O N » .

وزارة الخارجية السودانية ، أصدرت مساء يوم السبت ، بيانًا أعلنت فيه ، استدعاء السفير المصري في الخرطوم ، للاحتجاج رسميًا على بعض المشاهد في مسلسل « أبو عمر المصري » ، رأتها وزارة الخارجية في السودان ، تسيء إلى بلدها ، وتحاول الوقيعة بين المصريين والسودانيين .

وأضافت « الخارجية السودانية » في بيانها ، أنها « تستنكر فيه ما جاء في بعض القنوات الفضائية المصريّة ، بعرض مسلسل مصري بعنوان ( أبو عمر المصري ) ، بعدما تمَّ الترويج له ، بصورة عكست إصرار البعض ، على اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة ، تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين ، المقيمين أو الزائرين إلى دولة السودان » .

وزاد البيان ، أنَّه « منذ مطلع شهر رمضان المبارك ، فإن القائمين على المسلسل ، سعوا لإيهام المتابعين ، أن بعض أجزاء دولة السودان ، كانت مسرحًا لبعض أحداث مسلسل ( أبو عمر المصري ) ، واستخدمت العديد من الوسائل منها ، لوحات السيارات السودانية ، التي تعد رمزًا سياديًا ، لا يجوز التعامل به ، إلا بعد الحصول على موافقة من السلطات السودانية المختصة .

وتابع البيان : « أنَّ هذا العمل المسيء للشعبين الشقيقين ، قد أساء بوجه خاص للوجود المسالم للمواطنين المصريين في السودان ، والذين هم موجودون بعلم السلطات المصرية ، وفقًا لاتفاق تسهيل حركة المواطنين بين البلدين الشقيقين ، إذ أن هناك 8 رحلات جوية يومية ، وأكثر من 50 رحلة يومية ، للأتوبيسات والمركبات بين البلدين ، ولم يثبت تورط أي مواطن مصري مقيم بالسودان ، في أي حوادث إرهابية » .

وأشارت وزارة الخارجية السودانية في بيانها ، إلى وجود تنسيق أمني كبير ، بين الأجهزة العسكرية والأمنية والشرطية ، في مصر والسودان ، وفقًا للاتفاق بينهما ، والذي لا يسمح بأي نشاط وأعمال عدائية ، من أي بلد تجاه البلد الآخر ، كما أن هناك تعاونًا مستمرًا ، بين سفارة الخرطوم في القاهرة ، ووزارة الخارجية المصرية ، وكذلك بين سفارة القاهرة في الخرطوم ، ووزارة الخارجية السودانية » .

ولفت البيان ، إلى « أنَّه في 7 و 8 مايو الحالي ، تم انعقاد الدورة الـ10 للجنة المنافذ المشتركة بين مصر والسودان ، برئاسة وكيل وزارة خارجية السودان ، ومستشار وزير التعاون الدولي المصري » .

وذكر بيان وزارة الخارجية السودانية ، احتجاجًا على مسلسل « أبو عمر المصري » ، أنَّه « قد سبق وأن أشاد الرئيس عمر البشير ، والرئيس عبد الفتاح السيسي ، خلال لقائهما في شهر مارس الماضي ، بأعمال لجنة المنافذ المشتركة بين مصر والسودان ، التي تعمل على تسهيل حركة الركاب والسلع والبضائع والخدمات بين البلدين ، كما تجري المشاورات لعقد الدورة الـ5 ، للجنة القنصلية بين البلدين في القاهرة قريبًا » .

واستطرد البيان : « كل ذلك يثبت اهتمام قيادتي وحكومتي البلدين ، بتسهيل حركة المواطنين ، من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، بين البلدين الشقيقين » .

وعاد البيان للحديث مباشرة ، عن مسلسل « أبو عمر المصري » مرة أخرى ، قائلًا : « إنَّ هذا المسلسل المسيء للمواطنين المصريين ، القادمين والمقيمين في السودان ، ما هو إلا محاولة عبثية ، لضرب الثقة وشل التواصل بين الشعبين الشقيقين ، ومن المؤكد أن مصير هذه المحاولة البائسة ، الفشل الذريع » .

وأضاف البيان : « نشير هنا ، إلى أنَّ وزير الخارجية بالإنابة في هذا الوقت ، السفير محمد عبد الله إدريس ، كان قد تناول أمر هذا المسلسل الرديء ، وطلب إيقاف محاولات العبث والتشكيك ، في علاقات البلدين الشقيقين ، خلال لقائه مع وزير الخارجية المصري ، السفير سامح شكري ، منتصف شهر مايو الحالي ، في مدينة أديس أبابا الإثيوبية » .

وتابع البيان ، أنَّه « في هذا السياق ، قدمت سفارة الخرطوم في القاهرة ، احتجاجًا رسميًا لدى وزارة الخارجية المصرية ، وقد استدعت الوزارة يوم 16 مايو الحالي ، السفير المصري في الخرطوم ، وأبلغت سفارته احتجاجًا رسميًا ، كما سلمت مذكرة بذلك لسلطات بلاده ، إن وزارة الخارجية ، تطلب إلى السلطات المصرية المعنية ، المبادرة من أجل اتخاذ قرار مناسب ، يضع حدًا أمام محاولات البعض ، العبث بمصالح ومكتسبات البلدين الشقيقين » .

وجاء الرد سريعًا من شبكة قنوات « ON » ، إذ قالت إنَّه تعقيبًا على بيان وزارة الخارجية السودانية ، عن مسلسل « أبو عمر المصري » ، والحديث عن أنَّه يروّج بصورة عكست إصرار البعض ، على اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة ، تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان ، فإن الشبكة تؤكد أنَّ المسلسل ، بُني على وحي وخيال المؤلف ، ولم يحتوِ على مشاهد أو تلميحات للدولة السودانية ، أو حكومتها أو الشعب السوداني الشقيق ، كما أن المسلسل لا يمت بصلة ، لمواقف الدولة المصرية ، الحريصة دومًا على تقوية وتنمية علاقاتها ، مع دولة السودان وشعبها الشقيق .

وأضافت شبكة قنوات « ON » ، في البيان الذي أصدرته مساء يوم السبت أيضًا ، أنَّ الشبكة تؤكد أن المسلسل ، لم يتعمد الإشارة إلى دولة السودان من قريب أو بعيد ، وأنَّ صناع المسلسل يدركون جيدًا ، أهمية دور الفن في التقريب بين الشعوب ، وليس إثارة الأزمات بينهم ، خصوصًا أنَّهم يعلمون خصوصية العلاقات « المصرية – السودانية » ، وأهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسودان ، وأهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة ، وتعظيم مساحات التعاون المشترك ، بما يليق بطموحات الشعبين ، ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعلاقات وطيدة ، اجتماعية وثقافية وأيضًا سياسية وأمنية واقتصادية .

وتابع بيان شبكة قنوات « ON » : « أن العلاقات المصرية السودانية ، تظل دومًا مثالًا للتعاون والأخوة ، خصوصًا في ظل الحرص المتبادل ، بين قيادتي البلدين ، على تنمية وتطوير العلاقات ، بما يصب في صالح شعبي وادي النيل ، وهو ما ظهر من خلال الإجراءات والقرارات التي اتخذت خلال الفترة السابقة ، وتعمق من آليات التعاون ، وحرص رئيسا البلدين ؛ الرئيس عبد الفتاح السيسي ، والرئيس عمر حسن البشير ، على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف ، من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة ، والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة ، للعلاقات في جميع جوانبها ، وتحقيق نقلة نوعية تلبي طموحات شعبي وادي النيل الشقيقين » .