السيارات

بعد زيادة أسعار الوقود.. هل يمكن تزويد السيارات الحديثة بنزين ٨٠؟

تزامنا مع إعلان الحكومة المصرية ممثلة في وزارة البترول والثروة المعدنية، الجمعة الماضي، عن قرار تحرير أسعار المشتقات البترولية والوصول بها إلى سعر التكلفة، حتى تتمكن الحكومة من استكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي.

وقج تضمنت الزيادات الجديدة، ما يلي ارتفع سعر لتر بنزين أوكتان 80 وهو أرخص المشتقات البترولية في السوق المصري إلى 6.75 جنيه،بينما وصل سعر لتر بنزين أوكتان 92 إلى 8 جنيهات.

ونتيجة هذا القرار من الحكومة برفع أسعار الوقود، فإن هناك عدد من الناس يُغير نمط حياته أو استخدمه وفق السلعة الارخص، حيث تشير أبحاث عن السلوك الاجتماعي. والتي ذكرت إن السكان في أسواق الدول التي تصاب بموجات تضخمية، يضطر الكثير منهم إلى تغيير نمط حياتهم، ويبدأ ذلك بترك السلع التي اعتادوا عليها واللجوء للسلع الأرخص سعرًا، وهو رد فعل طبيعي لمواجهة ارتفاع الأسعار.

ولكن ذكر بعض الخبراء في مجال السيارات أن هذا السلوك لا ينطبق على التزود بالوقود، حيث أن محركات السيارات وخصوصا الحديثة منها مصممة بشكل يتلاءم مع مشتقات بترولية بعينها، وإذا تم التزود بمشتق ذو أوكتان أقل من الموصى به فإن ذلك يعرض المحرك للكثير من المشكلات.

وفي التقرير التالي يرصد لكم موقع “مصر 365” الفروق بين كلا من بنزين أوكتان 80 وبنزين 92، والسيارات التي يمكن أن تستخدم الأوكتان الأقل والأخرى التي لا ينصح بتزويدها به ولماذا:

ويجدر بنا هنا السؤال ما هو الفرق بين بنزين 80 و92 ؟

حسب التعريف العالمي فإن رقم الأوكتان في البنزين يشير إلى مدى مقاومته للانفجار المفاجئ بسبب زيادة الضغط داخل اسطوانات المحرك. وهو ما يعني أنه كلما زاد رقم الأوكتان زادت مقاومة البنزين للانفجار الناتج عن الاختلاط بين البنزين والهواء، أي أن احتمالية الاحتراق المبكر لبنزين 80 داخل المحرك أعلى من بنزين 92.

وحددت الشركات المصنعة للسيارات نوع البنزين لتشغيل محركاتها وفقًا لتصميم غرفة الاحتراق والاسطوانات (السلندرات) ونظام شرارة الإشعال، وبناء على ذلك فإن استخدام بنزين بأوكتان أقل من الموصى به يتسبب في حرق أسرع بسبب الضغط المرتفع داخل الاسطوانة قبل وصول الشرارة من بوجي الإشعال، وينتج عن ذلك أصوات مرتفعة “فرقعة” داخل المحرك.

ما هو تأثير نسبة الأوكتان على أداء المحرك؟

يتم استخدام البنزين وفقًا لنسبة الأوكتان الموصى بها للسيارة حتى يقلل من فرص انفجار الخليط داخل اسطوانات المحرك قبل وصول شرارة البوجي، وهو ما يضمن توفير هدوءًا وانتظامًا في دوران المحرك بسبب حدوث انفجار الخليط في الوقت المناسب والمحدد له.

ولذلك توصي غالبية شركات السيارات العاملة في السوق المصرية باستخدام بنزين “أوكتان 92″، أما السيارات القديمة التي تعتمد على بنزين 80 فهو خيار جيد لها، وذلك لأن استخدام السيارة لسنوات ينتج عنه تكون رواسب داخل المحرك بمرور الزمن، تجعل المحرك بحاجة إلى بنزين له رقم أوكتان أعلى لتشغيل دون المشاكل.

ما هو مدى ملاءمة مشتقات بترولية بعينها مع محركات السيارات؟

في البداية علينا معرفة أن البنزين يتكون من مركبين أساسيين الأول ثماني جزيئات الكربون والثاني سباعي الجزيئات، والفارق بينهما أن الأول يتحمل الضغط العالي ولا يحترق إلا عن طريق البوجيهات أما الثاني فإن نسبة تحمله للضغط أقل وقد يحترق إذا وضع في محرك قوي قبل اشتعاله عن طريق البوجيهات.

واختيار نوع الوقود المستخدم في السيارات، يتم تحديده بناء على نسبة ضغط المحرك، والتي تتراوح بين 7 إلى 12 وقد يصل إلى 15 في السيارات الرياضية والخاصة بالسباقات، ونسبة الانضغاط هي حاصل قسمة حجم الاسطوانة على حجم غرفة الاحتراق.

والسطور التالية توضح النسب التقريبية ومدى تناسب المشتق البترولي مع المحرك أم لا:

– بنزين 80 يتوافق مع محرك ذو نسبة انضغاط 8

– بنزين 92 يتوافق مع محرك ذو نسبة انضغاط 10

وعلى وجه الدقة ، إذا كانت سيارتك قديمة وتعمل بمحرك كاربراتير ونسبة ضغط المحرك من 7 إلى 8 فمن الأفضل التزود ببنزين أوكتان 80، أمافي حال إذا كانت السيارة تعمل بنظام الحقن الإلكتروني “الإنجيكشن” ونسبة الانضغاط ما بين 9 إلى 10 فينصح خبراء ميكانيكا السيارات بتزويدها ببنزين 92 وذلك لضمان أداء أفضل ولعدم انسداد الرشاشات.

هل يمكن للسائق تحديد نوع البنزين الأفضل للسيارة من خلال المشاهدة والمتابعة فقط؟

يجيب خبراء نادي السيارات الألماني عن هذا التساؤل، حيث إنه من الأفضل اتباع نوع الأوكتان الموصى به من قبل شركات السيارات، ولكن في حال أراد السائق تغيير نوع الأوكتان يجب عليه مراقبة أداء المحرك؛ فإذا كان عزم السيارة أقل من المعتاد يجب استخدام بنزين بأوكتان يتوافق مع السيارة.

وأضاف الخبراء أنه يجب على قائد السيارة أيضًا مراقبة نسب العوادم أثناء السير، وكذا صوت المحرك؛ فإذا كان العادم والصوت يفوقان المعتاد فهذا دليل على أن البنزين غير مناسب للمحرك.

وهناك بعض الملاحظات الشائعة بالسيارات عندما تم تزويدها بنوع وقود غير مناسب للمحرك، وهو إحداث صوت مرتفع “فرقعة” عند الضغط على دواسة الوقود وناقل الحركة في حالة الحياد “موور”، كذلك يحدث صوت مشابه عند زيادة سرعة السيارة بشكل مفاجئ، وكل ذلك معناه نقص الأوكتان بالبنزين.

وفي نهاية هذا التقرير المفصل، ينصح خبراء نادي السيارات الألماني، بأنه إذا كانت السيارة تزود بنوع معين من الأوكتان وتعمل بشكل جيد، فإن رفع كفاءته لن يفيد في شيء سواء زيادة في العزم أو توفيرًا للاستهلاك.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى