مؤسسة عالمية تتوقع ارتفاع سعر الدولار.. فهل يقترب الدولار من حاجز الـ19 جنيها؟

أعلنت مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» العالمية ، توقعاتها بشأن ارتفاع سعر الدولار ، عند مستوى 19 جنيها ، بانتهاء العام الحالي 2018 ، وتوقعت كذلك ارتفاع سعر الدولار في نهاية 2019 ، إلى 20 جنيها ، وذلك في وقت توقع فيه خبراء ، ألا يشهد سعر الدولار تغييرات كبيرة أمام الجنيه حتى نهاية 2018 ، وأن يظل سعر الدولار في فلك المستويات الحالية ، سواء كانت صعودا أو هبوطا.

وتأتي توقعات «كابيتال إيكونوميكس» ، بارتفاع سعر الدولار ، رغم إشارتها إلى تحسن الوضع الخارجي للاقتصاد المصري ، بحسب بيانات ميزان المدفوعات التي صدرت مؤخرا ، كما أظهرت تراجع عجز الحساب الجاري ، نحو مستوى 3.3% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي ، خلال الربع الأول من العام الحالي ، وذلك مقارنة بنحو 3.9% في الفترة ذاتها ، ووصفت المؤسسة العالمية التراجعات المتوقعة ، بأنها «معتدلة ومدعومة بتحسن الوضع الخارجي».

وبحسب بيانات مؤشر البنك المركزي ، التي رصدت متوسط سعر الدولار في السوق المحلية بشكل يومي ، سجل سعر بيع الدولار 17.9604 جنيها في نهاية اليوم.

سعر الدولار

محلل الاقتصاد الكلي في بنك الاستثمار «سي آي كابيتال» ، هاني فرحات ، توقع أن يظل سعر الدولار ، مستقرا في الفترة المقبلة ، كما توقع كذلك ، أن يستعيد الجنيه بعضا من قيمته ، مدعوما بتحسن الوضع الخارجي للاقتصاد المصري.

الخبير الاقتصادي قلّل كذلك ، من تأثير تخارج بعض استثمارات الأجانب في أذون الخزانة الحكومية خلال الشهور الماضية ، على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية ، وذلك رغم خروج استثمارات بقيمة نحو 4 مليارات دولار ، من أذون الخزانة في الفترة الماضية ، بينما قدّرت الحكومة سعر الدولار في موازنة العام المالي الحالي ، عند مستويات 17.3 جنيه.

ونشرت وكالة «رويترز» ، أرقاما من معهد التمويل الدولي ، أوضحت أن المستثمرين الأجانب ، باعوا سندات وأسهما بقيمة 12.3 مليار دولار في الأسواق الناشئة ، خلال شهر مايو المنصرم ، وذلك وسط ارتفاع عالمي في تكلفة الاقتراض وصعود الدولار ، كما أن هذه التحركات المدعومة برفع الفائدة الأمريكية ، أحد المحاور التي تؤثر على سعر الدولار.

ميزان المدفوعات الذي يعكس تعاملات الاقتصاد المصري مع العالم الخارجي ، شهد تحسنا كبيرا ، في الـ9 أشهر الأخيرة من العام المالي الماضي ، حيث سجلت فائضا كليا بقيمة 11 مليار دولار ، وهو ثاني أكبر فائض تاريخي تحققه مصر.

وتحسّن الحساب الجاري بشكل قوي ، كما تراجع العجز بمعدل 57.5% ، حيث سجل 5.3 مليار دولار ، في مقابل 12.5 مليار دولار ، في الفترة ذاتها من العام الماضي ، كنتيجة أساسية لنشاط القطاعات الحيوية ، مثل «السياحة ، تحويلات المصريين ، والصادرات».

صندوق النقد الدولي ، توقع تحسن عجز الميزان الجاري ، إلى 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي ، في العام المالي 2018 / 2019 ، مقارنة بنسبة 4% في توقعات سابقة.

– 2019 عام بداية التغيرات –

الخبير المصرفي محمد عبد العال ، توقع أن يحتفظ الجنيه باستقراره نسبيا عند مستوياته الحالية ، وألا يرتفع سعر الدولار ، حتى نهاية العام الحالي ، في حدود 18 جنيها ، موضحا في الوقت ذاته ، أن العام 2019 قد يشهد في بدايته ، تغيرات في الظروف المحلية والخارجية ، من شأنها دعم تغير هذه التوقعات ، بشكل قد يكون إيجابي للعملة المحلية ، وذلك في ظل عدم وجود ما يدعو للقلق ، بشأن المعروض من الدولار في السوق.

وقال الخبير المصرفي ، إن السعر الحالي للدولار ، يحقق مصلحة الأطراف الفاعلة في السوق ، كما أن الظروف الحالية محليا ودوليا ، لا تشير إلى أي تغيرات كبيرة في سعر الدولار ، ولا تشير كذلك ، إلى نقص المعروض من الدولار ، بل قد يشهد زيادة في المعروض من الدولار ، تنعكس على الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية.