لماذا لم تنخفض الأسعار رغم تراجع قيمة الدولار؟.. خبير يجيب!

عند انخفاض الدولار الأيام الماضية، توقع البعض عودة أسعار  جميع السلع للانخفاض مرة أخرى، ولكن يبدو أنها لا تعرف طريق الانخفاض في مصر، إذ أنه برغم تراجع الدولار أمام الجنيه، بشكل ملحوظ منذ بداية العام الجاري، فإن الأسعار لم تنخفض، بل إنها تواصل الارتفاع.
وانخفضت العملة الخضراء  بنحو 5.4% منذ بداية العام، فبحسب متوسط أسعار العملات على موقع البنك المركزي، خسر الدولار حوالي 116 قرش، ليصل إلى نحو 16.80 جنيه للبيع، وووصل سعر الشراء 16.90 جنيه.
ولا يزال التضخم يحقق أرقاما موجبة، أي أن الأسعار في ارتفاع، وإن كان هذا الارتفاع قد تباطأ في الشهور الأخيرة، كما سجل التضخم السنوي، في شهر أبريل الماضي، 12.5% مقابل 13.8% في شهر مارس الماضي، والذي يعد أقل مما سجله في منتصف 2017، والذي كان تجاوز 30%، وذلك حسبما أشارت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ولم تنخفض أسعار السلع  بسبب شراء مستلزمات الإنتاج والمواد الخام لأغلب السلع المعروضة في السوق حاليا بسعر الدولار قبل هبوطه، وبالتالي لم تنخفض أسعار السلع النهائية، وذلك لأن مخزون السلع الحالي تكلفته مرتفعة، حسبما قال أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، فى تصريحات صحفية.
وتحديد سعر السلع يتم وفقا لما يعرف بالدورة التجارية التي تتراوح بين 3 و4 أشهر، وهو ما يعني أن انخفاض الدولار لن ينعكس تأثيره مباشرة على سعر السلع، بحسب “الوكيل”.
“وكل 4 أشهر، يقوم المستوردين باستيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج وذلك بحسب الدورة التجارية للمستوردين، حيث أن الدولار بدأ في الانخفاض منذ حوالي 3 شهور تقريبًا، وبالتالي الأسعار لم تتأثر بهذا الانخفاض”، كما تتحكم حركة البيع والشراء للمستهلك بشكل كبير في السعر وليس فقط التحرك في سعر الدولار.
[the_ad id=”284332″]
وقال الوكيل، إن عزوف الناس عن شراء السلع له عامل،، موضحا أنه عند حدوث تراجع في سعر الدولار دون أن يحدث تفاعل من المستهلك فيما يتعلق بالبيع والشراء فلن يؤثر ذلك على سعر السلع”.
وفي هذا الصدد قال أحمد شيحة، أحد كبار المستوردين، في تصريحات صحفية، إن تراجع سعر الدولار أمام الجنيه، لم يؤثر على أسعار السلع، وذلك لأن الانخفاض جاء بالتدريج ولم يأت هذا التراجع دفعة واحدة، مضيفا  “لو كان الدولار هبط 89 قرشًا مرة واحدة كنا سنجد مردودا إيجابيا  تجاه الأسعار ولكن الهبوط كان بمستويات بسيطة بين 5 و7 قروش وبالتالي لم يؤثر بشكل واضح على الأسعار”.
وسيكون استمرار تراجع الدولار، لفترة طويلة، له تأثير مباشر على أسعار أغلب السلع في الفترة المقبلة، بحسب “شيحة”.
ويري خبراء أن ضعف أدوات الرقابة على السوق يساهم أيضا في إعطاء الفرصة للتجار لمنع انخفاض الأسعار، بالإضافة إلى استفادة المواطنين من تراجع الدولار، خاصة أن الدولار الجمركي ينخفض بشكل مستمر في الشهور الماضية، والذي يساهم في تقليل تكلفة الاستيراد، وذلك على الرغم من توقعات وأراء التجار بأن الأسعار لم تنخفض بسبب المخزون الذي تم استيراده أو استيراد مكوناته بسعر الدولار المرتفع.
وقال رئيس شعبة الملابس الجاهزة في غرفة القاهرة التجارية يحيي الزنانيري، في تصريحات صحفية، إن تراجع أسعار الدولار لم يؤثر على أسعار الملابس في الأسواق حتى الآن، مؤكدا “لن يحدث انخفاض ملحوظ في أسعار الملابس إلا بعد تراجع الدولار بقيمة جنيهين على الأقل”.
[the_ad id=”284340″]
وتم شراء “الملابس الموجودة حاليًا على سعر الدولار القديم، فيتم بيعها بسعرها القديم حتى نفاذها أو يتم عمل أوكازيون في نهاية الدورة التجارية وهي كل 3 أشهر في العام، وذلك وفقا لـ “الزنانيري””.
وانخفاض سعر الدولار قد لا يؤدي إلى انخفاض الأسعار في الفترة المقبلة،  بحسب رئيس شعبة الملابس الجاهزة في غرفة القاهرة التجارية مبررا ذلك بقوله “تدخل عناصر أخرى تدخل في التكلفة سترتفع مثل الكهرباء والغاز والبنزين.. يعني ربما الأسعار ترتفع ولا تنخفض”.