انطلاقة اقتصادية وزيادة صادرات.. تعرف على مكاسب مصر من اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية
بعد تدشين زعماء القارة الأفريقية، أمس الأحد، منطقة التجارة الحرة على مستوى القارة، خلال القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي الـ12، في نيامي بالنجير، والتي ترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، توقع رؤساء مجالس تصديرية، أن تساهم اتفاقية التجارة الحرة بين الدول الأفريقية، في زيادة نشاط حركة التجارة البينية بين الدول الأفريقية؛ ليزيد حجم الصادرات المصرية لدول القارة.
وأوضح رؤساء مجالس تصديرية أن منطقة التجارة الحرة على مستوى القارة السمراء، ستعمل على توحيد نحو 1.3 مليار نسمة، كما أنَّها ستخلق كتلة اقتصادية حجمها يصل إلى نحو 3.4 تريليون دولار.
من جانبه، قال رئيس المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات وليد جمال الدين، إن المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات يصدر بضائع إلى القارة الأفريقية بنسب صغيرة للغاية نتيجة وجود بعض المعوقات، منها عدم معرفة الأسواق واحتياجاتها، إضافة إلى ضعف البنوك الأفريقية نسبيًا ما يجعل طريقة الدفع صعبة، إلى جانب عدم وجود وسيلة جيدة في مصر للتأمين ضد مخاطر الدفع، مؤكدا أنَّ الاتفاقية لو أصحبت اتفاقية تجارة حرة بالمعنى الحقيقي، ستحدث طفرةً كبيرةً في حركة التجارة، كما أنَّ مصر ستنطلق انطلاقة كبيرة إلى الأسواق الأفريقية.
وتشير البيانات التي أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول أفريقيا سجلت العام الماضي نحو 6.9 مليار دولار، مقابل 5.6 مليار دولار خلال عام 2017، كما بلغت قيمة الصادرات المصرية لدول أفريقيا نحو 4.7 مليار دولار خلال عام 2018، بنسبة ارتفاع 26.9% مقارنة بعام 2017.
وأوضحت البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبة العامة والإحصاء، أنَّ دول شمال أفريقيا والجوار استحوذت على النصيب الأكبر من الصادرات المصرية إلى الدول الأفريقية، وذلك مقارنة ببقية دول القارة، بحسب بيانات جهاز الإحصاء.
وذكرت وكالة “رويترز”، أنَّ اتفاقية المنطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية، التي وقَّع عليها نحو 54 دولة من أصل 55 بالقارة الأفريقية، بينها نيجيريا، أكبر اقتصاد في أفريقيا، بينما لم يصدق عليها سوى 25 دولة، والتي تعد الأكبر من نوعها منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية في 1994، ستساهم في إطلاق إمكانات أفريقيا الاقتصادية، وذلك بعد تعثر طال أمده من خلال دعم التجارة البينية، وتقوية سلاسل الإمدادات، ونشر الخبرات.
وتوقع رئيس المجلس التصديري للطباعة والتغليف نديم إلياس، أن يزيد حجم صادرات مصر إلى الدول الأفريقية، ببدء سريان الاتفاقية، من خلال فتح أسواق جديدة، موضحًا أن مصر تصدر منتجات للطباعة والكرتون إلى لدول الأفريقية، ولكن بنسب ضئيلة وأرقام غير ملموسة.
وأكد رئيس المجلس التصديري للطباعة والتغليف، أنه يمكن الاستفادة من هذه الاتفاقية الجديدة عن طريق بناء قاعدة إنتاجية لشركات أجنبية في مصر، ومن ثم تصدر إلى بقية دول القارة، مشددًا على أنه من الضروري سن قوانين داخلية جديدة جاذبة للاستثمار.
وأوضح عدد من الخبراء الاقتصاديين، أنَّ هناك تحديات كبيرة أمام القارة الأفريقية لتحقيق التنمية والتكامل لا تزال قائمة من بينها شبكات الطرق والسكك الحديدية المتهالكة، وكذا الاضطرابات في مناطق شاسعة، إضافة إلى معوقات إدارية مفرطة على الحدود، بالإضافة إلى الفساد الذي قد يعرقل النمو والتكامل، وذلك حسبما أفادت به وكالة “رويترز”.
وأشار عدد من أعضاء المجالس التسجيلية، إلى أنَّ إلغاء الرسوم على معظم المنتجات، سيزيد من حجم التجارة في المنطقة بما يتراوح بين 15 و25% على المدى المتوسط، موضحين أن ذلك سيتضاعف إذا جرت معالجة تلك التحديات الأخرى، وذلك بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
وشدد صندوق النقد الدولي، في تقرير نشره في مايو الماضي، على أنَّ منطقة التجارة الحرة يحتمل أن تغير قواعد اللعب على المستوى الاقتصادي، على نحو مماثل للتغيير الذي عزز النمو في أوروبا وأمريكا الشمالية، لكن صندوق النقد الدولي حذَّر من أن خفض الرسوم وحده ليس كافيا.
وأكد رئيس المجلس التصديري للطباعة والتغليف، أنَّ القارة الأفريقية بها عدد من الاتفاقات القائمة، وأن أي اتفاقية زيادة تحدث ستضيف لهذه الاتفاقات مزايا، كما أنَّها ستساعد على التواصل بين الدول الأفريقية من الناحية التجارية.
وبحسب “رويترز”، فإنه يوجد في أفريقيا بالفعل خليط من المناطق التجارية المتنافسة والمتداخلة، وهي المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” في الغرب، إضافة إلى مجموعة شرق أفريقيا “إيك” في الشرق، ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي “سادك” في الجنوب، إلى جانب السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا “الكوميسا” في الشرق والجنوب.
يشار إلى أنَّ التجارة البينية في أفريقيا شكلت نحو 17% من الصادرات وذلك في 2017، مقابل 59% في آسيا و69% في أوروبا، حيث تراجعت أفريقيا عن طفرات اقتصادية حققتها تكتلات تجارية أخرى في العقود الأخيرة.
