أخبار الاقتصاد

لماذل لجأ البريطانيون للذهب للخروج من أزمة “بريكست”؟

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية ، تقريرا ذكرت فيه أن البريطانيين لجأوا مؤخرا إلى اكتناز معدن الذهب، على اعتبار أنه الملاذ الآمن خاصة بعد تفاقم أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهو ما يعرف بـ”بريكست” التي قلبت موازين عالم السياسة داخل المملكة المتحدة، وكانت السبب في هبوط سعر الجنيه الاسترليني إلى مستويات قياسية منخفضة.

وعبر التقرير المنشور على موقعها الإلكتروني اليوم السبت، الموافق 14 سبتمبر، أوضحت الصحيفة أن أسعار الذهب قد شهدت ارتفاعا كبيرا هذا العام في مناطق مختلفة من العالم، إلا أنه من اللافت للنظر في بريطانيا، حيث تقبع شوارع العاصمة لندن على أحد أكبر الكنوز العالمية من الذهب، حتى أصبح المواطنون العاديون يلجأون إلى تعزيز مدخراتهم الشخصية عبر اكتناز المعدن النفيس تحت ضغط حالة الضبابية المسيطرة على مصير “البريكست”.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه مع تفاقم أزمة “بريكست” أصبح الوضع أنه كلما تراجعت قيمة الجنيه الاسترليني أمام الدولار، كلما ارتفعت أسعار الذهب لأنه الملاذ الآمن أمام الناس، لافتة إلى أن الجنيه الاسترليني شهد انخفاضا غير مسبوق منذ تولي بوريس جونسون منصب رئيس الوزراء بداية من الشهر الجاري، خاصة وأنه تعهد بمغادرة بلاده للاتحاد الأوربي سواء باتفاق أو بدونه، وذلك على خلفية تلامس العملة الإنجليزية أدنى مستوى لها خلال 34 عاما، مقابل صعود الذهب لأعلى مستوياته على الإطلاق مسجلا 278ر1 جنيه استرليني للأوقية أي ما يعادل 576ر1 دولار /وفقا لبيانات جمعية سوق السبائك بلندن.

ومن جهته قال جوشوا سول ، مؤسس مجموعة “بيور جولد” للصحيفة إنه قد تلقى العديد من الطلبات من قبل مصرفيين ومستثمرين لشراء الذهب بأموالهم الخاصة، بينما ذكرت إحدى مديرات الأصول بلندن إنها قامت وزميلاتها بشراء الذهب بسبب توقعات بمزيد من التراجع في قيمة الإسترليني.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن ظاهرة اكتناز معدن الذهب من أجل مواجهة أزمات سياسية أو اقتصادية في بريطانيا ظاهرة لا تقتصر على الخبراء والمعنيين بالشأن الاقتصادي فقط، بل إنها اتسعت لتشمل مواطنين عاديين كانوا قد استشعروا خطرا حقيقا في أزمة البريكست المتزامنة مع الحرب التجارية المتفاقمة بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم ، ولذلك فقد رأوا في الذهب ضالتهم حيث وجدوه ملاذا آمنا يجنبهم أية آثار سلبية للظروف العالمية الراهنة.

تجدر الإشارة إلى أن أسواق الذهب العالمية تلقى انتعاشا كبيرا هذا العام، وذلك تحت ضغط تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي الذي دفع بنوكا مركزية رئيسية عدة من بينها البنك الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة في مواجهة هذا الضعف ، ليسجل المعدن الأصفر أعلى مستوى له خلال 6 أعوام، مستفيدا أيضا من توجه البنك المركزي في كل من الصين وروسيا إلى زيادة مشترياتهم من الذهب لمواجهة ضغوط اقتصادي.

وفي نفس السياق ، ذكرت وكالة”بلومبرج ” أن الصين ، والتي تعد ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، قد أضافتخلال الفترة من شهر ديسمبر 2018 وحتى الآن ما يقرب من 100 طن من الذهب إلى احتياطياتها منذ شهر ديسمبر الماضي حتى الآن، في خطوة تستهدف تعزيز احتياطي البلاد من المعدن النفيس بهدف تحجيم التداعيات السلبية للنزاع التجاري مع الولايات المتحدة ، وبناء على ذلك نجد أن ظاهرة اكتناز الذهب تكتسب رواجا عالميا في ظل مناخ اقتصادي وسياسي مضطرب.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى