أخبار الاقتصاد

توقعات بهبوط الدولار ليصل إلى 15 جنيها خلال 2020

بعدما شهدت أسعار الدولار الأمريكي تراجعا ملحوظا أمام الجنيه المصري خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي أفقد العملة الخضراء أكثر من 11% من قيمتها أمام العملة المحلية، لتتراجع بمقدار 187 قرش لتصل حاليا إلى مستوى 16.08 جنيه، في مقابل نحو 17.95 جنيه مع بداية عام 2019.

وحسبما ذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية، فقد أصبح الجنيه المصري ثاني أفضل العملات أداءا على مستوى العالم خلال العام الجاري 2019، ليتحول خلال الـ4 سنوات الماضية من أسوأ العملات أداءا على مستوى الشرق الأوسط خلال عام 2015، إلى الأفضل حاليا، حيث اتجهت التدفقات النقدية لتدعم انخفاض الدولار لأقل من 15 جنيه، بينما ارتفع حجم التدفقات النقدية بالعملة الأجنبية إلى مصر لتتخطى حاجز الـ200 مليار دولار خلال السنوات الماضية، مع تزايد ثقة المستثمرين الأجانب في السوق المصري، بحسب تصريحات طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري.

وقال الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي، إن استمرار انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه خلال العام الجاري، ليصل إلى مستوى 15 جنيه في البنوك، مشيرًا إلى أن تراجع سعر الدولار يرجع إلى زيادة التدفقات النقدية بالعملة الأجنبية خلال الفترة الماضية، وخاصة استثمارات الأجانب في أذون الخزانة المصرية.

وأوضح الدكتور محسن خضير الخبير المصرفي، أن ارتفاع حجم التدفقات النقدية ساهم بشكل كبير في تدعيم قوة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار، مشيرًا إلى أن زيادة التدفقات النقدية بالعملة الأجنبية انعكس على إشادة المؤسسات الدولية بقدرة الاقتصاد المصرى على تخطى الصعاب ونجاح برنامج الاصلاح الذى تنفذه الحكومة.

وأضاف أن التدفقات الأجنبية الدولارية تشمل كل من إصدار سندات دولارية، إضافة إلى التدفقات المباشرة للبنوك نتيجة بيع العملات الأجنبية لها، فضلا عن الاستثمار فى أذون الخزانة والبورصة، وكذلك وقروض دولية تلقتها مصر وتمويلات حصلت عليها البنوك، وبعض الودائع.

وأكد الدكتور هشام إبراهيم أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة والخبير المصرفي، حدوث استقرار في سعر الجنيه خلال الفترة المقبلة أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار، موضحًا أن زيادة المعروض من الدولار في البنوك، واستمرار تدفق تحويلات المصريين في الخارج، ونشاط السياحة وهي كلها عوامل تدعم تراجع سعر الدولار أمام الجنيه.

وكانت حجم الإيرادات السياحية ارتفعت في مصر لتصل إلى 4.2 مليار دولار خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2019-2020، في مقابل نحو 3.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي 2018-2019، بنسبة ارتفاع بلغت نحو 6.7%، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.

وفي ذات السياق قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، إن عودة الجنيه للصعود أمام الدولار ينذر بمزيد من الهبوط للدولار أمام الجنيه خلال النصف الأول من 2020 ليهبط إلى 15 جنيه ليفقد أكثر من 10 % بالنصف الأول من العام الجاري، مضيفًا أن أسباب هذا الانخفاض فى قيمة الدولار ترجع إلى زيادة تدفقات النقد الأجنبى من مصادر متعددة أبرزها قطاع السياحة وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، وتدفقات الاستثمار الأجنبى، وعوائد الصادرات.

جدير بالذكر أن بيانات البنك المركزي عن ارتفاع حجم تحويلات المصريين في الخارج لتصل إلى 6.7 مليار دولار خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2019-2020، في مقابل نحو 5.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي 2018-2019.

وكانت المجموعة المالية “هيرميس”، توقعت انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار إلى 16.23 جنيه بنهاية العام المالي 2020، وإلى 16.55 جنيه في العام المالي 2021.

وأوضح محمد أبو باشا المحلل المالي، أن تدفقات الأجانب في الأذون والسندات خلال العطاءات الأخيرة كانت المحرك الأساسي لانخفاض سعر الصرف، فيما توقع بنك الكويت الوطني في تقرير له استمرار تحسن قيمة الجنيه المصري خلال العام الجاري 2020، موضحا أن الجنيه ارتفع بحوالي 10% مقابل الدولار خلال عام 2019، وذلك على خلفية الجهود التي بذلتها الدولة والتي أدت إلى تحسن الاقتصاد المصري بشكل ملحوظ.

وذكرت شركة “بلتون” المالية، إنها مازالت ترى أن كل الاحتمالات تؤيد قوة الجنيه مع تذبذبات محدودة وسط تحسن الطلب تدريجيًا، مضيفة أنها لا تتوقع ضغوطًا على العملة المحلية خلال عام 2020، مع تذبذب محدود في نطاق بين 15.9 و16 جنيه مقابل الدولار، مضيفة أن النمو التدريجي للإنفاق الخاص والتعافي المعتدل للإقراض الرأسمالي وتحسن صافي الميزان النفطي بجانب التدفقات من القطاع السياحي خلال عام 2020، كلها أسباب رئيسية لاستمرار قوة الجنيه، مشيرة إلى أن جميع السياسات متجهة للحفاظ على قوة الجنيه، دون تدخل في السوق.

وحسبما ذكر مؤشر “مورجان ستانلي”، فإن الجنيه المصري أصبح أقوى العملات أداء أمام الدولار في الأسواق الناشئة خلال عام 2019، وذلك بنسبة تحسن بلغت 10.3%، يليه الروبل الروسي بنسبة تحسن بلغت 10% أمام الدولار، حيث شهد الجنيه المصري ارتفاعا قدره 12% خلال العام الحالي، ليسجل أفضل أداء له في ما لا يقل عن 25 عاما.

وكانت وكالة بلومبرج، ذكرت أن الظروف المحيطة بتحسن أداء الجنيه المصري ووصوله لأعلى سعر له منذ عامين ونصف، والتي تأتي في مقدمتها وصول صافي الاحتياطات الأجنبية في نهاية نوفمبر 2019 إلى 45.35 مليار دولار كأعلى مستوى تاريخي متحقق، مقارنة بنحو 23.1 مليار دولار في نوفمبر 2016، بجانب تحقيق معدلات قياسية في موارد النقد الأجنبي، حيث بلغت تحويلات المصريين العاملين بالخارج نحو 25.2 مليار دولار وهي من أعلى المستويات في التاريخ، كما بلغ صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو 5.9 مليار دولار.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى