هل العالم على أعتاب ركود اقتصادي بعد توقعات النقد الدولي

خفض صندوق النقد الدولي توقعاته بشأن نمو الاقتصاد العالمي للمرة الثانية على التوالي خلال 3 أشهر، فهذا الأمر أثار مخاوف بشأن وقوع حالة من الركود الاقتصادي العالمي بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة لارتفاع موجة التضخم العالمي التي تجتاح العالم خلال الوقت الراهن.

أعلن صندوق النقد الدولي عن خفض توقعاته بشأن النمو الاقتصادي العالمي لنسبة 3.6% خلال العام الجاري 2022 بنسبة تراجع 0.8% مقارنة بتوقعات النقد الدولي خلال شهر يناير السابق، كما خفض توقعاته بشأن النمو الاقتصادي العالمي للعام القادم 2023 ليسجل نسبة 3.6% بتراجع سجلت نسبته 0.2% مقارنة بتوقعاته خلال شهر يناير السابق.

ويجدر هنا الإشارة إلى أن صندوق النقد الدولي أعلن سابقًا توقعاته بانتعاش الاقتصاد العالمي خلال الربع الثاني من العام الجاري 2022، إلا أن تلك التوقعات قد تدهورت بشكل كبير بعد الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب تقرير “آفاق للاقتصاد العالمي” الصادر عنه.

تدل توقعات النقد الدولي أن الحرب الروسية الأوكرانية ستؤدي لحدوث انتكاسة شديدة في الاقتصاد العالمي، مع تأثيرها بشكل كبير على ارتفاع أسعار السلع الأساسية الغذائية والوقود، نظرًا لما تمثله أوكرانيا وروسيا لسلاسل إمدادات الطاقة والغذاء.

توقعات النقد الدولي تثير مخاوف حدوث ركود الاقتصاد العالمي

أدت توقعات صندوق النقد الدولي لزيادة المخاوف بشأن حدوث ركود الاقتصاد العالمي في ظل أوضاع التشديد النقدي العالمي ورفع أسعار الفائدة وارتفاع معدلات التضخم.

صرح أستاذ الاقتصاد المساعد والخبير الاقتصادي في منتدى البحوث الاقتصادي الدكتور أحمد شكري رشاد، أن خفض صندوق النقد الدولي لتوقعاته بشأن نمو الاقتصاد العالمي لا يدعو للقلق أو توقع ركود الاقتصاد العالمي، حيث أن توقعات الصندوق مازالت بالموجب على الرغم من تخفيض معدلات النمو الاقتصادي.

وأشار أن الركود الاقتصادي يتم تعريفه بالنمو السلبي في الإنتاج الإجمالي المحلي لأي بلد خلال ربعين متتاليين أي مدة تصل لستة أشهر.

وأشار الخبير، إن ما يحدث خلال الوقت الراهن هو تبطئ في الاقتصاد العالمي ومعدلات النمو في ظل معدلات التضخم المرتفعة، والذي يتم تعريفه بـ “الكساد التضخمي”، ويتم تعريف تلك الحالة بتباطؤ في معدلات النمو الاقتصادي في ظل معدلات تضخم مرتفعة.

وأعلن أن صندوق النقد الدولي حذر خلال تقرير صادر عنه من ارتفاع معدلات التضخم في نفس الوقت لا يزال نمو الاقتصاد العالمي بالموجب وليس بالسالب، لهذا لا يمكن أن توصف حالة الاقتصاد العالمية بالركود.

الحرب الروسية الأوكرانية تؤثر على الاقتصاد العالمي

لم يعلن صندوق النقد الدولي عن إمكانية حدوث ركود في الاقتصاد العالمي خلال تقريره، إلا أنه أعلن عن الآثار الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية التي تنتشر بشكل واسع وبعيد الذي تم وصفها بموجات الزلزال المنبعثة من مركزه، وهي الروابط المالية والأسواق التجارية، حيث أن روسيا تعد المورد الرئيسي للغاز والنفط، والمعادن، بالإضافة للذرة والقمح بجانب أوكرانيا، وأدى انخفاض المعروض من تلك السلع لارتفاع أسعارها بشكل حاد.

ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي في السعودية والإمارات عكس أوروبا

خلال تقرير صندوق النقد الدولي تباينت التوقعات بشأن معدلات نمو الاقتصاد العالمي، حيث رفع توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في دول الخليج العربي مع ارتفاع سعر البترول لمستويات كبيرة خلال الفترة السابقة، مع توقعات بارتفاع نمو المملكة العربية السعودية بنسبة 7.6% خلال العام الجاري، بزيادة 2.8% عن توقعات صندوق النقد لها خلال شهر يناير السابق.

بالإضافة رفع توقعات النمو الاقتصادي في الإمارات لنسبة 4.2% بدلًا من نسبة 3.5% خلال العام الراهن، على العكس من هذا فقد خفض النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد في أوروبا تحديدًا بمنطقة الحرب، حيث خفض توقعاته لنمو الاقتصاد الأوكرانية لنسبة 35%، وتراجع الاقتصاد الروسي لنسبة 8.5%.

كما تم خفض توقعات الصندوق لنمو الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية لهذا العام لنسبة 3.7% في مقابل نسبة 4% خلال توقعاتها السابقة، وأكد الصندوق أن الحرب الروسية الأوكرانية أدت لانتكاسة شديدة للاقتصاد العالمي، وتباطؤ كبير في معدلات النمو وزيادة معدلات التضخم بشكل أكبر، في ظل أن الاقتصاد العالمي لم يتعافى بشكل تام من جائحة كورونا لتبدأ الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير السابق 2022.

إقرأ موقع اقتصاد عالمي يبشر باستمرار نمو الاقتصاد المصري حتى عام 2022