الدولار يرتفع بعد خطاب الفيدرالي الأعنف في تاريخه وتوقعات هامة

ألقى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطابًا تم وصفه بأنه من أعنف خطابات المركزي الأمريكي، فكان الخطاب بمثابة رسالة إفاقة للأسواق المالية التي بدأت في وضع توقعات تعد غير واقعية لتخفيض الفيدرالي لمعدل الفائدة في وقت قريب من تلك التوقعات إلى جانب ميل الفيدرالي للتيسير.

صرح باول أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لن يتوقف عن سياسة التشديد النقدي حتى تبدأ معدلات التضخم الاقتصادي في التراجع بنسبة 2%، في ظل ارتفاع معدلات التضخم بنسبة 8.6% تبعًا لأخر قراءة لمؤشر أسعار المستهلكين.

يشن الفيدرالي حرب ضخمة ضد التضخم الاقتصادي والتي أدت لارتفاع الدولار ليوثق مركزه عند مستوى 108.748 بارتفاع نسبته 30% بعد أن تراجع لمستوى 107.662 خلال جلسة تعاملات اليوم.

شدد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لوجود مزيد من الألم خلال فترة زمنية أطول، مشيرًا أنه لا يوجد أي حل سريع لردع الأسعار المرتفعة، وأكد أنه سيتم الانتظار ليوم الجمعة القادمة لتوضيح البيانات الرسمية عن سوق العمل الذي يعد القطاع الأهم، وتوقع أن سوق العمل بأمريكا سيتضرر من السياسات النقدية المتبعة خلال الوقت الراهن.

بيانات هامة عن أداء الاقتصاد الأمريكي

أوضحت البيانات الاقتصادية ارتفاع معدلات انفاق المستهلكين بسبب تراجع سعر البنزين، بالإضافة لتراجع وتيرة التضخم الاقتصادي وهبوط التوقعات بشأنه على المدى القريب لأدنى مستوى لها خلال 8 أشهر.

كما صرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن البيانات الصادرة تدل على هدوء وتيرة التضخم الاقتصادي، ليميل الفيدرالي الأمريكي لرفع الفائدة بنسبة 50 نقطة فقط خلال فعاليات الاجتماع القادم، ليصبح معدل الفائدة ما بين 3.5% إلى 3.75% مع نهاية العام الجاري.

ولكن هناك بعض من أعضاء بمجلس الاحتياطي الفيدرالي يتوقعون بأن تكون نسبة رفع الفائدة خلال الاجتماع القادم الأنسب بنسبة 75 نقطة فقط، ولم يعلن جيروم باول أي إفادة بهذا الصدد، حيث أكد أنه ينتظر البيانات الرسمية عن معدلات التضخم الاقتصادي التالية لاتخاذ القرار المناسب.

يرتبط الدولار بأسعار السلع، ففي حالة تعرض أسعار السلع لأي ضغوط فإن سعر الدولار يرتفع، فهناك علاقة سلبية تربط الدولار بالسلع، ويرى محللو بنك أوف أمريكا أن قوة الدولار ضرورية لمساعدة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في التحكم بالتضخم والوصول للهدف، كما يرى محللو ويلز فارجو احتمالية تسجيل الدولار ارتفاعًا جديدة مع نهاية العام الجاري، ومن الناحية الفنية فإن مستويات المقاومة والدعم على فيبوناتشي للمؤشر سجلت عند الدعم، 104.519، 105.552، 106.191، وسجلت المقاومة، 108.257، 108.896، 109.929.

اليورو الأوروبي والدولار الأمريكي

تعد العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” الأكثر ثقلًا من ناحية الوزن بمؤشر الدولار الأمريكي، حيث أن تحركات العملة الأوروبية تؤثر وبشكل قوي على الدولار، فعند ارتفاع اليورو صباح اليوم بعد تقرير “رويترز” فإن البنك المركزي الأوروبي رفع الفائدة 75 نقطة أساس خلال فعاليات الاجتماع القادم، فيما كانت التوقعات صباح اليوم تصب لصالح فرع الفيدرالي بنسبة فائدة 50 نقطة أساس.

وبعد الإعلان عن أسعار الفائدة بشكل رسمي، عاد الدولار الأمريكي في الارتفاع من جديد مقابل اليورو الأوروبي، وتظل أوروبا في خطر من أمريكا في ظل أزمة الطاقة الخانقة التي تضربها، واحتمالات الركود شبه الأكيدة في ظل تخلف البنك المركزي الأوروبي عن الأمريكي.

إقرأ الدولار يقترب من أعلى مستوياته في 20 عامًا لهذا السبب