أخبار الاقتصاد

هل تتأثر بيتكوين.. ما هو مستقبل العملات المشفرة بعد سقوط منصة FTX؟

 إعلان إفلاس بورصة FTX لتداول العملات المشفرة أثار الجدل والعديد من التساؤلات خلال الساعات الماضية، وكثرت الأقاويل حول ماذا سيحدث بشأن مستقبل أسواق العملات الرقمية المشفرة وما سيحدث فيها.

وانطلقت العديد من التوقعات والتكهنات بشأن مستقبل العملات المشفرة خلال الفترة المقبلة، حيث أشار خبراء بمجال تكنولوجيا، إلى توقعاتهم بانهيار أسواق هذه العملات في الفترة المقبلة تأثرا بالأزمة التي وقعت.

في المقابل، كانت هناك بعض التوقعات التي تنظر للأمور بتفاؤل، حيث توقعوا عودة العملات لبريقها ووزنها فور استقرار الأوضاع الاقتصادية، مشيرين إلى أن انخفاضها والوضع الذي وصلت إليه الآن يعود بشكل أساسي إلى تأثرها بالتقلبات الاقتصادية التي تعاني منها كافة القطاعات والمنتجات على مستوى العالم.

ومنذ 3 أيام وبالتحديد يوم الجمعة الماضي، أعلنت منصة FTX والتي أسسها سام بانكمان فرايد، إفلاسها، وهو ما أثر على مؤسسها بالسلب.

وكانت تلك المنصة الخاصة بالعملات المشفرة واحدة من أكبر بورصات العملات الرقمية المشفرة، وهو ما أثر على انهيار ثروة الملياردير بانكمان فرايد من نحو 16 مليار دولار إلى أقل من مليار دولار  في ساعات قليلة.

وتسببت الأحداث الاقتصادية وانهيار سوق العملات المشفرة في انهيار الشركة دراماتيكيًا، التي صرحت العام الماضي بأن لديها أكثر من 5 ملايين مستخدم حول العالم، وتداولت أكثر من 700 مليار دولار من العملات المشفرة، وفقا لوكالة بلومبرج.

وحول هذا الموضوع، قال إسلام نصر الله، الخبير التكنولوجي، في تصريحات صحفية، إن سوق العملات الرقمية المشفرة ملئ بالمخاطر في الكثير من الأوقات، كما أن انهياره متوقع في أي لحظة نظرا لعدم وجود قواعد حاكمة لهذا السوق، من وةجود جهات منظمة أو رقابية أو صناديق حماية ضد المخاطر التي يمكن أن تحدث للمستثمرين.

وأشار الخبير، التكنولوجي إلى أن انهيار شركة FTX للعملات المشفرة هو أكبر دليل على المخاطرة الكبيرة التي يعاني منها هذا المجال، حيث سقطت وانهارت العملات خلال ساعات  قليلة وانخفضت قيمتها السوقية بشكل غير مسبوق على الرغم  من التكنولوجيا الكبيرة التي اعتمدت عليها الشركة من تكنولوجيا “البلوك تشين” أو سلسلة الكتل.

وقال الخبير التكنولوجي، إن طريقة التداول في مجال العملات المشفرة تجعله عرضة للشائعات في وقت قصير وبسرعة كبيرة، ودون السيطرة على عمليات التداول، وهو ما دفع البعض للمطالبة بتنظيم سوق العملات المشفرة، وظهرت أيضا دعوات جديدة لتنظيم قطاع الأصول المشفرة، بحسب وكالة رويترز.

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، خلال مقابلة مع بلومبرج منذ يومان، إن انهيار شركة العملات المشفرة FTX، عزز وجهة نظرها بأن سوق الأصول الرقمية يتطلب تدخلا وتنظيمًا دقيقًا.

وقال إسلام نصر الله، في تصريحات صحفية، إن سوق العملات المشفرة مرتبط بالشائعات الإلكترونية بشكل كبير مثله كمثل أي بورصة في العالم، موضحا ” تغريدة واحدة تعيد إحياء السوق وتغريدة أخرى تؤدي لانهياره وفق قوله.

وأرجع الخبير التكنولوجي، انهيار شركة العملات المشفرة FTX نفسها إلى تغريدة لرئيس منصة بينانس للعملات الرقمية تشانج بينج زاو، وهي المنصة التي كانت تملك شؤكة العملات المشفرة والتي تراجعت عن الاستحواذ على شركة FTX ثم باعت كل ما تملكه من عملات FTT وهو ما عجل بانهيار السوق وهبوط قيمة العملة من 22 دولارا إلى 2 دولار خلال الساعات الماضية.

وأشار  الخبير التكنولوجي نصر الله، إلى أن انهيار العملات الورقية يصاحبه وجود اتهامات لمؤسس منصة FTX سام بانكمان فريد، بالتلاعب بأصول الشركة من العملات الرقمية وتحويلها عبر محافظ مختلفة لغياب الرقابة على هذا السوق وهو ما نتج عنه ضياع أموال المستثمرين في ذلك السوق.

ومن المتوقع وفق نصر الله، أن تنتقل آثار انهيار شركة FTX إلى سوق العملات الرقمية بشكل عام، بل وإلى العديد من المنصات التي تستخدم نفس تكنولوجيا FTX وهو ما يكررر حالا الإفلاس في ذلك المجال والعديد من الشركات العاملة به خلال الفترة المقبلة.

وفي ذات الصدد، علق محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي،  على ما حدث في سوق العملات المشفرة، مستبعدا وجود حالة الإفلاس بسبب التقلبات الاقتصادية الحالية، مؤكدا أن الظروف الاقتصادية بريئة مما حدث لمنصة FTX وانهيار أسعار العملات الرقمية المشفرة في الوقت الحالي.

وأرجع الحارثي، ما حدث إلى تعرض العملات المشفرة لصدمات عديدة، أولها عدم اعتراف الدول أو البنوك المركزية بها، حيث تقبع تلك العملات في ما يسمى “الدارك ويب” وستظل كذلك، لعدم اعتراف الدول بها، لافتا إلى أن العملات الرقمية المشفرة تأثر سلبا بما حدث في منصة FTX، واعتبره بمثابة ضربة قوية لهذا السوق.

وقال أن انهيار السوق يرجع لعدم الاعتراف به دوليا وعدم وجود معايير اقتصاديى تحكمه، مستدلا على كلامه بوجود انحفاض قوي في سعر عملات البيتكوين والإيثيريوم على وقع انهيار منصة FTX.

يذكر أن عدد من أسعار العملات الرقمية تراجع وفقد نسبة كبيرة من قيمته خلال الأيام الأخيرة على وقع أزمة انهيار FTX، حيث تراجع سعر عملة بيتكوين بنسبة 19.2% وسعر إيثيريوم بنسبة 20.5% في الأيام القليلة الماضية.

ويرى الخبير التكنولوجي، أن الحكومات لديها فرصة ذهبية لوقف العملات المشفرة عن طريق الإسراع في إطلاق عملاتها الرقمية الرسمية البديلة لتلك العملات التي تقوم على أسس غير واضحة.

وعلى عكس ذلك، يرى عمر المنير، الخبير التكنولوجي ومؤسس إحدى شركات التكنولوجيا، أن ما تعرضت له منصة FTX من إفلاس وتراجع يعود في الأساس إلى التقلبات الاقتصادية العالمية.

وقال المنير، في تصريحات صحفية، إن منصة FTX اعتمدت على عملتها كمخزون استراتيجي، وقررت بيع جزء من عملاتها للحصول على سيولة مالية، وهو ما تسبب في الأزمة حيث تزايدت الديون على الشركة ما اضطرها إلى الاستمرار في هذه الطريقة لتوفير السيولة وهو ما فشل في النهاية وأعلنت الشركة إفلاسها، بالإضافة إلى تدخل مؤسس باينانس في الأزمة عن طريق إعلان نيته الاستحواذ على منصة FTX ثم التراجع عن ذلك الإعلان ساهم في الإسراع بسقوط منصة FTX.

وأرجع المنير انهيار سوق العملات المشفرة نتيجة لتأثره  بالأوضاع الاقتصادية والمؤثرات الخارجية ولكن الأسواق لن تتعرض لانهيار جماعي في المستقبل وفق قوله، مشيرا إلى أن سوق العملات الرقمية تعرض لعدد من الصدمات في السابق، ولكنه يعود سريعا لتعويض الخسائر، مثل ما حدث في عملة بيتكوين وغيرها من العملات.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى