جوجل تنضم إلى تسونامي تسريح العمالة

تتسارع وتيرة عمليات تسريح العمالة في شركات التكنولوجيا العالمية الكبرى يوما بعد يوم لتخطي الظروف الاقتصادية الصعبة، وعلى غرار شركات التكنولوجيا أعلنت شركة Alphabet (الشركة الأم لشركة جوجل) عن تسريح 12000 عامل من قوتها العاملة. 

وبهذا فإن شركات التكنولوجيا والتي على رأسها (شركة أمازون، ميتا، مايكروسوفت، تويتر، فيسبوك) ألغت أكثر من 200 ألف وظيفة منذ بداية 2022 وفقا لموقع Layoffs.fyi. 

جوجل أعلنت تسريح نحو 6% من قوتها العاملة

في يناير الماضي أعلنت شركة جوجل “عملاق البحث” التابعة لشركة Alphabet تسريح 12000 عامل، أي نحو 6% من قوتها العاملة. وتعد هذه هي أكبر جولة تسريح للعمال في تاريخ الشركة منذ 25 عاما. 

حيث تم إبلاغ الموظفين الذين سيتم تسريحهم بالفعل عبر رسالة بريد إلكترونى، حيث قال الرئيس التنفيذى ساندار بيتشاى، “إن جوجل ستبدأ فى عمليات التسريح فى الولايات المتحدة على الفور، ولكن سيتطلب الأمر وقتا أطول فى الدول الأخرى بسبب القوانين المحلية”. 

وكنوع من التعويض أعلن بيتشاى أيضا أن جوجل سوف يعرض على الموظفين مكافأة نهاية خدمة تعادل أجر 16 أسبوعا، بالإضافة إلى أسبوعين إضافيين عن كل عام عملوا فيه فى جوجل.

جائحة كورونا وراء زيادة العمالة في شركات التكنولوجيا 

قامت شركة جوجل وغيرها من شركات التكنولوجيا ، بتوظيف الآلاف من العاملين الجدد خلال العامين الأوليين من جائحة كورونا. حيث أن عام 2021 يمثل أحد أقوى الأعوام في تاريخ الشركة، فقد حققت نموا في الإيرادات بنحو 41٪. ولهذا وسعت جوجل عدد الموظفين لمواكبة هذا التوسع. وذلك للاستفادة من الزيادة الهائلة فى الإنفاق على التجارة الإلكترونية والخدمات السحابية أثناء فترات الحظر المنزلي. حيث تجنى جوجل معظم أرباحها من الإعلانات الإلكترونية، والتي شهدت نموا هائلا مع تنامى الإعلانات والتجارة الإلكترونية كل عام.

كذلك فقد استثمرت جوجل المليارات على الذكاء الاصطناعى وعلى بناء الأعمال السحابية، لكن الإعلانات الإلكترونية ظلت مصدرها الرئيسي للإيرادات بنسبة 80% من إجمالي 69 مليار دولار حققتها جوجل فى الربع الثالث من عام 2022. ويمكنك متابعة أرباح سهم جوجل عبر easyMarkets.  

الأسباب الرئيسية التي أدت إلى قرار التسريح

• على الرغم من أن إيرادات شركة جوجل وصلت إلى 69 مليار دولار في الربع الثالث من 2022، إلا أن الأرباح الفعلية قد تقلصت إلى 13.9 مليار دولار. 
• إن الزيادات المتلاحقة والمستمرة في أسعار الفائدة من الفيدرالي الأمريكي على مدار العام، وبالتالي ارتفاع تكلفة الاقتراض كما أدت إلى تضاؤل الاستثمار على أسهم التكنولوجيا وضخ السيولة في سندات الخزانة. ومن ثم جاء قرار التسريح الجماعي للعمال لتقليل النفقات.
• الاحتمالات الواسعة بحدوث ركود اقتصادى قد قلبت مسار النمو رأسا على عقب، وأدت ذلك إلى إضعاف حصص التكنولوجيا. 
• شركات التكنولوجيا تمر في أوضاع اقتصادية قاسية تضر سوق الإعلان عبر الإنترنت بشكل خاص. حيث أجبر المعلنين على تقليص الإنفاق على الإعلانات عبر الإنترنت. 
• بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية، تواجه جوجل ضغوطًا تنظيمية، حيث رفعت وزارة العدل وثماني ولايات دعوى الاحتكار ضد شركة جوجل، وذلك سعيًا منها لتحطيم الاحتكار المزعوم للنظام البيئي الكامل للإعلان عبر الإنترنت. 

جوجل تعد الأحدث من بين سلسلة شركات التكنولوجيا التي أعلنت تسريح العمال

لم تكن جوجل وحدها التي قامت بعملية التسريح الجماعي للموظفين، ولكنها كانت الأحدث في هذه العملية من بين شركات التكنولوجيا. 

فقد جاء قرار جوجل بتسريح 12000 موظف بعد قرارات شركات التكنولوجيا الأخرى، حيث بدأت أمازون يوم الأربعاء 18 يناير موجة جديدة من تخفيضات الوظائف فقامت بتسريح نحو 18000 موظف. وفي نفس اليوم أعلنت شركة مايكروسوفت قرارها بتسريح 10000 عامل لديها.

وسرحت شركة ميتا أيضا 11000 موظف. كما أجرت شركة تويتر تحت قيادة إيلون ماسك، عمليات تسريح لأكثر من نصف عدد موظفي الشركة منذ توليه.