أخبار الاقتصاد

أسعار الذهب تواصل ارتفاعها الجنوني في مصر رغم انخفاض سعر الذهب عالميًا

وصل سعر الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوز سعر الذهب عيار 24 حاجز الـ 3 ألاف جنيه لأول مرة في التاريخ، رغم عدم تسجيل تلك الأسعار عالميًا وانخفاضها على المستوى الدولي، وهو ما علق عليه الدكتور محمد عبدالوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي.

سبب ارتفاع سعر الذهب بمصر:

وأرجع الخبير الاقتصادي، سبب ارتفاع سعر الذهب محليا عكس ما يحدث عالميا، إلى ارتفاع سعر الدولار في العقود الآجلة من 42 إلى 44 جنيها مع ثبات سعره بالبنوك ووقوفه عند ال30 جنيها، بالإضافة إلى عدم توافر الدولار اللازم لاستيراد الذهب من الخارج، وهو ما أدى إلى قلة المعروض بجانب زيادة الطلب على شرائه بشكل كبير من قبل العديد من الأشخاص خلال الأيام الماضية.

توقعات بزيادة سعر الذهب:

وقال الدكتور محمد عبدالوهاب، إن زيادة الطلب على شراء الذهب في مصر يأتي نتيجة خوف الكثير من انخفاض سعر الجنيه واتخاذ الحكومة قرارًا بتحرير الصرف في إطار تنفيذ اتفقاها مع صندوق النقد الدولي، مما جعلهم يتجهون لتحويل مدخراتهم إلى سبائك وجنيهات ذهب حفاظاً عليها من التآكل وفقد قيمتها.

ويتم بشكل دوري إجراء مراجعات ربع سنوية من قبل صندوق النقد الدولي بهدف التأكد من سير الحكومة في مسار الإصلاح الاقتصادي، والذي يتضمن وجود سعر صرف مرن حقيقي للدولار  في البلاد.

السبب وراء ارتفاع سعر الذهب محليًا:

وأرجع الخبير الاقتصادي في تصريحاته أن الإقبال على شراء الذهب يرجع إلى وجود فائض سيولة كبير في السوق جراء انقضاء أجل شهادات الـ 18% التي قاربت حصيلتها الـ 750 مليار جنيه، ولم تتخذ الحكومة أو تتيح خيارًا مناسباً للمواطنين لكي تجذبهم للقطاع المصرفي لضمان عدم خروج تلك الأموال من البنوك، مما جعل تلك الأموال تتوجه لسوق الذهب وهو ما ساعد في رفع الأسعار بصورة مبالغ بها مقارنة بالفترة الماضية.

ويأتي هذا الارتفاع في السوق المحلي، وسط توقعات باستمرار ارتفاع أسعار الذهب عالمياً مدفوعاً بالتوقعات المتذبذبة والمخاوف الناتجة عن الظروف الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية التي يشهدها العالم نتيجة صراعات الدول ومحاولات روسيا والصين في السيطرة على اقتصاديات العالم والحرب بين روسيا وأوكرانيا وغيرها من العوامل التي ينتج عنها الارتفاع المستمر في معدلات التضخم عالميًا ومحليًا وما يصاحبها من رفع في معدلات الفائدة.

وساهمت الانهيارات التي شهدتها البنوك الأمريكية والأوروبية الفترة الماضية وإفلاس بنك سيليكون فالي وسيجنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية والعملاق المصرفي السويسري كريدي سويس، بشكل كبير في إعطاء دفعة للذهب عالميًا وأصبح الملاذ الكبير للعديد من الأشخاص لحفظ أموالهم ولتحقيق ربح، حيث ارتفع بقيمة 150 دولارا تقريبًا، وفق تحليل الخبير الاقتصادي.

وحقق الذهب في مصر مكاسب بحوالي 400 جنيه في الجرام منذ بداية أبريل بالتزامن مع قرار البنك المركزي المصري برفع أسعار الفائدة 200 نقطة أساس في 30 مارس الماضي، وبعد صرف شهادات الادخار الـ 18% والتي يراها المواطنون بدائل ضعيفة للاستثمار من جانب البنوك الحكومية والتى تمثلت في شهادات الثلاث سنوات من جانب بنكي الأهلي ومصر التي لم ترق لتحقيق آمال المستثمرين مما جعلهم يلجأون للذهب بشكل كبير لكونه الملاذ الآمن على مدار الزمن.

ورجح عبدالوهاب، استمرار ارتفاع سعر الذهب خلال الفترة المقبلة وذلك نتيجة استمرار حالة عدم اليقين بسبب الأحداث المضطربة عالميًا واستمرار حالة الحرب في أوكرانيا، وسيستمر سعر الذهب في الصعود مدفوعًا بارتفاع أسعاره عالميًا وزيادة الطلب عليه محليًا، وهو ما يزيد الرغبة في شراء الذهب، مع نقص المعروض وهذا ينتج عنه ارتفاع الأسعار في النهاية وعدم توقف الزيادات.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى