المركزي يقرر الدفاع عن الجنيه والتخلي عن دولار السوق السوداء

قرر البنك المركزي المصري الاستغناء عن دولارات السوق السوداء، التي تعد عاملًا أساسيًا لخفض قيمة الجنيه مقابل الدولار، وواصل المركزي دفاعه عن قيمة الجنيه المصري، حيث لجأ لطرح أدوات الدين بالدولار الأمريكي بالأسواق الاقتصادية العالمية، مما ساعده على توفير حصيلة دولارية قوية ودعم الاحتياطي النقدي ومواجهة تجارة العملة بالسوق السوداء التي تلتهم الإيرادات الدولارية خارج القطاع المصرفي.

المركزي يبتعد عن دولارات السوق السوداء

تتوقع معظم الأسواق أن يقوم البنك المركزي المصري بخفض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار لمستويات متدنية كما هو متوقع بالعقود الآجلة، في محاولة لتقليل الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والغير رسمي، وضمان عودة التدفقات النقدية خصوصًا تحويلات المصريين العاملين بالخارج وإيرادات السياحة للقطاع المصرفي، بعد أن استحوذت السوق السوداء على نسبة كبيرة منها، ولكن قرار المركزي مراوغة توقعات الأسواق والابتعاد عن خفض الجنيه، وتبنى أساليب أخرى.

فمن ضمن الأدوات التي قام المركزي المصري باستخدامها هو الابتعاد عن خفض قيمة الجنيه المصري، لتوفير الدولار بالبنوك بطريقة عاجلة، أعلن المركزي يوم الخميس السابق عن طرح مزاد أذون خزانة بقيمة مليار دولار لأجل عام في بداية مايو القادم 2023، وأوضح البنك خلال البيان الصادر عنه أنه سيتم تسوية المزاد في اليوم التالي.

توقعات بجذب تدفقات دولارية للبلاد

لجأ المركزي المصري لطرح أذون خزانة بالدولار خلال شهر مارس السابق وتحديدًا في السادس منه، حيث لقى الطرح مشاركة عالمية بشكل قوي بإجمالي 20 عرض بقيمة مالية إجمالية بلغت 1.296 مليار دولار، بينما كان المستهدف جمع مليار دولار فقط، حيث قبل من تلك العروض ما يقرب من 1.066 مليار دولار، حيث سجل حجم العائد من الطرح 4.9% وهو أقل من المتوسط العالمي لسعر الفائدة على الدولار التي سجلت خلال الوقت الراهن 5%.

الدولار يتراجع بالسوق السوداء لمستوى 35 جنيه

أكدت العديد من المصادر المصرفية أن المركزي المصري قام باستخدام كافة أدواته لتوفير الدولارات للبلاد بعيدًا عن خفض قيمة الجنيه مقابل الدولار، في ظل تحسن إيرادات البلاد الدولارية من ارتفاع حصيلة السياحة وتحسين إيرادات قناة السويس، وأشار المركزي إلى أن الدولار يتوافر في البلاد ولكن السوق السوداء هي السبب في الأزمة الراهنة حيث تحصل على كل الحصيلة الدولارية.

وسبق وأن صرح المستشار السابق لمحافظ البنك المركزي هشام عز العرب، أن القيمة العادلة للجنيه مقابل الدولار لا تتجاوز مستوى 25 جنيه بعد دراسة بنوك الاستثمار العالمية، وأضاف أن الأزمة الراهنة بسبب خروج الأموال الساخنة من البلاد والتي كان يجب استخدامها في تمويل المشاريع ودعم قيمة الجنيه.

كما أكد العديد من المتعاملين بالسوق السوداء، أن تجار العملة بالسوق السوداء أصابتهم المخاوف مع استمرار المركزي المصري بتثبيت سعر العملة، حيث توقفوا عن شراء الدولار بأسعار مرتفعة لينخفض السعر لمستوى 35 جنيه مقابل 37 جنيه خلال وقت سابق.

إقرأ سعر الدولار اليوم