أخبار مصر

تمثال “ماركس” يثير جدلا ضخما في ألمانيا

لا يزال حتى اللحظة مجرد دمية خشبية، وإن كانت هائلة الحجم يمكن أن تغير، إلى الأبد، المشهد المحافظ نوعا ما لمدينة ترير جنوب غربي ألمانيا.
بارتفاع يتجاوز ستة أمتار، يمثل هذا النموذج المقلد نسخة أولية بنفس الحجم من التمثال البرونزي لكارل ماركس، الذي تود جمهورية الصين الشعبية منحه لترير. وموعد الإهداء في النهاية تاريخ هام في التقويم، إذ إنه في آيار/مايو 2018 ستحل ذكرى مرور 200 عام على مولد الفيلسوف المشهور عالميا هنا.
وللتأكد من إمكانية أن يكون للسكان المحليين رأي في ما إذا كان يتعين على المدينة أن تقبل تمثال “ماركس العملاق” المعروض عليها، أقامت سلطات ترير النسخة الأولية المؤقتة بالحجم المخطط، ، بما فى ذلك قاعدة التمثال، بارتفاع يبلغ 3ر6 متر فوق سطح الأرض.
خلال الفترة الزمنية القصيرة التي هيمن فيها الوافد الجديد الملتحي على ساحة سيميونستيفت المركزية، انقسمت الآراء بشأنه. ويقول المقيم بالمدينة فريدمان دودن بينما يمر أمام نموذج ماركس مع زوجته “أجده كبيرا بصورة تفوق الحد ، لا ينبغي أن نصنع منه بطلا”.
ويتفق معه بيرند شنايدرز “عصر التماثيل التذكارية الضخمة قد انتهى. بالنسبة لي هذا أكثر من اللازم”. إقامة نصب تذكاري لماركس لا بأس به، كما يقول، ولكن فقط إذا كان بحجم عادى .
من ناحية أخرى، يجيل أحد سكان المدينة، فيلكو كانينبيرج، النظر بالتمثال صعودا وهبوطا، ويقرر. “هذا جيد تماما بالنسبة لي”. وحتى بالقليل من خيبة الأمل، تقول آن فوكس وهى امرأة كانت تمر بالموقع ، “كنت أتوقع أن يكون أكبر من ذلك بكثير. لا يمكنك أن تقول إنه بارتفاع 3ر6 متر”.
ويقول عمدة مدينة ترير، فولفرام لايبه ، من الحزب الديمقراطي الاشتراكي (اس بي دي) المنتمي لتيار يسار الوسط بألمانيا، إن هذا بالضبط هو نوع المناقشة التي يتعين أن يبدأ بها المهندسون المعماريون.
ويشير إلى أنه يوبيل الذكرى عام 2018 يجب أن يعطي الناس فرصة للتفكير في هذا المفكر كشخصية تاريخية وفيلسوف. “وعلى أية حال، إنه أحد أعظم أبناء هذه المدينة، ولا يجب أن نخفيه”.
وكان ماركس، أحد الآباء الروحيين للشيوعية ومؤلف كتاب مثل “رأس المال” الذي غير العالم، ولد في ترير في 5 آيار/مايو 1818، وقضى الـ17 عاما الأولى من حياته هنا.
وتخطط كل من الولاية الألمانية الأم لماركس ، راينلاند بالاتينات، ومدينة ترير، لمعرض كبير لسنة اليوبيل بعنوان “كارل ماركس .1883-1818 الحياة.. الأعمال.. الزمن”.
تتطلع الولاية والمدينة بشكل واضح لتوليد بعض رأس المال الصافي لهما من الحدث، الذي من المتوقع أن يستقطب 150 ألف زائر على الأقل.
ولكن أولا هناك مسألة التمثال بحاجة لحل. يتناسب نصب ماركس التذكاري بشكل جيد في الساحة، كما يؤكد العمدة مضيفا أنه رغم ذلك “لا علاقة للأمر بالتمجيد. فقد ولت هذه الأزمان”.
يصور تصميم وو وايشان الفنان الصيني ، ماركس ممعنا في التفكير مرتديا معطفا مشقوق الذيل، يخطو إلى الأمام وإحدى يديه ترتكز على طية صدر السترة في حين يحمل في الأخرى كتابا. ويقول مشرف البناء المحلي، أندرياس لودفيج “هذه شخصية تاريخية لها بعض الصدى، ويجب ألا نخشى ذلك كأنه نوع من المبالغة الاشتراكية”.
ولكن فضلا عن التحفظات بشأن حجمه، فإن الموقع المقترح للنصب، على مقربة من المعلم المعماري الرئيسي لمدينة ترير، “بورتا نيجرا” (البوابة السوداء)، يسبب مشكلات.
ويقول فريدمان دودن المقيم بالمدينة “كان من الأفضل نصب التمثال عند المنزل الذى شهد ميلاد ماركس.. لكنه هنا بارز للغاية بصورة تفوق الحد “. ولكن العمدة لايبه يساند مفهوم الفنان لخلق محور بصري نحو المنزل الذي نشأ به ماركس.
ويعبر أحد أعضاء حزب المستشارة أنجيلا ميركل المحافظ عن رأيه النقدي بينما يتوقف لدى التمثال الخشبي. ويقول برنارد كاستر “أن نضع تمثالا برونزيا لكارل ماركس يتجاوز ارتفاعه ستة أمتار في هذا الميدان ، فقط لمجرد أن شخصا ما في الصين يريد ذلك، هو خطأ كبير”.
ويضيف كاستر أن ترير عليها ألا تستسلم لإجبارها على هذا النصب. إن تمثالا ضخما كهذا ينطوي على “علاقة مبالغ فيها” مع ماركس.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى