أخبار مصر

تعرَّف على خطة مصر لـ«سد عجز إنتاج الزيوت» (طالع القصة الكاملة)

لسد العجز الذي تعانيه مصر من الزيوت ، شرعت 3 وزارات ، « التموين ، الزراعة ، والتجارة والصناعة » ، في التنسيق بينها ، من أجل المشاركة في عملية تنفيذ الخطة الأولى ، لمراجعة التركيب المحصولي الزراعي ، من أجل التوجه في زراعة المحاصيل الزيتية ، وذلك لإنتاج الزيوت ، اعتمادًا على محاصيل عدة ، بينها « الذرة ، دوار الشمس ، بذور القطن ، الكانولا ، وفول الصويا » .

بدورها ، تتجه وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، صوب التوسع في المساحات المنزرعة بالمحاصيل الزيتية ، في الأراضي الجديدة المستصلحة ، في سياق زيادة إنتاج الدولة من الزيوت ، وذلك من خلال التوسع بشكل أفقي ورأسي ، في زراعة محصول الزيتون ، في « شمال سيناء ، الإسكندرية ، مطروح ، البحيرة ، والمنوفية » .

من جانبه ، كشف رئيس مجلس القطن المصري ، في مركز البحوث الزراعية ، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، الدكتور محمد عبد المجيد ، في تصريحات صحفية عنه أمس الأربعاء ، عن وجود فجوة غذائية من الزيوت ، وتصل هذه الفجوة إلى نحو 97 في المئة ، من الاحتياجات الاستهلاكية لدى المصريين من الزيوت ، مشيرًا إلى أنَّ نصيب المواطن المصري من الزيوت ، هو 20 كيلو جرامًا سنويًا ، وهو أقل من متوسط نصيب الفرد في العالم ، والذي يبلغ 32 كيلو جرامًا ، وهو الأمر الذي يرفع من احتياجات الدولة من الزيوت ، إلى أكثر من مليونين و600 ألف طن سنويًا ، إذا ما قارناه بالإنتاج المحلي ، الذي لا يتجاوز 4 في المئة ، من حجم الاستهلاك .

وأشار رئيس مجلس القطن المصري ، في مركز البحوث الزراعية ، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، إلى أن الأمر الذي ساعد على وجود زيادة مرعبة ، في استهلاك الزيوت على المستوى المحلي ، هو تقليص المساحات المنزرعة ، من محاصيل « فول الصويا ، دوار الشمس ، والكانولا ».

ولفت الدكتور محمد عبد المجيد ، إلى أنَّ وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، تضع خطة للتوسع في إنتاج البذور الزيتية ، لحل تلك المشكلات ، وذلك عبر التوسع في زراعات « الفول الصويا وعباد الشمس » .

وأشار رئيس مجلس القطن المصري ، في مركز البحوث الزراعية ، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، إلى ضرورة وضع آليات تسويقية للمحاصيل الزيتية ، على أن تشجع هذه الآليات ، على التوسع في المساحات المنزرعة ، من أجل زيادة إنتاج الزيت والحد من الاستيراد ، موضحًا أنَّه يجري حاليًا ، تنفيذ برامج من أجل زيادة نسبة الزيت ، في بذرة القطن ، خصوصًا بعد التوسع في مساحات المحصول هذا الموسم ، التي ترفع نسبة الزيت فيها ، إلى 25 في المئة ، بدلا من 20 في المئة حاليًا .

وقال رئيس مجلس القطن المصري ، في مركز البحوث الزراعية ، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، إنَّ خطة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، تتمثل في زيادة إنتاج المحاصيل الزيتية ، وكذلك تقليل الفجوة من استيراد منتجات الزيوت من الخارج ، خصوصًا زيوت النخيل ، لافتًا إلى أنَّ زيت النخيل ، من أكثر الزيوت التي يستهلكها المواطنون في مصر ، ويستورد بما يقرب من مليون طن سنويًا ، إذ تستورد مصر كميات هائلة من هذا الزيت ، من دولة ماليزيا ، التي تعتبر ثاني أكبر منتج لزيت النخيل في العالم .

وكان تقرير عن استهلاك الزيوت في مصر ، كشف مؤخرًا عن أن 26 في المئة منها ، للمسلي النباتي ، وتعتمد هذه في إنتاجها ، على زيت النخيل المستورد بنسبة 100 في المئة ، والذي تقدر كميته بما يقرب من 700 ألف طن سنويًا ، إضافة إلى نسبة 7.7 في المئة ، من أجل إنتاج البسكويت والشوكولاتة ، أما زيوت الطعام ، فتقدر نسبتها بـ65 في المئة ، من استهلاك الزيوت في مصر ، و14 في المئة منها ، من نصيب دوار الشمس ، و13 في المئة من نصيب زيت الذرة ، و73 في المئة منها ، تخص زيت بذرة القطن وفول الصويا .

وفي السياق ذاته ، أشارت مصادر مطلعة ، إلى أنَّ مصر ، في حاجة لإطلاق مشروع قومي ، من أجل زراعة نخيل الزيت ، وذلك بعد تنفيذ خطة بحثية ، لتربية هذا النوع من النخيل في مصر ، لافتة إلى ضرورة التركيز ، على زراعة نخيل الزيت في مصر ، خصوصًا أنّ الحصول عليه ، يكون من خلال لحم ثمرة نخيل الزيت ، كما يحدث في إنتاج زيت الزيتون من أشجار الزيتون ، إذ يحتوي على تركيبة متوازنة ، من كل من الأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة ، إضافة إلى احتوائه على نسبة عالية من فيتامين « هـ » .

وطبقًا لعدد من التقارير العلمية ، يحتوي زيت النخيل المكرر ، على فيتامين « هـ » ، بمعدل يصل إلى 500 جزء في المليون ، ومع هذا ، يعتبر زيت النخيل ، أفضل زيت قلي متاح في السوق ، وهو الجزء السائل من زيت النخيل ، دون تعرضه لعملية الهدرجة ، و هو عبارة عن زيت قلي مستقر جدًا ، وذلك بفضل تركيبته المتوازنة ، من الأحماض الدهنية ، واحتوائه على نسبة كبيرة من فيتامين « هـ » ، وهذا بعكس زيت الطهي المتعدد غير المشبع .

وطبقًا لهذه الطريقة ، يتميز زيت النخيل ، بانخفاض نزعته للتأكسد ، ومقاومته لتكوين مركبات قطبية وبوليمرات حلقية غير صحية ، ويتمتع بخصائص مضادة للأكسدة قوية جدًا ، من بين الزيوت النباتية المكررة المتاحة تجاريًا .

على الصعيد ذاته ، أشار رئيس قسم المحاصيل الزيتية ، في معهد بحوث المحاصيل الحقلية ، في مركز البحوث الزراعية ، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، الدكتور علي ناصف ، إلى وجود خطة للتوسع في إنتاج المحاصيل الزيتية ، من أجل تقليل فجوة الاستيراد ، البالغة 97 في المئة ، وإجمالي الاستهلاك 2.6 مليون طن سنويًا ، واستيراد 2.1 مليون طن سنويًا ، والإنتاج يبلغ 500 ألف طن .

وقال رئيس قسم المحاصيل الزيتية ، في معهد بحوث المحاصيل الحقلية ، في مركز البحوث الزراعية ، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، إن إجمالي المساحات المنزرعة بمحصول السمسم ، تبلغ نحو 64 ألف فدان ، والفول السوداني 156 ألفًا ، و390 فدانًا ، ودوار الشمس 16 ألف فدان ، لافتا إلى وجود خطة للتوسع في المساحات ، وخصوصًا في الأراضي الجديدة ، بمشروع المليون ونصف المليون فدان ، ومحافظة الوادي الجديد .

إلا أنَّ الدكتور علي ناصف ، كشف عن وجود ثلاثة عوائق ، تزيد الفجوة وتعرقل التوسع في المساحات المنزرعة ، وتتمثل هذه العوائق ، في « عدم وجود زراعات تعاقدية مع المزارع إلى المصنع » ، إضافة إلى أنَّ السعر غير مجزٍ ، على الرغم من أهمية المحصول ، وتقليل الإنتاج ، ما يؤدي إلى عزوف المزارع عن زراعته .

ولفت رئيس قسم المحاصيل الزيتية ، في معهد بحوث المحاصيل الحقلية ، في مركز البحوث الزراعية ، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، إلى أن التوجه نحو زراعة نبات « الكانولا » في مصر ، يساهم كذلك في زيادة إنتاج مصر من الزيوت ، والحد من الفجوة الاستيرادية للمنتجات الزيتية وزيوت الطعام ، وذلك من خلال التوسع في زراعة « الكانولا » ، إذ أن هذا المحصول ، من أهم المحاصيل الزيتية ، كما أنَّه مصدر مهم من مصادر الزيوت النباتية في العالم ، بعد زيت النخيل والفول الصويا ، إلى جانب كونه الخامس من حيث التجارة العالمية للزيوت النباتية .

وطبقًا لتقرير صادر عن مركز البحوث الزراعية ، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، فإن زيت « الكانولا » ، من أفضل الزيوت النباتية عند استخدامه في تغذية الإنسان ، إذ إنَّ 94 في المئة من الأحماض الدهنية فيه ، أحماض غير دهنية مشبعة ، وهو ما يجعل زيت « الكانولا » ، رقم واحد في استخدامات التغذية لدى كثير من بلدان العالم ، وبينها دولة كندا ، إذ يمثل زيت « الكانولا » نسبة 62 في المئة ، من الزيت المستخدم في التغذية ، يليه فول الصويا 24 في المئة ، ثم زيت عباد الشمس 4 في المئة .

ومحصول « الكانولا » ، يزرع في مصر كمحصول شتوي ، ويعوّل عليه المهتمون ، بحل مشكلة الفجوة الزيتية في مصر ، أملًا كبيرًا في سد الفجوة الزيتية ، إذ إننا لا ننتج سوى 4 في المئة فقط ، من الزيوت التي نستهلكها ، والباقي نستورده من الخارج ، ويتميز زيت « الكانولا » ، أنه من الزيوت التي تقل فيها نسبة الدهون المشبعة ، وجميع الأبحاث العلمية ، تشجع على استخدام زيت « الكانولا » وزيت الزيتون ، وبعض أنواع الزيوت الأخرى ، التي تعد من المصادر الأساسية ، التي نحصل منها على احتياجاتنا اليومية من الزيوت .

ويعد نبات « الكانولا » ، من أفضل الزيوت المستخلصة ، التي تصلح للاستخدام في إعداد المخبوزات ، وهذا لما تحتويه من دهون أحادية غير مشبعة ، ونكهته خفيفة جدًا ، بحيث لا تؤثر على نكهات المخبوزات .

وأشار التقرير ، إلى أنَّه على الرغم من أن هناك أنواع أخرى من الزيوت الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة ، والتي تقل بها نسبة الدهون المشبعة ، مثل زيت الزيتون ، غير إن هذه الأنواع لا تصلح للاستخدام مع المخبوزات ، لما لها من نكهة قوية مميزة ، وزيت « الكانولا » يساهم بشكل كبير ، في تقليل نسبة الدهون والشحوم في البطن ، ويساهم بفاعلية في التخلص من الكرش ، والفضل في هذا يعود إلى احتواء هذه الزيوت النباتية ، على الدهون غير المشبعة الأحادية ، والتي وجد أنها تساهم في تقليل نسبة دهون البطن .

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى