مصر تشارك في اجتماع أممي لمكافحة الإرهاب: مستعدون لمكافحته بخبراتنا
شاركت جمهورية مصر العربية ، في الاجتماع الأممي رفيع المستوى ، لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات في العالم ، والذي يعقد في مقر الأمم المتحدة ، في ولاية نيويورك الألمانية ، حيث شاركت مصر ، بوفد ضم ممثلين ، عن وزارتي « الداخلية » و « الخارجية » ، والنيابة العامة .
السفير محمد إدريس ، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة ، أكد في البيان المصري ، أهمية المبادرة بعقد هذا الاجتماع ، الأول من نوعه بشكل دورى ، معربا في الوقت ذاته ، عن الترحيب باعتماد الجمعية العامة مؤخرا ، للمراجعة السادسة للاستراتيجية العالمية ، لمكافحة الإرهاب .
المندوب المصري الدائم لدى الأمم المتحدة ، لفت إلى أن مصر ، كانت في طليعة الدول ، التي عانت من موجات الإرهاب الأسود ، منذ أربعينيات القرن الماضي ، ولا زالت تخوض ضده حربا ضروسا ، ليس فقط دفاعا عن حقوق شعبها ، لكن أيضا ، دفاعا عن حقوق الشعوب كافة ، في حياة آمنة ، وتهيئة المناخ الملائم للتنمية المستدامة ، على اعتبار أنها ، إحدى أبرز حقوق الإنسان ، التي يحول الإرهاب دون تحقيقها .
وتابع السفير محمد إدريس ط أنه « في الوقت الذي تقدر فيه الدولة المصرية ، الجهود الدولية التي تقودها الأمم المتحدة ، من أجل مكافحة الإرهاب ، إلا أنه من الضروري ، بذل المزيد من الجهد ، والتعاون ، من أجل مجابهة التهديدات الإرهابية المتزايدة »
وفي البيان المصري ، أكد مندوب مصر الدائم ، على عدة نقاط ، وهي كالتالي :
1. محاسبة الدول التي لا تلتزم ط بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ، المعنية بمكافحة الإرهاب ، بما في ذلك ، القرارات التي تتناول مكافحة تمويل الإرهاب ، وحظر توفير الملاذ الآمن للإرهابيين ، ومنع انتقال الإرهابيين ، وتجميد أموالهم ، والحد من قدراتهم على الحصول على الأسلحة ، فضلا عن مكافحة التحريض على العنف والإرهاب ، ومكافحة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب .
2. العمل على رفع قدرات الدول ، من خلال تقديم المساعدات ، التدريبية ، والتقنية ، والمادية ، لأجهزة مكافحة الإرهاب بها ، خاصة في ظل اتخاذ التنظيمات الإرهابية. من أراضي الدول ، التي تعاني من فراغ أمني وصراعات داخلية ، كمسرح ومنطلق لتنفيذ مخططاتها العدائية ، ضد دول العالم المختلفة .
3. حتمية تفعيل آليات ، مكافحة استخدام شبكة الإنترنت ، من أجل تجنيد العناصر الإرهابية ، لا سيما من الشباب ، وللتحريض على العنف والإرهاب ، ونشر الكراهية وازدراء الأديان ، وضرورة عدم الخلط ، بين التحريض على العنف والإرهاب ، وبين الحق في حرية التعبير عن الرأي ، وأهمية إلزام الشركات ، مُقدمة خدمة الإنترنت ، بإغلاق المواقع ، التي تتضمن محتوى تحريضيا ، والاستجابة لطلبات الدول ، بتقديم البيانات الخاصة ، بمن يستخدمون تلك المواقع ، في أغراض الإرهاب ، إلى جهات إنفاذ القانون .
4. تفعيل آليات تبادل المعلومات ، على المستوى الدولي ، والنظر في وضع آلية دولية ، تشرف عليها الأمم المتحدة ، لتجميع المعلومات المتوافرة ، لدى العديد من المنظمات الدولية ، المعنية بمكافحة الإرهاب ، وذلك فيما يتصل ، بظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب ، وإتاحة المعلومات للدول كافة ، أخذا في الاعتبار ، الوضع الحالي ، الذي ينطوي على تعدد المنظمات ، المتوفر لديها المعلومات ، بما قد يحول دون الاستفادة القصوى منها .
5. تنفيذ قرار مجلس الأمن ، رقم 2396 ، المعني بظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب ، مع ما يتضمنه القرار من التزامات ، حيث أكد السفير محمد إدريس ، استعداد مصر للتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ، وذلك لعقد اجتماع ، لمساعدة الدول في تنفيذ التزاماتها ، في هذا الشأن ، بحيث يتم وضع احتياجات الدول ، أمام المانحين ، والمنظمات التي تقدم المساعدات الفنية .
وخلال الاجتماع الأممي ، أعربت مصر ، عن استعدادها لتقديم خبرتها ، وما يتمتع به المحققون المصريون ، من دراية ودراسه لطبيعة الفكر الإرهابي ، والآراء الفقهية المتطرفة ، والتفاسير غير الصحيحة ، التي يستندون إليها ، بما يجعل المحققين المصريين. أكثر تمكنا من غيرهم ، من إجراء التحقيقات ، ذات الصلة بقضايا الإرهاب ، إضافة إلى دور المؤسسات الدينية ، التي تعمل على إيصال الخطاب الديني الصحيح ، الأذى يساعد على دحض الأفكار والأيديولوجيات الإرهابية .
كما طرحت مصر خلال الاجتماع ، إمكانية عقد اجتماعات دورية ، تحت رعاية مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ، وبالاشتراك مع المديرية التنفيذية ، التابعة للجنة مكافحة الإرهاب ، بين مؤسسات ومراكز مكافحة الخطاب الإرهابي ، وذلك لدفع تنفيذ قرار مجلس الأمن ، رقم 2354 ، والخاص بالإطار الدولي الشامل ، لمكافحة الخطاب الإرهابي ، الذي تم اعتماده بالإجماع ، بناء على مبادرة مصرية .
وفي ختام بيان مصر ، أكد السفير محمد إدريس ، استعداد مصر ، لمواصلة وتعزيز التعاون ، مع المنظمات ذات الصلة ، والدول الصديقة ، في مجال مكافحة الإرهاب ، موضحا أنها سوف تظل دائما ، في طليعة الدول ، التي سوف تعمل على القضاء على الإرهاب .
