القصة الكاملة لواقعة فيديو “أطفال التهريب ببورسعيد”

فيديو حوار المذيعة مع  أطفال التهريب يثير غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي

سادت حالة من السخط والاستياء، وسط رواد ونشطاء صفحات التواصل الاجتماعي، منذ أول أمس الخميس   بسبب انتشار فيديو يعرض لبعض مهربي البضائع المستوردة من منفذ محافظة بورسعيد، حيث نشرت الصفحة الرسمية لمحافظة بورسعيد على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” فيديو يعرض لعدد من الأطفال الذين تم ضبطهم أثناء قيامهم بتهريب البضائع الأجنبية غير خالصة الرسوم، عبر المنافذ الجمركية بالمحافظة.

وعقب انتشار الفيديو، ألقى نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي باللوم والاتهامات على المحافظة لأنها قامت بالتشهير بالأطفال بدلًا من مساعدتهم، ووجهوا هجومهم إلى “سلوى حسين”، مذيعة بالإذاعة المحلية بالمحافظة، والتي أجرت الحوار مع الأطفال، بسبب سوء إدارتها للحوار ومعاملتها للأطفال – بحسب وصفهم.

وكشف مصدر مطلع بديوان عام محافظة بورسعيد، أن المذيعة  “سلوى حسين” التي بالعقد الخامس من العمر، ومتزوجة من محامٍ، كانت تعمل موظفة بقسم العلاقات العامة بحي بورفؤاد، حتى جرى انتدابها إلى ديوان عام محافظة بورسعيد في عهد المحافظ اللواء عادل الغضبان، المحافظ الحالي، لتعمل بقسم العلاقات العامة ثم جرى نقلها إلى الإذاعة المحلية للمحافظة، لتكون مسئولة عنها.

واحيانا تستعين بها المحافظة، لرصد آراء المواطنين حول عمليات التطور أو المشروعات أو الأزمات التي تحدث بالمحافظة لنشرها على الصفحة الرسمية للمحافظة، مثل تطوير ميدان الشهداء عقب واقعة كسر تمثال الشهيد الفريق أول عبدالمنعم رياض، أثناء عملية نقله، كما تقدم النشرة المحلية للمحافظة بشكل يومي.

جدير بالذكر أن واقعة تصوير الأطفال المهربين، ليس هي الوقعة الأولى التي تستفز بها “سلوى” الشارع البورسعيدي والمصري، إذ سبق وأن اتهمت مجموعة من بائعي الملابس المستعملة “البالة” بالاعتداء عليها، أثناء رصدها آراء سكان المنطقة المحيطة بالسوق حول إزالته، وتحرر بالواقعة المحضر رقم 2290 قسم شرطة الشرق.

“الطفولة والأمومة” يخاطب النائب العام حول واقعة تصوير الأطفال المتهمين بالتهريب

فور انتشار فيديو “أطفال التهريب ببورسعيد”،خاطب المجلس القومي للطفولة والأمومة النائب العام لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد واقعة القبض على أطفال لقيامهم بعمليات تهريب جمركي وتصويرهم من خلال  الجهاز الإعلامي للمحافظة، حال عرضهم على جهة التحقيق بقسم شرطة “المينا” بمحافظة بورسعيد، وهو ما يعد مخالفًا لقانون الطفل.

وكشفت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، أن خط نجدة الطفل (16000) استقبل بلاغًا يحمل الرقم 140607 يفيد بعرض ونشر فيديو لأربعة أطفال على صفحات التواصل الإجتماعي “الفيسبوك”، كان قد تم القبض عليهم في واقعة تهريب جمركي ببورسعيد، وعند عرضهم على جهة التحقيق بقسم الشرطة تم تصويرهم وإجراء حوارات معهم في الواقعة المتهمين بها، وذلك بالمخالفة للاتفاقيات الدولية وقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008.

وأوضحت العشماوي إلى أن المادة رقم 116 مكرر (ب) بالقانون المشارإليه تنص على: “يعاقب بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه كل من نشر أو أذاع بأحد أجهزة الإعلام أي معلومات أو بيانات، أو أي رسوم أو صور تتعلق بهوية الطفل حال عرض أمره على الجهات المعنية بالأطفال المعرضين للخطر أو المخالفين للقانون”، وهذا “ما حدث بالفعل في هذه الواقعة”.

ووجهت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، على الفور المجلس بتحويل البلاغ الوارد إلى لجنة الحماية العامة بمحافظة بورسعيد، مشيرة إلى أن محافظ بورسعيد وجه لجنة الحماية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، “حيث تم تشكيل لجنة من الدفاع الاجتماعي لبحث حالة الأطفال وتقديم الدعم اللازم لهم،مشيرة إلى أن اللجنة نجحت في إخلاء سبيل الأطفال و دفع الغرامة المالية الموقعة.

وأهاب المجلس القومي للطفولة والأمومة بالإعلاميين ضرورة الالتزام بقانون الطفل، الذي يحظر تصوير أو استضافة الأطفال المعرضين للخطر أو الأطفال المخالفين للقانون.

ساويرس يوكل محامي للدفاع عن أطفال التهريب ببورسعيد ويقدم لهم فرصة عمل

وفي نفس السياق وضمن المهاجمين للفيديو المنتشر لـ “أطفال التهريب ببورسعيد” كان الملياردير المعروف المهندس نجيب سا ويرس أحد المتعاطفين مع الأطفال ومهاجمًا ضارياً للمذيعة التى قامت بإجراء الحوار معهم عقب إلقاء القبض عليهم، وهو الأمر الذى أثار حالة كبيرة من التعاطف بسبب طريقتها، على خلفية ضبطهم بتهمة تهريب البضائع الأجنبية دون دفع رسوم الجمارك.

إذ كان المهندس نجيب ساويرس، على رأس المتعاطفين مع الأطفال المهربين، معلنا رفضه لطريقة المذيعة فى الحوار مع هؤلاء الأطفال، وجاء ذلك في رد ساويرس على أحد متابعيه على تدوينة ينتقد فيها تعامل مذيعة مع الأطفال، وكتب أحد متابعي ساويرس: «الأولاد دول رجالة .. لو تقدر توفر لهم اي وظيفة يأكلوا منها لقمة عيش حلال يصرفوا بيها على أنفسهم وعلى أهاليهم يبقى حاجة محترمة منك»، ليرد رجل الأعمال: « بالضبط كده! بيحصل دلوقتي وبعتلهم محامى للتصالح مع الجمارك والإفراج إن أمكن علشان نوظفهم».

محافظ بورسعيد أعتذر عن الفيديو المنتشر.. لا نملك كوادر إعلامية جيدة

اعتذر اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، على واقعة فيديو الأطفال المتهمين بالتهريب، والذي أثار الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا إن ما حدث لا يرضي أحدا، موضحًا أن المهربين يستغلون الأطفال.

وأضاف “الغضبان”، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “مساء دي إم سي” اليوم الجمعة، أن المحافظة تشن حملة كبيرة منذ أسبوع على منافذ التهريب لحماية الأطفال والشباب، وتم التنسيق مع أمن الموانئ والتضامن وحماية الطفل، متابعا:”إحنا بنحمي أولادنا من أي شر، ونحمي المجتمع المصري، والأطفال لهم حق عليا، ولا بد أن نحميهم من الأعمال غير الشرعية”.

وتابع أن أسلوب عرض الأولاد في الفيديو لا يرضي أحد، والمحافظة لا تمتلك الكوارد الإعلامية الجيدة لكي تصيغ خطابًا إعلاميًا جيدًا، والمذيعة كانت تسجل واقعة فقط، مردفا: “أنا بعتذر إن في خطأ حدث، وبقدم اعتذاري للأطفال”.

المذيعة سلوى حسين: لم أخطىء لأعتذر.. وانفعالي بالحدث كان من منطلق الأمومة

وفي أول تعليق لها بعد الهجوم عليها، قالت سلوى حسين، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج مانشيت القرموطي الذي يقدمه الإعلامي جابر القرموطي، إنها لم تخطئ في حق أحد موضحة إنها لم تقدم أي إعتذار.

وأضافت خلال المداخلة الهاتفية، «انفعالي بالحدث كان من منطلق الأمومة؛ لأنني تخيلت أولادي مكانهم، ولا يشعر بهم أحد وأنا أم قبل أن أكون إعلامية».

ونفت المذيعة سلوى حسين أى خبر تناول إيقافها عن العمل أو فصلها من العمل بالعلتقات العامة بديوان محافظ بورسعيد.