أخبار مصر

بعد خطة الدولة للتعايش.. المصريون وجهاً لوجه مع كورونا

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في مصر بدأت بعض الأسر المصرية تطبيق إجراءات الحجر المنزلي حرفياً، واتخذت من تلك الفترة فترة راحة من صخب الحياة والراحة من زحام الشوارع، وظن البعض أن تلك الفترة سوف تكون قليلة، ولكن طالت فترة الحجر المنزلي لعدة أسابيع دون حراك، وشعر العديد من الشباب بالخوف بعد تزايد الأعداد وسماع العديد من حالات الوفيات في المحيطين بسبب فيروس كورونا، وانتهى الأمر ببعضهم لزيارة طبيب نفسي للتعايش من فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”.

على الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية أنه مازال إلى الوقت الراهن بإمكان العالم السيطرة على فيروس كورونا المستجد، دون الإعلان عن موعد اختفاء فيروس كورونا المستجد، وقد يصبح الفيروس متوطن داخل المجتمعات ولا يختفي ابداً مما يجبر العالم للتعايش بشكل طبيعي مع الفيروس.

تلك التحذيرات التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، قد تزامنت مع تخفيف بعض الدول لـ إجراءات الغلق العام، والبحث عن سُبل إعادة دوران عجلة الاقتصاد العالمي مرة أخرى، وتعد مصر ضمن الرَكب، حيث أعدت خطة تتضمن 6 محاور رئيسية لمرحلة التعايش مع فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وإعادة الحياة بشكل تدريجي، حيث أعلنت الدولة عن تطبيق مرحلة التعايش مع فيروس كورونا مع بداية شهر يونيو القادم 2020.

فئات داخل الشعب المصري الأكثر تضرراً من فيروس كورونا والعزوف عن الحياة

  • أصحاب المقاهي والكافيتريات.
  • سائقي التاكسي، والميكروباصات.
  • العمالة التي تم تسريحها من القطاع الخاص.
  • شركات السياحة.
  • العمالة الذين لم يتم تسريحهم في مقابل هذا تم خفض أجرهم الشهري.
  • أصحاب بعض المحلات مثل محلات الموبايلات، وغيرها من المحلات التجارية.

تداعيات أزمة كورونا على الدخل القومي المصري

بالإضافة إلى تضرر الأشخاص من تداعيات جائحة كورونا فقد تضررت أهم مصادر الدخل القومي المصري، بسبب خروج ما يقرب من 15 مليار دولار من استثمارات الأجانب بأدوات الدين الحكومي، حيث تراجع احتياطي النقد الأجنبي في مصر إلى مستوى 8.5 مليار دولار خلال شهري مارس وأبريل السابقين 2020، ويصل إلى حوالي 37 مليار دولار أمريكي، بحسب التقديرات التي أعلنت عنها وكالة موديز للتصنيف الائتماني، حيث وجه الاحتياطي النقدي من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

وقد أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن توقعاته أن يصل معدل نمو الاقتصاد المصري خلال العام الراهن 2020 نسبة 0.5%، مقارنة بنسبة 5.6% خلال العام السابق 2019.

علياء المهدي: لا أتوقع أن تكون لخطة التعايش أثر ملموس على الأداء الاقتصادي

صرحت عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابق بجامعة القاهرة علياء المهدي، عن توقعاتهم بأن يكون لخطة التعايش مع فيروس كورونا أي آثر ملموس على تعافي نمو الاقتصاد المصري، وقد فسرت هذا التوقع، بأن الأزمة الاقتصادية عالمية، بسبب تخفيف إجراءات الإغلاق الداخلي، لا يعني إنه في المقابل ت سوف تزيد استثمارات السياحة، والاستثمار الداخلية والخارجية أو زيادة التحويلات من الخارج، حيث أن العالم كله يعيش نفس المأساة ويعيش حالة غلق تام في ظل مواجهة فيروس كورونا المستجد.

كما نبهت علياء المهدي، على ضرورة الحظر الشديد عند اتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تخفيف الإغلاق لصالح الأداء الاقتصادي، على الرغم من تقديرها لمسعى تنشيط اقتصاد القطاعات الداخلية المتضررة من الفيروس، فمن إجمالي العمالة بمصر هناك 63% غير رسميين، منهم نسبة مئوية تصل إلى 21% غير منتظمين “لا يملكون عملاً ودخل شهر ثابت، تبعاً للبيانات المعلن عنها من قبل منظمة العمل الدولية خلال العام السابق 2019.

تضمن أهداف خطة التعايش مع كورونا التي أعلنتها الدولة تحقيق التوازن بين دوران عجلة الحياة الطبيعية وبين استمرار الإجراءات الاحترازية، لكن عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابق في جامعة القاهرة، قد أعلن عن تخوفه من هذا الأمر، “محدش بيفتح، وأعداد الإصابات بتزيد كل يوم”.

فيما تعتقد الدكتور علياء المهدي أنه لا يزال على الحكومة المصرية اتخاذه العديد في مضمار الإجراءات الاحترازية الوقائية، مقترحة ضرورة تكثيف حملات التوعية بخطورة فيروس كورونا، وكيفية الوقاية منه في كافة وسائل الإعلام المختلفة سواء المرئية والمقروءة والمسموعة، كما تقترح أن يتم تقديم الكمامات للمواطنين في الشوارع مجاناً، ضاربة المثل بحملات مشابهة انطلقت في المجر، وقد حققت نتائج إيجابية مما ساهم في انحسار الفيروس بشكل كبير.

هناك العديد من الأشخاص الذين تم تحويل أعمالهم إلى المنزل يشعرون براحة كبير بسبب هذا الأمر، الذي يعمل على توفير الأمن لهم، وعدم تعرضهم للإصابة بالفيروس، وقد أعلنوا عن مخاوفهم من خطة التعايش من كورونا والنزول من جديد إلى مواقع العمل، وتساءلوا في حالة تطبيق حظر حركة المواطنين وأعداد المصابين بالفيروس في ارتفاع، فكيف ستصبح الأعداد في حالة رجوع الحياة كما كانت؟

لكن بالنسبة للتصريحات التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، فإنه لا يوجد حل سحري لأزمة فيروس كورونا المستجد، ولا دليل على أن إجراءات الغلق سوف تنجح، ولا دليل في المقابل على أن فتح الاقتصاد سوف ينجح، حيث أن الأمران تحفهما العديد من المخاطر.

أستاذ علم الاجتماع: التعايش مع الفيروس لا يعني عودة الحياة لطبيعتها

يرى أستاذ علم الاجتماع المساعد لكلية الآداب جامعة حلوان خالد عبدالفتاح، أن التعايش مع فيروس كورونا، لا يعني عودة الحياة لطبيعتها، في نظره يسير العالم نحو التعايش مع فيروس كورونا المستجد لتفادي التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا، وهذا لا يعني الانفتاح وعودة حياة الترفيه.

وقد أوضح أستاذ علم الاجتماع، أن إجراءات الغلق التي صاحب تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، قد أحدث تغييراً كبيراً بنفسية المصريين والمجتمع ككل، وأوضح هذا، “في الثقافة المصرية لا يوجد تقديراً لقيمة الوقت، وفي تداخل دائم بين مواعيد الترفيه والعمل، والناس غير معتادة على التقيد في الحياة”، في رأيه فقد ساهم فيروس كورونا المستجد في ضبط شيء من هذا.

أعلن أستاذ علم الاجتماع عن اعتقاده بأن للمرحلة الراهنة، والتي يعترف بثقلها على النفس، لها إيجابيات، منها:

  • تشجيع العمل عن بعد.
  • تشجيع التعليم عن بعد.
  • زيادة سطوة التكنولوجيا.
  • اكتشاف أفراد الأسرة للجوانب الإيجابية في قربهم لبعض.

وأكد أن كافة تلك التغييرات تعد تغييرات محمودة داخل الأنماط الاجتماعية، بعضها لم ينشئ بسبب فيروس كورونا المستجد، لكن تم بشكل أسرع من وتيره، وعمقاً في سلوك مستدام لدى النشء، وأكد أن دراسات علم النفس تؤكد إن التعايش لفترة سوف تحول إلى سلوك دائم.

الصحة العالمية تحذر من الآثار النفسية الناجمة عن كورونا

أطلقت منظمة الصحة العالمية، تحذيرات من الآثار النفسية الناجمة عن جائحة كورونا، حيث أن إجراءات الحجر الصحي وفقدان الأحبة والخوف من المستقبل، كافة تلك العوامل من شأنها أن تصيب البشر بأمراض نفسية طويلة الأمد.

خلال تقديم خط استرشادي من قبل منظمة الأمم المتحدة بشأن فيروس كورونا المستجد والصحة العقلية، فقد رجحت مديرة إدارة الصحة العقلية بمنظمة الصحة العالمية ديفورا كِستِل، زيادة عدد الأمراض النفسية وزيادة شدتها، مُطالبة الحكومات بأن يتم وضع هذا الأمر في صدارة ومحور خططها لمكافحة جائحة كورونا.

إقرأ تحليل عن تعامل الدول مع الوباء.. كيف أظهر كورونا فشل العديد من قادة العالم؟

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى