أخبار مصر

وزير الري يكشف كواليس مفاوضات سد النهضة و مماطلات إثيوبيا

اعتبر وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبدالعاطي، العلاقة بين مصر وإثيوبيا والسودان ودول حوض النيل أشبه بالزواج الكاثوليكي، ولا يمكن أن يكون هناك علاقات حسن جوار غير جيدة، موضحًا أن اللجوء لمجلس الأمن ليس للتسبب في أي مشكلات بل للتفاوض بشكل مرن حول النقاط الخلافية والوصول لاتفاق.

وقال في تصريحات تليفزيونية، مساء الأربعاء، بشأن كواليس مفاوضات سد النهضة المتعثرة والنقاط العالقة بين الدول الثلاث، إن هدف مصر من اللجوء لمجلس الأمن هو الوصول لاتفاق، بحيث لا يكون هناك توتر أو قلق بالإقليم لفترة طويلة، موضحًا أن مصر في غنى عن وجود أي توتر في الإقليم، وما نريده من إثيوبيا طمأنة الشعب المصري والسوداني باتفاق مكتوب ومحدد بشكل واقعي.

وأوضح أن إثيوبيا أعلنت في العام 2011 بناء سد النهضة بشكل منفرد والجميع فوجئ بهذا القرار.

وأشار إلى أن مصر فيما قبل 2011 كانت في مباحثات مع إثيوبيا للتشاور معها في إقامة سد يساعدها على التنمية، ومن ضمن الاتفاق إنشاء صندوق للتنمية بين الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان.

وتابع، أن مصر مازالت تتبع المسار المرن وفي انتظار جولة ثانية من المفاوضات بأطروحات تحقق مصالح الجميع، موضحًا أن مصر وضعت لإثيوبيا سيناريوهات تتيح لهم توليد 85% من الطاقة الكهربائية في أحلك ظروف الجفاف.

وقال وزير الري، إنه يجب أن يتضمن الاتفاق آليات لفض المنازعات حول أي نقاط تثار في المستقبل، موضحًا أن ما يهم السودان هو التأكد من أمان جسم السدود حتى لا يتأثروا في المستقبل.

ونبه من احتمالات انهيارات السدود السودانية قائمة، حيث أن هناك مليار متر مكعب تأتي على النقاط الحدودية بين السودان وإثيوبيا، وهو ما يمكن أن يتسبب في انهيار السدود السودانية نظرًا لكميات المياه الزائدة” مما يقلق السودانيين والمصريين معاً.
وأكد الدكتور محمد عبدالعاطي، أنه في حالة انهيار سد النهضة سيتم إغراق السودان بالكامل والجميع سيكون خاسرا ونتمنى ألا يحدث ذلك.

وأضاف أن انهيار السد يتسبب في موجة طولها 16 مترًا تدمر السودان، وعلى الرغم أن الاحتمالات واحد في المليون إلا أننا نقوم باستثمارات لامتصاص هذه الصدمة والتعامل معها حال حدوثها، وسنكون مطمئنين إذا أعطونا الدراسات التي أجروها.

وتابع: الإطار القانوني لهذا الاتفاق أمر جوهري ولم يتم الاتفاق عليه حتى الآن، وهو في حالة مخالفة إحدى الدول لهذا الاتفاق في المستقبل إلى أي جهة أذهب إليها.

ولفت وزير الري، إلى أن مصر بلد جاف ونعيش على 5% من مساحة مصر، ونرتكز على الوادي والدلتا وإذا حدث جفاف ستكون هناك مشاكل كبيرة لمصر، مشيرًا إلى أن مصر تتعامل مع سيناريوهات الجفاف والجفاف الممتد بشكل حيوي لأنه متعلق بالموارد المائية الحيوية.

وأوضح أن الاتفاق على تعريفات الجفاف بالنسبة لمصر يمثل 95% من الاتفاق حول سد النهضة، موضحًا أن مصر تحاول من خلال التفاوض الوصول لأتفاق كامل حول آليات فض المنازعات.

كما ذكر الدكتور محمد عبدالعاطي، بأن أزمة ملف سد النهضة بدأت منذ عام 2011، كاشفًا أن إثيوبيا كانت تتفاوض مع مصر حول بناء سد آخر يخالف مواصفات سد النهضة عام 2011، ولكنها خالفت اتفاقها وأعلنت عن سد آخر وهو (سد النهضة).

وقال: رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف، تحدث -آنذاك- مع نظيره الإثيوبي، وطالب بالاطلاع على الاستشارات الهندسية، التي لم تكن كاملة، ولا تشمل الجوانب الأمنية للسد، ومررنا في التفاوض معهم بعدة مسارات، أولها تشكيل لجنة من الخبراء، وثانيها تشكيل لجنة من مسؤولين ووزراء بين مصر وإثيوبيا والسودان، وثالثها طالبنا رقابة الولايات المتحدة وتدخلها”.

وأضاف الوزير: النقاشات التي أشرفت عليها واشنطن كانت “مثمرة” وشملت الجوانب كافة مثل آلية ملء السد، وفض المنازعات، ولكن الجانب الإثيوبي لم يلتزم وتوقف عن المفاوضات، مؤكدًا: يهمنا تقدم إثيوبيا وتحقيق تكامل اقتصادي سويا، لافتًا إلى وجود رؤية سابقة بإنشاء صندوق تنمية للدول الثلاث “مصر وإثيوبيا والسودان”.

وتابع: مصر وافقت على كل الأطروحات التي تمت طول السنوات الماضية لإبداء حسن النية فيما يتعلق بسد النهضة، موضحًا أن مصر واصلت النقاش مع إثيوبيا رغم اعتذارها عن استكمال مباحثات واشنطن بداعي حاجتهم لحوار مجتمعي داخلي حول النتائج قبل استكمال المفاوضات.

وأكد أن تعنت من الجانب الإثيوبي هو ما دفع وزارة الخارجية المصرية للجوء للمنظمات الدولية.

وقال وزير الري والموارد المائية، إن التفاوض الاثيوبي في سد النهضة لم يتغير باختلاف الحكومات، مضيفًا أن نظام التفاوض ثابت على مدار السنوات لأي حوار قادم حول سد النهضة وأمامنا أسبوع آخر للوصول لاتفاق حول النقاط الخلافية وفقا للقمة الرئاسية بين الـ3 دول برعاية الاتحاد الأفريقي.

وأوضح أن الوصول لاتفاق عادل حول سد النهضة يساعد على التعاون والتنمية وتجنب مخاطر الإرهاب، مضيفا أن إثيوبيا لديها 950 مليار متر مكعب من الأمطار سنويًا.

كما أكد وزير الري، أن مصر دولة “عفية” وكل أجهزة الدولة تعمل فيما يخص مفاوضات سد النهضة.

وتابع قائلا: قلق المصريين حول سد النهضة طبيعي، ولو مش قلقانين يبقى عندنا حاجة غلط.. قلق المصريين صحي والدولة عارفة بتعمل إيه، ولن نقبل باتفاق يبخس حقوقنا، أو يؤثر على حياة المصريين.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى