متابعات و تقاريرمنوعات

أبرزهم جبل أحد والبقيع.. 7 مزارات هامة للحجاج في بلاد الحرمين

يعتبر ركن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، والذي فرضه الله –سبحانه وتعالى- على كل مسلم بالغ عاقل قادر ماديًا وبدنيًا.

ونشر الدكتور علي جمعة؛ عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق عبر موقعه الرسمي، أبرز المزارات والمعالم المهمة في بلاد الحرمين والتي يستطيع المسلم زيارتها والاستمتاع بها طوال فترة إقامته بالبقاع المقدسة، حيث تستقبل الأراضي السعودية وخاصة الكعبة المشرفة ما يقرب من 3 ملايين مسلم كل عام.

ونستعرض المزارات والمعالم الهامة على النحو التالي:

البقيع

يقع شرقي المسجد النبوي الشريف، وهو مدفن أهل المدينة من عهد الرسول وإلى الآن، وقد دفن به أكثر من 10 آلاف من الصحابة والتابعين وأهل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم- وبناته وعماته وزوجاته -عدا خديجة وميمونة- رضوان الله عليهم جميعا.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن أول من دفن في تلك البقعة الطاهرة، وكانت بستانا يحوي أشجارا من العوسج، هو الصحابي الجليل عثمان بن مظعون، حيث شارك الرسول بنفسه في ذلك، ثم دفن إلى جانبه إبراهيم ابن الرسول الكريم، ولذلك رغب المسلمون فيها وقطعوا الأشجار ليستخدموا المكان للدفن.

وكان النبي الكريم كثير التردد إلى البقيع والدعاء لأهله، وكان يخرج إليه ليلا ليدعو ويستغفر لهم.

فضائل البقيع: عن أم المؤمنين عائشة، قالت: كان رسول الله كلما كان ليلتها من رسول الله  يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد”.

وعن حمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال: سمعت عائشة تحدث فقالت: ألا أحدثكم عن النبي – صلى الله عليه وسلم- وعني؟ قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي – صلى الله عليه وسلم- فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعله فوضعها عند رجليه… وذكرت قصة خروجه – صلى الله عليه وسلم- إلى البقيع ثم قالت: فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام، فأطال ثم رفع يده ثلاث مرات ثم انحرف. وذكرت قصة عودتها قبله. وفيه قال – صلى الله عليه وسلم-: “فإن جبريل أتاني فأجبته فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم”، قالت عائشة: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: “قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون”.

وعن أبي مويهبة، مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (بعثني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من جوف الليل فقال: “يا أبا مويهبة، إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع، فانطلق معي”، فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم قال: “السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس، لو تعلمون ما نجاكم الله منه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها، الآخرة شر من الأولى”. قال: ثم أقبل علي فقال: “يا أبا مويهبة، إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، وخيرت بين لقاء ربي عز وجل والجنة”، قال: قلت: بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، قال: “لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي والجنة”، ثم استغفر لأهل البقيع، ثم انصرف، فبدأ وجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في وجعه الذي قبضه الله عز وجل فيه حين أصبح.

وعن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، قام ذات ليلة، فلبس ثيابه ثم خرج قالت: فأمرت جاريتي بريرة تتبعه، فتبعته، حتى جاء البقيع، فوقف في أدناه ما شاء الله أن يقف، ثم انصرف، فسبقته بريرة، فأخبرتني فلم أذكر له شيئا حتى أصبح، ثم ذكرت ذلك له، فقال: “إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم”.

وعن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها – أن رسول الله، – صلى الله عليه وسلم-، كان يخرج إلى البقيع فيدعو لهم، فسألته عائشة عن ذلك فقال: “إني أمرت أن أدعو لهم”.

نتيجة بحث الصور عن البقيع

قبر حمزة وشهداء أحد

يرقد فيه أسد الله سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب بن هاشم عم رسول الله، – صلى الله عليه وسلم-، وأخوه من الرضاعة، أسن من رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بسنتين، أسلم في السنة الثانية من المبعث، شهد بدرا، وأبلى بلاء عظيما مشهورا حتى إنه قاتل يوم بدر بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بسيفين. واستشهد يوم أحد على يد “وحشي” الحبشي، ومثل به المشركون، وكان استشهاد حمزة للنصف من شوال من سنة ثلاث، وكان عمره سبعا وخمسين سنة، وعن ابن عباس قال: صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على حمزة فكبر سبع تكبيرات، ثم لم يؤت بقتيل إلا صلى عليه معه، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة.

وكان حمزة أول شهيد صلى عليه رسول الله، – صلى الله عليه وسلم-، ومصعب بن عمير في قبر واحد، ويقال إن عبد الله بن جحش بن رباب “ابن أخت حمزة” معهما.

جبل أحد

هو أكبر جبال المدينة المنورة، ويحتضنها من الشمال، وسمي “أحدا” لتفرده وتوحده وانقطاعه عن بقية الجبال من حوله، وهو عبارة عن سلسلة جبال ممتدة من الشرق إلى الغرب، ويبلغ طول هذه السلسلة سبعة كيلومترات، وعرضه قرابة الثلاثة كيلومترات، ويبعد عن المسجد النبوي قرابة خمسة كيلومترات.

وجبل “أحد” أحد الشواهد التاريخية التي تزيد من جمال المدينة المنورة الممتلئة بعبق التأريخ الإسلامي، وكان – صلى الله عليه وسلم- يحبه ويعلن على الملأ هذه العاطفة الجياشة بقوله: “هذا أحد، جبل يحبنا ونحبه”.

ويرتبط ذكر جبل أحد بالمعركة التاريخية الشهيرة (معركة أحد) التي دارت على مقربة منه، وكانت الغلبة فيها في جولتها الثانية للمشركين، نتيجة خطأ ارتكبه الرماة حيث عصوا أمر النبي – صلى الله عليه وسلم- بعدم النزول من الجبل، فنزلوا ظنا منهم أن المعركة انتهت، فكشفوا ظهور المسلمين، فحمل المشركون على المسلمين، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ويستحب لمن زار المدينة أن يقصد زيارة قبور شهداء أحد ممن قتل في معركة أحد، فيسلم عليهم ويدعو لهم.

جبل عينين أو جبل الرماة

جبل صغير يقع شمال المسجد النبوي على بعد نحو ثلاثة كيلومترات منه، وهو الجبل الذي أمر النبي – صلى الله عليه وسلم- الرماة أن يتمركزوا فيه في غزوة أحد، وكان عددهم خمسين رجلا، ليحموا ظهور المسلمين من تسلل المشركين، لكن وقع ما ذكرناه آنفا.

واسم الجبل جبل عينين، لكن بعد حصول تلك الوقعة سمي بجبل الرماة.

وفي الصحيح عن البراء بن عازب – رضي الله عنهما – يحدث قال: (جعل النبي – صلى الله عليه وسلم- على الرجالة يوم أحد -وكانوا خمسين رجلا- عبد الله بن جبير، فقال: “إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم أو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم”، فهزموهم، قال: فأنا -والله- رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن، فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم، الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنتظرون! فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي – صلى الله عليه وسلم- غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين”.

نتيجة بحث الصور عن جبل عينين أو جبل الرماة

مسجد قباء

هو أول مسجد أسس على التقوى، وأول مسجد بني في الإسلام، قال الله- تعالى-: “والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون * لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين”.

وقال هاتان الآيتان تشهدان لهذا المسجد العظيم بالعظمة والخير والبركة، وقد جاء في الحديث: “صلاة في مسجد قباء كعمرة”، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- هو أول من وضع حجرا في قبلته؛ فكان يأتي بالحجر قد لصقه إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره، ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر.

يقع هذا المسجد في الجنوب الغربي للمدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي ثلاثة كيلومترات ونصف الكيلومتر، وله محراب ومنارة، ومنبر رخامي، وفيه بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري، وفيه مصلى النبي – صلى الله عليه وسلم- ، وكان فيه مبرك الناقة.

لما سمع المسلمون في المدينة المنورة بخروج رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة كانوا يخرجون كل يوم إلى الحرة أول النهار، فينتظرونه فما يردهم إلا حر الشمس.

ولما وصل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قرية قباء في شهر ربيع الأول نزل في بني عمرو بن عوف بقباء على كلثوم بن الهدم، وكان له مربد، فأخذه منه رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وأسس مسجد قباء، وهو أول مسجد أسس على التقوى، وكان – صلى الله عليه وسلم- ينقل بنفسه الحجر والصخر والتراب مع صحابته.

وفي قبالة هذا المسجد قام المنافقون ببناء مسجد آخر، ودعوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ليصلي فيه، فنزل جبريل عليه السلام يحذر النبي – صلى الله عليه وسلم- منهم ومن كيدهم، ويقرأ عليه هذه الآيات: “لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى… “، وعبر القرآن عنه بأنه مسجد ضرار؛ فأمر النبي – صلى الله عليه وسلم- بهدمه وإحراقه.

اهتم المسلمون بمسجد قباء خلال العصور الماضية فجدده عثمان بن عفان، ثم عمر بن عبد العزيز الذي بالغ في تنميقه وجعل له رحبة وأروقة ومئذنة، وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي سنة 435 هجرية جدده أبو يعلى الحسيني، وفي سنة 555 هجرية جدده جمال الدين الأصفهاني، وقد جدد مسجد قباء مرات عديدة، وسقطت منارته سنة 877 هجرية، فجددها السلطان قايتباي سنة 881 هجرية مع عمارة المسجد النبوي.

نتيجة بحث الصور عن مسجد قباء

مسجد الميقات

وهو ما يعرفه الناس بـ”أبيار علي”، ويقع في طريق الهجرة ويبعد عن المسجد النبوي الشريف 9 كيلو مترات تقريبا، ويعرف بمسجد الشجرة، ومسجد الإحرام، ومسجد ذي الحليفة، وهو ميقات أهل المدينة، وذو الحليفة اسم لمنزل كان النبي- عليه الصلاة والسلام -يحب النزول فيه تحت الشجرة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس. وأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج إلى مكة يصلى في مسجد الشجرة، وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي، وبات حتى يصبح”.

نتيجة بحث الصور عن مسجد الميقات

مسجد القبلتين

لعله يتضح من اسم المسجد وجود علاقة بينه وبين ما مر به المسلمون من الصلاة أولا إلى بيت المقدس ثم نسخ ذلك بالأمر بالتوجه إلى المسجد الحرام بقوله- تعالى-: “قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون”.

وأوضح ذلك أن الله- عز وجل- لما أنزل على نبيه الأمر بالتوجه إلى المسجد الحرام أرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- مناديا يبلغ المسلمين في أطراف المدينة أن القبلة قد حولت، فلما جاء إلى محلة بني حرام من بني سلمة وجدهم وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كما هم نحو القبلة، ومنذ ذلك الحين والمسجد يدعى بهذا الاسم.

ويقع مسجد القبلتين في الجنوب الغربي قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلا، ويبعد عن المسجد النبوي قرابة خمسة كيلومترات بالاتجاه الشمالي الغربي، وقد جدد بناؤه وتوسعته وتجديده مرات عديدة، حتى صار طابقين: الطابق الأرضي يشمل مصالح المسجد، والطابق العلوي للصلاة، ويبلغ مساحته 1190 مترا مربعا، وخصصت شرفة واسعة مساحتها 400 متر مربع للنساء تطل على ساحة المصلى، ورواق لتحفيظ القران الكريم، كما أقيم بجانبه فناء داخلي غرس بالأشجار.

نتيجة بحث الصور عن مسجد القبلتين

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى