منوعات

علي جمعة يحذر من كلمات شائعة بين الكثيرين قد تلقي بهم إلى التهلكة

أعلن مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف الدكتور علي جمعة، إنه ورد عن السلف الصالح، أن التهلكة التي وردت بقول الله جل وعلا، “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة”، لها تفسير آخر دون أن يتم تعريض النفس لما قد يؤدي إلى هلاكها.

وأوضح الدكتور علي جمعة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن العديد من الأشخاص يفهمون قول الله جل وعلا، “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”، فهماً يعد خاطئاً باعتبار أن تعريض الشخص نفسه إلى أمور فيها خطورة عليه، وأشار إلى أن السلف الصالح قد صححوا هذا الفهم الخاطئ لنا، حيث أن المراد بالآية الكريمة ألا يُحسن الإنسان الظن بالله جل وعلا، فيقوم بإرتكاب المعاصي ويقول إن الله تبارك وتعالى لن يغفر لي ذنبي.

واستشهد الدكتور علي جمعة بما ورد بشعب الإيمان، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عُمَارَةَ: “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”، أَهُوَ الرَّجُلُ يَلْقَى الْعَدُوَّ فَيُقَاتِلُ حَتَّى يُقْتَلَ؟، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ هُوَ الرَّجُلُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَقُولُ: لَا يَغْفِرُهُ اللهُ لِي”.

وأضاف أن قوله  جل وعلا، “وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” “سورة البقرة، الآية رقم 195″، جاء فيها النهي عن الإلقاء بالأيدي إلى التهلكة، وفي الإلْقاء بالأيْدي إلى التَّهْلُكَة العديد من التفسيرات مثل، لا تَتْركوا النفقة، ولا تَخْرجوا إلى الجهاد بغير زاد، ولا تتركوا الجهاد، ولا تَدخلوا على العدو الذي لا طاقة لكم به ولا تَيْأسوا من المغفرة”.

وتابع الدكتور علي جمعة أنه قد وورد عن الطبري، هو عامٌّ في جميعها، كما ذكره ابن العربي بأحكام القرآن. ومِن الوارد في هذا أيضاً ما روي عن البخاري عن حذيفة أن الآية قد نزلت في النفقة، وكذلك قال ابن عباس وعكرمة وعطاء ومجاهد وجمهور الناس كما ذكر القرطبي، وقال المعنى لا تُلْقوا بأيديكم بأن تَتْركوا النَّفقة، في سبيل الله وتخافوا العيلة، فيقول الرجل ليس عندي ما أُنفقه، وذكر القرطبي 5 أقوال في تفسير تلك الآية.

واستند الدكتور علي جمعة لما رَوى عن التِّرمذي عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران أنهم في غزو القسطنطينية حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتَّى دخل فيهم فصاح الناس: إنه يُلْقي بيديه إلى التَّهْلُكة، فصحَّح لهم أبو أيوب الأنصاري معنى الآية بأنَّها نزلت في الأنصار لما نصر الله نبيَّه وأظهر دينه قالوا: هَلُمَّ نُقيم في أموالنا ونُصلحها؛ لأنَّها ضَاعَتْ فالتَّهلكة هي الإقامة على الأموال وإصلاحها وترك الغزو، ثم تحدَّث القرطبي عن حكم اقتحام الرجل في الحرب وحمله على العدو وحده.

وأفاد الدكتور علي جمعة، بأن بعض العلماء المالكية قد أجازوا أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم إذا كان فيه قوة وكان لله بنية خالصة، فإن لم تكن فيه قوة فذلك من التهلكة، وقيل: إذا طلب الشهادة وخَلُصَت النية فليحْمل؛ لأن مقصوده واحد منهم، كما قال الله جل وعلا، “ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ”.

وأوضح الدكتور علي جمعة أن “ابن خويز منداد قال، فأما أن يَحمل الرجل على مائة أو على جملة العسكر أو جماعة اللصوص والمحاربين والخوارج فلذلك حالتان، الحالة الأولى إن عَلِمَ وَغَلَبَ على ظنه أنه سيقتل مَن حَمَل عليه، وينجو هو فحسن، وحالة الثانية لو علم وغلب على ظنه أنه يقتل ولكن سيُنْكَى نِكَايةً أو سيُبْلَى أو يُؤْثِرُ أَثَرًا ينتفع به المسلمون فجائز أيضًا، كما روي أن عسكر المسلمين لما لقِيَ الفرس نفرت خيل المسلمين من الفيلة، فعمد رجل منهم فصنع فيلًا من طين وأَنِسَ به فرسه حتى أَلِفَهنُّ فلما أصبح لم ينفر فرسه من الفيل، فحمل على الفيل الذي كان يقدمها فقيل له: إنه قاتلك، فقال لا ضير أن أُقْتَلَ ويُفتح للمسلمين، وفعل البراء بن مالك حيلة في حرب بنى حنيفة حتى دخل حصنهم وفتح الباب فدخل المسلمون”.

وأضاف أيضاً أنه روي عن القرطبي ما رواه مسلم في دفاع رجل من الأنصار عن النبي  صلى الله عليه وسلم  يوم أحد حيث قاتل العدو حتى قُتل، وفعل مثله العدد القليل الذين قدأحاطوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على أن المخاطرة التي فيها منفعة للمسلمين لا بأس بها ولا تُعدُّ مِن الإلقاء باليد إلى التهلكة، كما ذكر القرطبي عن محمد بن الحسن أن المخاطرة بالنفس إذا كان فيها طمع في النجاة أو النِّكاية في العدو لا بأس بها، وإلا كانت مكروهة، حيث أنه قد عرَّض نفسه للتَّلَف في غير مَنْعَة للمسلمين إلا إذا قصد تشجيع المسلمين أن يصنعوا مثله فلا بأس بها في تلك الحالة، لأنَّ فيها منفعة لهم على بعض الوجوه”.

وأوضح الدكتور علي جمعة أن القرطبي قد تتطرق لحُكم المُخاطرة في الجهاد إلى المُخاطرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال، إنه متى رجَا نفْعًا في الدِّين فبذَل نفسه حتى قُتل كان في أعْلى درجات الشهداء قال الله جل وعلا، “وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”، “سورة لقمان الآية رقم 17″، وفي حديث النسائي وابن ماجة بسند صحيح ” أفْضل الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطان جائر”، وجاء مثل ذلك بأحكام القرآن لابن العربي.

أقرا المزيد صيغة الدعاء المستجاب.. 4 أمور أوصى بها رسول الله تجعل دعائك مستجاب في نفس اللحظة

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى