متابعات و تقارير

القصة الكاملة لحريق رجل على يد زوجته وعشيقها في كفر الشيخ

عاش حياة صعبة، يكافح للحصول على لقمة العيش، حتى استقر في السعودية، عاملًا يكدح ويتعب آملًا في الوصول إلى مراده، حتى ابتسمت له الحياة، ومنحته تحويشة العمر التي بنى منها منزلًا وتزوج فأنجب 4 أطفال، لكنه لم يكن يعلم حينها أنه لن يعيش حياة سعيدة، فخبئت له الحياة ما لا يكن يخطر على باله أو يدر في خلده يومًا.

خرج “صلاح” من بلدته التابعة لقريةٍ في مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، منذ 17 عاما، ليركب قطار الغربة، الذي عاد به مرة أخرى عاملًا في مجالي البناء والزراعة، ليستقر في مسقط رأسه، يرعى أسرته، مكتفيًا بما ضاع من سنوات العمر، ولكن خاص مرحلة من المعاناة مع مرض أصابه في القلب، وظل يبحث عن دواء أو تدخل جراحي يقضي على ما يعانيه من آلام.

وذات يوم عندما دقت التاسعة والنصف، قبل أن تغطي على دقاتها أصوات استغاثة خرجت تدوي في فضاء المنطقة الريفية “الحقونا يا خلق.. حريقة حريقة”، أصوات جاءت من منزل “صلاح” ليسرع الجيران والاهالي مستجيبين لذلك الصوت المستغيث، محاولين إطفاء النيران.

قالت زوجته للأهالي “صلاح نايم في أوضته فوق”، فغيرت مسار القادمين للمساعدة إلى الطابق العلوي، حتى ينقذوا رب المنزل، الذي وجدوه مستلقيًا على فراشه وقد فارق الحياة.

وأبلغ الأهالي قوات الشرطةـ فانتقل العميد عبد الفتاح المنشاوي، رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن كفر الشيخ، على رأس فريق عمل من رجال المباحث ضم العقيد توفيق جاد، رئيس فرع البحث الجنائي بالحامول، والرائد محمد قطاطو، مفتش المباحث بقسم ومركز شرطة بيلا، والرائد أحمد مصطفى عمر، إلى موقع الحادث.

وأكدت المعاينات الأولية وفاة “صلاح” متأثرًا بإصابته نتيجة الحريق الذي نشب في الغرفة أثناء خلوده للنوم، واحتراق جسم المتوفى بالكامل.

ورجح “سعد” شقيق صاحب المنزل المتوفى، في البداية، حدوث ماس كهربائي في مروحة السقف بحجرة نوم شقيقه، ما أدى إلى حدوث اشتعال للنيران بالحجرة، نظرًا لوجود الملابس والمراتب، ومع وجود دخان كثيف وشدة اشتعال النيران لم يتمكن أحد من إنقاذ شقيقه.

ولكن بدأت الشكوك تساورهم في وجود شبهة جنائية، عندما بدأ فريق البحث، في معاينة غرفة المتوفى، وتلاحظ لرجال المباحث وجود رائحة يعرفونها جيدًا، أرضية الغرفة تحتوي على بقايا مواد بترولية تساعد على الاشتعال.

وأمر اللواء هيثم عطا، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن كفر الشيخ، على الفور بتشكيل فريق بحث جنائي برئاسة العميد عبدالفتاح المنشاوي، رئيس مباحث المديرية، لكشف غموض أحداث الواقعة.

توصل فريق البحث الجنائي إلى وجود شبهة جنائية وبدأوا في تقصي الحقائق بحثًا عن دليل يقود إلى مرتكب الواقعة، والدافع وراء ما حدث في المنزل الريفي، لتؤكد  تحريات المباحث أنه خلال فترات غياب الزوج المتوفى، للعمل بالخارج ارتبطت زوجته، “صباح”، ذات الـ32 ربيعًا، بـ”حامد”، الذي يكبرها بثلاث سنوات، وداومت على لقائه حال عملها بالأراضي الزراعية لكونه سائق جرار، حتى أصبح ما يحدث بينهما حديث أهل العزبة.

وتم القبض على الزوجة والعشيق حتى تتم مواجهتهما بما أسفرت عنه تحريات رجال المباحث، وفريق البحث، وبالفعل اعترافا المتهمين، بعدما كشفا أنهما استغلا تناول الزوج المغدور للدواء، وخلوده للنوم، وتواصلا متفقين على تنفيذ الجريمة حتى يستطيعا قضاء الوقت المحرم معًا دون منغصات.

واتفق العشيقان على سحب السائق إلى غرفة نوم المجني عليه وبصحبته بعض المواد البترولية، وسكبا سويًا البنزين والجازولين في الغرفة دون أن يشعر المجني عليه، وناولت الزوجة عشيقها ولاعة الزوج وأمرها بمغادرة المسكن والتوجه إلى ابنتها المتزوجة حديثًا بذات العزبة لإبعاد الشبهة عنها، ثم أشعل المتهم النيران في غرفة النوم وبها المجني عليه.

وأحيل المتهمين إلى النيابة العامة، فقررت حبسهما على ذمة التحقيق، وجدد المستشار أيمن الخضيري، رئيس محكمة بيلا لشؤون الأسرة في كفر الشيخ، وسكرتارية أحمد عميرة، أمين سر المحكمة، حبس ربة المنزل وعشيقها العامل الزراعي، 15 يومًا على ذمة التحقيقات لمواجهتهما تهمة قتل الزوج عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى