بعد انتشار الشائعات.. هل تسبب تقنية 5G مرض السرطان؟

لا شك أن تقنيات الجيل الخامس وتأثيراتها في جوانب من حياتنا اليومية قد أصبحت أكبر محط للاهتمام، إذ تعمل تقنية 5G وهي الجيل الخامس لتكنولوجيا الهاتف المحمول على تقديم سرعات فائقة للإنترنت في الهواتف المحمولة.

وتفوق هذه السرعة تقنية الجيل الرابع بنحو 10 أضعاف، وعلى الرغم من ذلك فإن تقنية الجيل الخامس من الإنترنت 5G، تشق طريقها ببطء في جميع أنحاء العالم.

ويزعم منظرو المؤامرة أن التعرض لإشارات الجيل الخامس من الإنترنت 5G سيؤدي إلى الإصابة بالسرطان نظرًا إلى الانتشار الواسع لهذه النظريات عبر شبكات الإنترنت، وعلى الرغم من انتشار هذه الشائعات فإن العديد من الوكالات والمؤسسات الحكومية تدعو إلى عدم القلق بشأن آثار موجات التردد اللاسلكي على الصحة.

وظهرت الادعاءات التي تقول إن تقنية الجيل الخامس 5G تسبب في إصابة المواطنين بالسرطان، منذ العام الماضي، بعد ما أسفرت مجموعة من الاختبارات عن مقتل مئات الطيور، وهو ما دفع الكثيرين إلى إنشاء حملات عبر شبكات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بينها Stop 5G UK في بريطانيا.

وخرج عدد من الخبراء يؤكدون أنَّ ترددات تقنية الجيل الخامس 5G ليست قوية بما يكفي؛ لتسبب تلفا في خلايا الجسم، لذا فإن هذه الترددات لا يمكن أن تسبب السرطان نظرًا لأن المرض يمكن أن ينشأ عندما يتعرض الجسم لأضرار خلوية، وذلك بحسب ما قاله الدكتور ديفيد روبرت جرايمز الفيزيائي الإيرلندي والباحث في السرطان والخرافات العلمية، في تصريحات له لصحيفة “ذي صن” البريطانية.

وأضاف الفيزيائي الإيرلندي والباحث في السرطان والخرافات العلمية، أنَّ بعض الإشعاعات بها طاقة كافية لتقسيم الروابط الكيميائية وكذا الحمض النووي، وهذا ما يعرف بعملية “التأين”، لكن نوع الإشارات التي يصدرها الهاتف النقال هو إشعاع الميكروويف، منخفضة الطيف الكهرومغناطيسي، وبالتالي فإن الإشعاعات الناتجة “غير مؤينة”، مشيرًا إلى أنَّ إشعاع الميكروويف يكون أقل قوةً من الضوء المرئي.

وتابع بأننا نعلم جميعًا أنَّ الضوء المرئي “غير مؤين”، وإلا كنا واجهنا مشكلة كبيرة في مشاهدة التليفزيون، إذا كان الضوؤ مؤينًا، موضحا أنهم في الأساس ليسوا قلقين بشأن التعرض الطويل الأجل لهذا الضوء لأنه لا يملك طاقة.

وأكد الدكتور ديفيد روبرت جرايمز أنَّ الأهم من ذلك أنه لا توجد علاقة بين سرطانات الدماغ واستخدام الهواتف المحمولة.