عربي ودولي

ترامب: إيران سبب مشكلات الشرق الأوسط.. وماكرون: نسعى لاتفاق جديد مع طهران

ربط الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب ، ونظيره الفرنسي ، إيمانويل ماكرون ، بشكل صريح أمس الثلاثاء ، بين الاتفاق النووي الإيراني ، وسلوكها الإقليمي ، من اليمن حتى سوريا ، وصولا إلى لبنان.

وللمرة الأولى ، تحدث الرئيس الفرنسي ، خلال مؤتمر صحفي مشترك ، مع نظيره الأمريكي ترامب ، في البيت الأبيض ، عن خطة لصياغة اتفاق جديد مع إيران ، يعالج أيضا المخاوف من صواريخها الباليستية ، ونفوذها الخبيث في المنطقة ، وذلك في وقت هدد فيه الرئيس الأمريكي ، طهران ، بدفع « ثمن باهظ » ، إذا استأنفت برنامجها النووي . و لم يقدم ترامب إشارة واضحة ، بشأن ما إذا كان سينسحب من الاتفاق النووي مع إيران ، بحلول 12 مايو المقبل ، أم لا ، مبقيا الغموض محيطا بقراره النهائي في هذا الشأن .

ترامب قال في المؤتمر الصحفي المشترك ، الذي جمعه بنظيره الفرنسي ، في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض ، مساء أمس الثلاثاء ، إن الولايات المتحدة وفرنسا ، اتفقتا على أن إيران لا يُمكن السماح لها ، بتطوّير سلاح نووي ، وأن هذا النظام الإيراني ، عليه إنهاء دعمه للإرهاب. وزاد : « في كل مكان تذهب إليه في الشرق الأوسط ، تجد آثار إيران وراء المشكلات » .

وقدم ترامب ، الشكر لماكرون أيضا ، على دور فرنسا في الحملة ، ضد تنظيم « داعش » الإرهابي ، قائلا : « في الوقت الذي نُخرج قتلة (داعش) من سوريا ، من الأساسي أن تتقدم الدول المسؤولة في الشرق الأوسط ، بمساهمتها ، لمنع إيران من الاستفادة من حملتنا ، ضد تنظيم داعش الإرهابي » .

بدوره ، قال ماكرون ، إن ترامب أعلن خلال حملته الانتخابية ، موقفه الصريح من الاتفاق النووي الإيراني ، لافتا إلى أنه أجرى حوارا صريحا في هذا الشأن ، مع نظيره الأمريكي ترامب . مضيفا : « الرئيس الأمريكي ، يجادل بأن الاتفاق الموقع في العام 2015 (سيئ) ، في حين أنه هو يقول منذ شهور ، إن الاتفاق ليس كافيا ، لكنه يسمح ببعض التحكم في أنشطة الإيرانيين النووية ، حتى العام 2025.

واستطرد ماكرون : « من الآن نود أن نعمل على اتفاق جديد مع إيران ، نحن بحاجة لتغطية 4 محاور ، الأول منع أي نشاط نووي لإيران حتى العام 2025 ، والثاني ضمان أنه على المدى الطويل ، لن يكون هناك نشاط نووي إيراني ، والثالث أن نضع حدا لنشاطات إيران الباليستية ، أما المحور الرابع ، فهو أن نخلق الظروف لحل سياسي ، بهدف احتواء سلوك إيران في المنطقة ، في اليمن وسوريا و لبنان .

ولفت الرئيس الفرنسي ، إلى أن الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة باراك أوباما السابقة ، مع مجموعة « 5 + 1 » في العام 2015 ، لم تكن صفقة مرضية ، وتابع : « الآن علينا العمل على اتفاق جديد مع إيران» ، وزاد : « فرنسا ليست ساذجة حين يتعلق الأمر بإيران ، لكن نحن نحترم الشعب الإيراني أيضا ، وإضافة هذه العناصر ، سوف تكون الركيزة الأولى ، أنا لا أقول إننا نتحرك من صفقة إلى أخرى ، وإنما يمكن أن نضيف إليها » .

وأكد ماكرون ، أنه يريد العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية ، والقادة الإيرانيين وقادة المنطقة ، من أجل التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ، مضيفا : « هذا هو الطريق الوحيد ، للتوصل إلى السلام ، نحن لا نريد تكرار أخطاء الماضي ، وجوهر محادثاتي مع ترامب ، تركز على تمهيد الطريق ، من أجل اتفاق جديد » .

ولفت الرئيس الفرنسي ، إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا ، والعمل مع التحالف الدولي ضد تنظيم « داعش » الإرهابي ، لتحقيق النصر واستعادة السلام ، وأيضا من أجل ضمان ألا تقع سوريا في الأيدي الخطأ ، وتبني حل سياسي شامل.

من جانبه ، كرر ترامب قوله ، إنه يريد إعادة الجنود الأمريكيين من سوريا في أقرب وقت ، كما أنه اتفق مع نظيره الفرنسي ، على أنه لا يريد إعطاء إيران نافذة على البحر الأبيض المتوسط ، عبر سوريا ، لافتا إلى أنه حين أبرم الاتفاق مع إيران ، كان يجب مناقشة الوضع السوري ، وإبرام اتفاق يتضمن معالجة المخاوف في اليمن وسوريا والعراق ، ومناطق أخرى في الشرق الأوسط ، وهو الأمر الذي لم يحدث .

وأشاد الرئيس الأمريكي ، بمشاركة فرنسا في الضربة الأخيرة ضد سوريا ، موضحا أن المجتمع الدولي ، يجب أن يقف متحدا ضد استخدام الأسلحة الكيماوية ، وضد انتشار الأسلحة النووية ، وتعهد بالاستمرار في الضغط على كوريا الشمالية ، وفرض أقصى العقوبات عليها ، حتى تتخلص من كل أسلحتها النووية ، مؤكدا أنه لن يسمح لإيران ، بتطوير أسلحة نووية.

والنقاشات المغلقة بين الرئيسين الأمريكي والفرنسي ، أدت إلى تأخر المؤتمر الصحفي المشترك بينهما ، لأكثر من ساعة . كما ازدحمت الغرفة الشرقية في البيت الأبيض ، بعدد كبير من الصحفيين ، حيث اصطفت وسائل الإعلام الأمريكية والفرنسية على جانبي الغرفة .

ودخل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ، وزوجته ، ومستشار الأمن القومي ، جون بولتون ، ووزير التجارة ، ويلبر ورس ، ووزير الخزانة ، ستيف منوشن ، وستيف ميللر ، المستشار السياسي للرئيس ، ومليان كونواي ، ثم دخلت السيدة الأولى ، ميلانيا ترامب ، والسيدة الأولى لفرنسا ، بريجيت ماكرون ، إلى الغرفة ، قبل دخول الرئيسين إلى الغرفة .

وأشاد ترامب ، بقوة التحالف بين بلاده وفرنسا ، خلال استقباله الرئيس الفرنسي بالبيت الأبيض ، حيث أقيم حفل استقبال رسمي لماكرون وزوجته ، واصطف جنود الشرف في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض ، وأطلقت 21 طلقة للترحيب بالضيف ، بينما احتشد كثير من الفرنسيين ، حاملين الأعلام الفرنسية للترحيب برئيسهم .

ومن المقرر أن يكون ترامب ، نظم ليلة أمس ، حفل عشاء دولة للرئيس الفرنسي . ووجهت الدعوة إلى 150 شخصا فقط ، لحفل العشاء الذي أشرفت السيدة الأولى في أمريكا ، ميلانيا ترامب ، على ترتيباته .

وقبل بدء المحادثات الثنائية المغلقة ، أبدى ترامب موقفا متشددا من إيران والاتفاق النووي ، كما وصف الصفقة بأنها « سيئة وسخيفة » . وزاد : « سوف نتحدث عن إيران والاتفاق النووي ، وسوف نناقش اتفاق باريس للمناخ ، الجميع يعرف موقفي من الاتفاق النووي الإيراني ، كانت صفقة مروعة ، وكان يجب ألا تتم أبدا ، هذا جنون ، أن نعطي إيران 150 مليار دولار من الأموال ، وأعطينا 1.8 مليار دولار من الأموال السائلة ، هذه الصفقة كان لا ينبغي أن تبرم، سوف نتحدث في هذا الأمر » .

وتابع الرئيس الأمريكي ، بعد أن تحولت لهجته إلى التحذير : « أي نوع من الصفقات هذه ، التي لا تتعامل مع تجارب إيران للصواريخ الباليستية ، أي نوع من الصفقات هذه ، لا تتعامل مع أنشطة إيران ، في أماكن مثل اليمن أو سوريا ، نحن إذا نظرنا إلى أي مكان أو مشكلة في الشرق الأوسط ، فسوف سنجد أن إيران وراء المشكلة ، إيران خلف كل مشكلة في الشرق الأوسط ، نحن لن نسمح بحدوث أشياء معينة ، و الصفقة الإيرانية كارثة . إنهم يختبرون الصواريخ » .

وردا على سؤال ، عما إذا كان سوف ينسحب من الاتفاق النووي ، أجاب الرئيس الأمريكي : «سوف نتحدث مع ماكرون في الأمر ، وسوف نرى » .

وبشأن تحذيرات إيران ، باستئناف برنامجها النووي ، حال انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق ، قال ترامب بحدة : « لن يكون سهلا عليهم إعادة تشغيله ، هم لن يعيدوا تشغيل أي شيء ، وإذا استأنفوا برنامجهم النووي ، فسيضعون أنفسهم في مشكلة أكبر عن أي وقت مضى » ، لافتا إلى أن وزير الخارجية السابق ، جون كيري ، لم يرد أن يتعامل مع قضايا خارج البرنامج النووي ، كجزء من الصفقة ، لأن ذلك سيكون معقدا للغاية . وزاد : « لم يكن يريد مناقشة الأمر لأنه معقد للغاية ، وهذه ليست طريقة مناسبة لفعل الأمر » .

وزاد ماكرون ، متحدثا بالفرنسية : « صفقة إيران قضية مهمة ، لكن علينا أن ننظر للأمر بصورة أوسع نطاقا ، هي الآن في المنطقة كلها ، ما نريد فعله ، أن نحتوي نفوذ إيران في الشرق الأوسط » ، متابعا : « لدينا الكثير للتحدث عنه ، علاقاتنا الثنائية والقضايا الدولية الأخرى ، وبالنسبة لإيران ، سوف ننظر إليها في سياق إقليمي أوسع ، نحن لدينا سوريا ، والوضع في المنطقة بأكملها ، نحن لدينا هدف مشترك ، وهو الاستقرار ، والتأكد من عدم وجود تصعيد ، وعدم انتشار الأسلحة النووية في المنطقة ، نحن بحاجة الآن إلى إيجاد الطريق الصحيح للأمام » .

وبعد اجتماع ثنائي مغلق ، عقد ترامب وماكرون ، اجتماعا مع كبار المستشارين في غرفة مجلس الوزراء ، حيث ألمح ترامب إلى إمكانية التفاوض على اتفاقات جانبية . وذلك من دون أن يوضح أي شيء ، قال إنه منفتح على فعل « شيء ما » بشأن صفقة إيران ، إذا تم ذلك «بشكل قوي» ، لافتا إلى أن محادثاته مع نظيره الفرنسي ، كانت جيدة للغاية بشأن إيران ، وتابع : « نحن قريبون إلى حد ما من فهم بعضنا ، اجتماعنا الثنائي سار بشكل جيد للغاية » .

ترامب تحدث أيضا عن كوريا الشمالية ، والاتفاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي ، قائلا : « تحدثنا عن إيران وسوريا وموضوعات كثيرة أخرى ، أعتقد أن لدينا حلولا للكثير منها ، لقد تلقيت استجابة جيدة من كوريا الشمالية ، هم راغبون في عقد الاجتماع في أقرب وقت ممكن ، كان كيم جونغ أون منفتحا للغاية ، وهذا أمر جيد ، سوف نرى إلى أين سينتهي كل ذلك ، أنا مستعد لمغادرة المائدة ، لكن أعتقد أن لدينا الفرصة لعمل شيء مميز للغاية » .

ترامب تحدث أيضا عن التجارة مع فرنسا والاتحاد الأوروبي ، معتبرا أن القضية « معقدة » ، بسبب العوائق التجارية التي وضعها الاتحاد الأوروبي ، مع ارتفاع العجز التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية ، والاتحاد ، إلى 151 مليون دولار ، وذلك لمصلحة الأوروبيين ، موضحا أن الأمر «غير عادل».

كما تحدث ترامب ، عن «نافتا» ، والتجارة مع المكسيك والصين . فيما تحدث ماكرون باللغة الإنجليزية ، مشيرا إلى التحديات العالمية المشتركة بشأن التجارة ، بما في ذلك تجارة الصلب ، والعلاقات التجارية ، والتحديات المتعلقة بتغير المناخ .

الرئيس الفرنسي ، شدد أيضا على وجود أرضية وقواسم مشتركة ، مع نظيره الأمريكي ، واصفا النقاش بينهما ، بأنه كان مباشرا ومثمرا للغاية .

يذكر أن هذا اللقاء ، هو السادس بين الرئيسين الفرنسي والأمريكي ، وأبرز اجتماع ، كان رحلة ترامب إلى باريس ، في الاحتفال بيوم الباستيل في 14 يوليو الماضي . ومنذ مجيء ماكرون للسلطة ، في فرنسا ، كان للرئيسين نحو 20 مكالمة هاتفية .

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى