عربي ودولي

بعد مسلمي «الروهينجا».. نزاع جديد في «ميانمار»

في الوقت الذي لم تغفل فيه أعين العالم ، عن المعاناة التي يتعرّض لها مسلمي « الروهينجا » ، في إقليم ميانمار ، شهد نزاع مسلّح قديم في شمال البلاد ، تصعيدًا ملحوظًا من حدة التوتر ، خلال الأشهر الماضية ، وفقًا لما نقلته ، اليوم الأربعاء ، وكالة « أسوشيتد برس » الأمريكيّة .

وقالت الوكالة الأمريكيّة ، في التقرير الذي نشرته ، اليوم الأربعاء ، إنَّ هذا النزاع « القديم – الجديد » ، يتعلَّق بأقلية « كاشين » العرقية ، ذات الغالبية المسيحية .

ولفتت الوكالة الأمريكية ، إلى أنَّ هذا التصعيد ، الذي شهده صراع من أكثر الصراعات نسيانًا في العالم ، أفضى عن تشريد 10 آلاف شخص ، منذ شهر يناير الفائت ، وفق بيانات الأمم المتحدة .

وأضافت وكالة « أسوشيتد برس » الأمريكيّة ، أنَّ جيش ميانمار ، يقصف مواقع للمسلحين ، في ما يطلق عليه « جيش إنقاذ كاشين » ، وذلك على طول خطوط التماس بين الطرفين ، بينما يبني لاجئون مشردون ، مخيمات إيواء ومخابئ من أكياس الرمل والحجارة .

واتهمت أقلية « كاشين » المسيحيّة ، قوات الحكومة ، بشن ما وصفته بـ« حرب الإبادة » بحقهم ، إذ لا يزال هؤلاء المتمردون ، يسيطرون على مناطق جبلية ، بطول الشريط الحدودي مع جارتهم الصين .

الصراع يعود إلى العام 1961 ميلاديًا ، عندما بدأت أقلية « كاشين » المسيحيّة ، الصراع من أجل الحصول على استقلالية أكبر ، في البلاد ذات الغالبية البوذية .

ويستمر هذا الصراع ، في إطار نزاع أوسع ، تتنافس فيه أقليات عرقيّة في إقليم ميانمار ، مع الأغلبية البرماوية من أجل النفوذ .

المسلحون في ما يسمى بـ« جيش إنقاذ كاشين » ، كانوا عقدوا أيضًا أكثر من اجتماع مع ممثلي جيش ميانمار ، لكنهم رفضوا اتفاق هدنة ، على خلفيّة عدم اعتراف الطرف الآخر الممثل في الحكومة ، بعدة جماعات مرتبطة معهم ، كما لم يعترفوا أيضًا بدستور البلاد الجديد ، الذي أقر في العام 2008 ، ويمنح الجيش صلاحيات واسعة .

وتمَّ استئناف العمليات القتالية ، بين الجيش والأقلية بهذه المنطقة ، في العام 2011 ، وسط حالة من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين ، بتدمير الهدنة المستمرة لمدة 17 عامًا ، واستطاعت القوات الحكومية منذ هذا الوقت ، بسط سيطرتها على نحو 200 موقع للمتمردين .

الأمم المتحدة تلقَّت في الآونة الأخيرة ، تقارير تتحدث عن انتهاكات ترتكبها قوات الأمن في ميانمار ، بحق ممثلي هذه الأقلية ، تتضمن أعمال نهب واغتصاب وإعدامات دون محاكمة ، و الإجبار على العمل قسريًا ، مع تقييد الوصول الإنساني ، إلى ما يقرب من 120 ألف لاجئ ، بولايتي « كاشين وشان » .

وذكرت وكالة « أسوشيتد برس » الأمريكية ، أنَّ قادة أقلية « كاشين » المسيحيّة ، طالبوا الحكومة في الأسبوع الماضي ، بالسماح بإيصال مساعدات طبيّة ، إلى نحو 2000 مدني ، بمن فيهم أطفال ونساء حوامل ، لكنهم لم يتلقوا أي رد .

يأتي هذا على خلفية قضية « مسلمي الروهينجا » ، إذ شهدت ولاية « راخين » التي يسكنها غالبية مسلمة ، منذ أواخر أغسطس من العام الماضي ، أعمال عنف خلال عملية أمنيّة للجيش ، بعد سلسلة من الهجمات على مواقعه ، نفذها ما يسمى بـ« جيش إنقاذ الروهينجا » .

ومات جراء هذه العملية ، حسب إحصائيات رسمية ، نحو 414 شخصًا ، لكن منظمة « أطباء بلا حدود » ، سجَّلت سقوط 6 آلاف و700 قتيل في أثناء الشهر الأول من الاضطرابات فقط .

هذه الأحداث المؤسفة التي طالت انتقادات من غالبية دول العالم ، أسفرت عن نزوح نحو 700 ألف من مسلمي الروهينجا ، إلى بنجلاديش المجاورة .

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى