عربي ودولي

الدول الإسلامية تنتفض من أجل فلسطين.. تفاصيل «قمة إسطنبول»

اختتمت مساء يوم الجمعة ، أعمال القمة الإسلامية الاستثنائية لدعم فلسطين في مدينة « إسطنبول » التركية ، بمشاركة وزير الخارجية المصري ، السفير سامح شكري ، ممثلًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مع عدد من رؤساء الدول ووزراء خارجية الدول الإسلامية .

بدوره ، أكد السفير سامح شكري ، وزير الخارجية ، على أنَّ المجتمع الدولي يضطلع بمسؤولية واضحة لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل ، وكذلك تمكينه من استعادة حقوقه المسلوبة ، وأيضًا العمل على إنهاء واقع الاحتلال ، والمحافظة بشكل خاص على وضع مدينة « القدس الشرقية » القانوني ، بوصفها أرضًا خاضعة للاحتلال ، ولا شرعية لأي إجراءات يجريها هذا الاحتلال ، لفرض سلطة الأمر الواقع عليها .

يأتي حديث وزير الخارجية ، بعد تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب ، بنقل مقر سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ، من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس ، كاعتراف رسمي بإسرائيلية المدينة التاريخية ، وهو القرار الذي أدى إلى غضب واسع بين الفلسطينين ، أسفر عن 60 شهيدًا ، وأكثر من 3 آلاف مصاب ، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي .

وقال وزير الخارجية المصري ، في كلمة مصر أمام « القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي » ، مساء يوم الجمعة ، إنَّ حق الشعب الفلسطيني في أرضه ، ودولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشرقية ، هو حق ثابت وأصيل ، وهذا الحق لا يسقط بالتقادم ، ولا يؤثر عليه قرار أحادي ، أو ممارسة باطلة تستهدف خلق أمر واقع جديد . وأشار إلى أن مثل هذه الممارسات ، التي ينتهجها الاحتلال ، كانت وستظل باطلة ، لا شرعية لها في القانون الدولي ، وهي غير قادرة على أن تنشئ حقوقًا لقوة هذا الاحتلال ، أو أن تسقط الحقوق التاريخية والثابتة ، وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني .

وأشار السفير سامح شكري ، إلى أنَّ هذه القمة الاستثنائية ، لمنظمة التعاون الإسلامي ، والمنعقدة حاليا ، وهي الثانية خلال أقل من 6 شهور ، تأتي و
كي تسجل إلى المآسي الفلسطينية ، مأساة جديدة ، بسقوط أكثر من 60 شهيدًا ، ومئات الجرحى ، بفعل إمعان سلطات الاحتلال ، في سياسة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الأعزل ، الذي يأبى الاستسلام لسياسة فرض الأمر الواقع ، ويدفع هذا الشعب الأعزل عن طيب خاطر ، باهظ الأثمان للتمسك بحقه في الحرية والحياة والكرامة ، مؤكدًا : « أننا نحتاج لوقفة حاسمة مع سياسة الانتهاك الممنهجة ، التي يتبعها الاحتلال ، في مواجهة أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل ، إلا من قوة الحق الأخلاقي والقانوني ، والإيمان بعدالة قضيته وشرعيتها » .

ولفت إلى أنَّه سبق للقمة الإسلامية الاستثنائية ، التي انعقدت في يوم 13 ديسمبر من العام الماضي ، أنَّ أكدت بوضوح ، رفض جميع الدول الإسلامية ، لأي إجراء أحادي ، يحاول المساس بالوضعية القانونية لمدينة القدس ، أو إضفاء الشرعية على واقع الاحتلال .

وتساءل السفير سامح شكري : « أين الخلل إذن؟ » ، وكيف يمكن أن تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلية ، في تجاهل إرادة الغالبية الساحقة للمجتمع الدولي ، والإمعان في انتهاكاتها غير القانونية ، ليسقط الضحايا الأبرياء ، وسط صمت عالمي مخجل .

وقال وزير الخارجية المصري ، إنَّ سقوط أكثر من 60 شهيدًا ، من الفلسطينين العزل خلال الأيام الماضية ، هو عار حقيقي ، عار على قوات الاحتلال ، وعار على المجتمع الدولي ، العاجز عن الانتصار للحق في مواجهة القوة ، أو حتى بالحد الأدنى ، منع الجرائم المستمرة ، التي تمارسها سلطات احتلال ، ضد شعب أعزل .

وأضاف السفير سامح شكري ، أنَّ أقل ما يمكن القبول به ، هو اتخاذ قرار فوري ، من خلال إجراء تحقيق دولي عادل ونزيه ، في واقعة استخدام الرصاص الحي ، ضد المتظاهرين الفلسطينيين العزل ، من قوات الاحتلال الإسرائيلي .

واستطرد وزير الخارجية المصري ، أنَّ المأساة التي شاهدها المجتمع الدولي ، خلال الأيام الماضية ، لم تأت من فراغ ، بل جاءت على خلفية وضع سياسي ، لا يمكن قبول استمراره دون تغيير ، فأصل المشكلة هو الاحتلال ، والأمانة تقتضي أن نعترف ، بأن استمرار هذا الاحتلال ، سيعني أن السؤال سيصبح : « كم من الوقت سوف يمر ، قبل أن تتكرر الانتهاكات ، ويتكرر سقوط ضحايا أبرياء إضافيين ؟ » .

وأشار السفير سامح شكري ، إلى أنَّ التحقيق الدولي ، في واقعة استخدام الرصاص الحي من ناحية قوات الاحتلال الإسرائيلية ، وإعادة التأكيد على بطلان أي محاولة ، لإضفاء الشرعية على احتلال الأراضي الفلسطينية ، هما شرطان ضروريان ، غير إنهما غير كافيين لمنع تكرار المأساة التي شاهدها المجتمع الدولي بأسره خلال الأيام الماضية .

ودعا وزير الخارجية المصري ، إلى معالجة الجذر السياسي للمشكلة ، والعمل على العودة الفورية لطاولة المفاوضات ، من أجل إنهاء الاحتلال ، وتجاوز 7 عقود من الصراع المدمر ، الذي صادر حياة وحقوق أجيال متلاحقة ، من أبناء المنطقة ، في الحرية والحياة الكريمة والآمنة ، تحت ظل سلام عادل وشامل ، يتأسس على إنهاء الاحتلال وإعادة الحق المسلوب لأصاحبه .

ولفت السفير سامح شكري ، كذلك ، إلى أنَّ هذه هي المسؤولية الواقعة علينا جميعًا – مخاطبًا الحضور في القمة الاستثنائية – ، وعلى سائر المجتمع الدولي ، وعلى كل مهتم بالحفاظ على ما تبقى من قيمة للقانون الدولي ، وقرارات الشرعية الدولية ، التي أصبحت تنتهك يوميًا في الأراضي الفلسطينية ، من دون أي إجراءات توقف هذه الانتهاكات ، وتردع مرتكبيها ، وتفتح الباب أمام السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط .

من جانبه ، وعلى الصعيد ذاته ، قال رئيس الحكومة الفلسطينية ، رامي الحمد الله ، إنَّه « لا سلام ولا استقرار من دون حرية القدس وأهلها » ، لافتًا إلى أنَّ المطلوب من القمة الإسلامية الاستثنائية ، هو اتخاذ خطوات عملية ، من أجل مواجهة الاستيطان الإسرائيلي ، ومقاطعة بضائع المستوطنات الإسرائيلية ، المقامة على أراضي الفلسطينيين .

وأشار رئيس الحكومة الفلسطينية – خلال كلمته في مؤتمر منظمة « التعاون الإسلامي » ، لمناقشة التطورات الأخيرة في فلسطين ، والذي يعقد في مدينة إسطبنول التركية – إلى أن قرار اعتبار مدينة القدس ، عاصمة لـ« إسرائيل » ، والذي أصدرته الولايات المتحدة الأمريكية ، هو قرار « غير قانوني » ، ويعتدي على حقوق أبناء الشعب الفلسطيني التاريخية ، كما أن القرار يستبعد الإدارة الأمريكية ، من وساطة السلام .

وفي السياق ذاته ، أكد الملك عبد الله الثاني ، العاهل الأردني ، أنَّ تنفيذ قرار نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ، من تل أبيب إلى مدينة القدس ، « يعمّق اليأس الذي يؤدي إلى العنف » ، مطالبًا الدول العربية والإسلامية ، باتخاذ إجراءات عملية لدعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني وتمكينه اقتصاديًا ، داعيًا أيضًا المجتمع الدولي ، إلى حماية الفلسطينيين العزل ، الذين يواجهون قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم .

وقال الملك عبد الله الثاني ، خلال كلمته في أعمال القمة الاستثنائية لمنظمة « التعاون الإسلامي » : « موقفنا الثابت ، هو أن مدينة القدس الشرقية ، أرض محتلة ، ومن قضايا الوضع النهائي ، يتحدد مصيرها ، من خلال التفاوض على أساس الشرعية الدولية » .

وبدوره ، دعا حسن روحاني رئيس إيران ، المجتمع الدولي ، إلى اتخاذ تدابير سياسية وتجارية ، ضد الولايات المتحدة الأمريكية ، وإسرائيل ، على خلفية التطورات الأخيرة ، التي شهدتها حدود قطاع غزة المحاصر ، مع الأراضي المحتلة ، والتي أسقطت 60 شهيدًا وأكثر من 3 آلاف جريح ، كما دعا الدول ، إلى القطع الكامل لعلاقاتها مع « الكيان الصهيوني » ، ومراجعة علاقاتها التجارية والاقتصادية ، مع الولايات المتحدة الأمريكية .

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى