عربي ودولي

سي إن إن: حرب وشيكة بين إيران وأمريكا

أصدرت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية ، اليوم الخميس الموافق 9 مايو من العام الحالي 2019 ، تقريرا عنها ، ذكرت فيه أن العالم سوف يغدو أكثر خطورة ، وذلك بعد إعلان إيران انسحابها الجزئي من الاتفاق النووي ، الذي وقعته مع 6 من دول العالم خلال العام 2015 ، في فترة حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، فضلا عن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية ، لغة شديدة اللهجة في التعامل مع إيران ، ما يُنذر بدوره باحتمالية نشوب حرب بين البلدين في أي وقت.
الشبكة الأمريكية ذكرت في تقريرها الإخباري ، أن المسرح العالمي أصبح مُهيأ لمواجهة مُحتملة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ، ورغم استبعاد الكثير من المحللين حدوث مواجهة مباشرة ، لكن هناك احتمالات بأن تؤدي الأحداث الحالية بين البلدين إلى تصادم مباشر.
من جانبه ، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني ، أمس الأربعاء ، انسحاب بلاده من عدة التزامات أساسية في الاتفاق النووي الإيراني ، الذي وقعته مع الغرب في العام 2015 ، وذلك بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه ، حيث قال الرئيس حسن روحاني ، إن بلاده سوف تواصل تخصيب مخزون اليورانيوم في الداخل ، بدلا من بيعه إلى الخارج ، كما هدد أيضا باستئناف إنتاج يورانيوم عالي التخصيب خلال 60 يوما.
وحسب ما ذكرت شبكة سي إن إن الإخبارية ، فإن كل ما يحدث في الوقت الحالي ، يزيد من احتمالية نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ، وأوضح أن هذه الحرب قد تكون الأسوأ والأهم منذ الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003.
الشبكة الأمريكية ترى كذلك أن مهندس هذه الحرب المُحتملة ، سوف يكون مستشار الأمن القومي جون بولتون ، وهو أحد القادة الأمريكيين الذين لم يساورهم الندم ، بسبب كارثة واشنطن في العراق في العام 2003 ، ويبدو أنه مُصمم بالقدر ذاته على دفع بلاده إلى الهجوم على إيران.
ومنذ العام الماضي ، صعّدت الولايات المتحدة الأمريكية هجومها على إيران ، كما زادت حجم العقوبات المفروضة عليها ، ما تسبب بدوره في منع طهران من بيع النفط الخاص بها ، وأدى كذلك إلى انخفاض في قيمة العمل ، ما أثر سلبا على حياة المواطنين.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، في رسالة تهديد عنه أمس الأربعاء ، فرض عقوبات جديدة ضد “صناعات الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس الإيرانية” ، بهدف تعزيز الضغط على النظام ، كما هدد باتخاذ إجراءات جديدة ، حال أصرت إيران على موقفها ، ولم تغير سلوكها جذريا ، كما حذر المؤسسات المالية الأجنبية ، من فرض عقوبات عليها حال إجراء أي تعاملات مع قطاع المعادن الإيراني.
“سي إن إن” ذكرت أيضا في تقريرها ، أن إيران ليست عراق صدّام حسين ، الذي أسقطته الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك بحلول العام 2003 ، ولفتت إلى أن طهران قوة إقليمية عُظمى ، حيث تتضم أكثر من 80 مليون نسمة ، ورغم العقوبات القاسية المفروضة عليها ، لكنها نجحت في تطوير البنية التحتية الصناعية والعلمية ، ما عزز نفوذها في جميع أنحاء العالم ، ولها حلفاء في العراق وسوريا ولبنان ونوعا ما في اليمن.
ورغم كل ما سبق ، يتعامل البيت الأبيض مع إيران ، على اعتبار أنها قوة مُزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط ، كما أنها تهديد خطير للقوات الأمريكية المتمركزة هناك ، وعلى ذلك صنفت إدارة ترامب ، قوات الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.
وفي ثمانينيات القرن الماضي ، حاول الرئيس العراقي السابق صدّام حسين ، غزو العراق بدعم ضمني من الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك على أمل انهيار الجمهورية الإسلامية بسرعة ، وسط الاضطرابات التي أعقبت الثورة ، وهو ما لم يحدث أبدا ، حيث إن الوطنية الإيرانية تغلبت على كل شيء آخر ، بينما علق العراق في حرب وحشية استمرت ثماني سنوات.
الشبكة الأمريكية الإخبارية ألمحت كذلك ، إلى أن إيران قد تحاول إغلاق مضيق هرمز ، الذي يرابط بين الخليج الفارسي وخليج عمان ، وذلك في حال وقوع أي حروب أو نزاعات ، من خلال نشر سفنها الحربية أو زراعة ألغام ، ما يتطلب نزعها شهورا ، ويؤدي أيضا إلى ارتفاع سعر النفط ، وإحداث أزمة كبيرة في الاقتصاد العالمي.
ورغم ذلك ، فيبدو أن واشنطن عازمة على المُضي قدما ، في مشروعاتها وتهديداتها المُتعلقة بإيران ، والتي اعتبرتها شبكة سي إن إن ، جزءا من عملية إعادة تشكيل الشرق الأوسط ، تشمل خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن” ، حيث أوضحت شبكة سي إن إن ، أن فرص نجاح التحركات الأمريكية ضد الجمهورية الإيرانية الإسلامية محدودة وضئيلة ، وفي المقابل ، أوضحت أن فرص واحتمالات وقوع كارثة مرتفعة للغاية في هذا الوقت.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى