عربي ودولي

معلومات عن قيس سعيّد الفائز برئاسة تونس: يرفض الحزبية ويرى أن الشعب مصدر السلطة

أعلن المرشح التونسي قيس سعيّد فوزه بالانتخابات الرئاسية التونسية، وذلك بعدما تداول استطلاعلات غير رسمية تشير إلى فوزه بالمنصب الرئاسي، بنسبة أصوات بلغت 80% تقريبًا.

وقال سعيد خلال كلمته التي ألقاها أمام أنصاره وعدد من الصحفيين إن القانون التونسي سيتم تطبيقه على الجميع، مضيفًا: “الدولة التونسية مستمرة، ونقدر حجم المسؤولية تمامًا”.

وكانت شركة سيجما كونساي لاستطلاع الآراء، أعلنت فوز المرشح، قيس سعيد في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية بنسبة 76.9%، مقابل نسبة 23.1%، للمنافس المرشح نبيل القروي.

وكشفت الهيئة العامة للانتخابات التونسية، عن نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية، والتي بلغت نسبة 57%، بعد إقفال 70% من مراكز الاقتراع.

وجاءت النسبة خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة اليوم، للإعلان عن نسب الإقبال في الانتخابات الرئاسية التونسية.

منهج قيس سعيّد وأيدولوجيته

“أنا لا أبيع الوهم للشعب التونسي.. وبرنامجي الذي أعلنته واضحًا، الشعب هو مصدر السلطات، والدستور يجب أن يكون قاعديًا ولا توجد ما تسمى دولة مدنية ولا دينية”.

بهذه الكلمات وصف المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية، قيس سعيد، منهجه وأيدلوجيته الفكرية للشعب التونسي.

قيس سعيد، يبلغ من العمر 61 عامًا، أكد كثيرًا أنه ترشحه كان بالإكراه، مشيرًا إلى أنه غير مدعوم من أي حزب، حيث يرى “سعيّد” أن عهد الأحزاب “أفلس وولى”، وأن السلطة “ستكون بيد الشعب الذي يقرر مصيره ويسطر خياراته”، وسمى هذا التوجه بـ”الانتقال الثوري الجديد”.

درس سعيد، القانون الدولي العام، وحصل على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس في العام 1985، وحصل على دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري بعدها بعام، ودبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بسان ريمو في إيطاليا في 2001.

اشتهر “سعيّد” بلباقته، ولغته المنمقة، فضلًا عن اتقانه للغة العربية بشكل كبير.

بدأ المرشح التونسي حياته المهنية كمدرس بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة سنة 1986، ثم انتقل للتدريس بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس سنة 1999.

اضطلع قيس سعيد بخطط مقرر اللجنتين الخاصتين لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لإعداد مشروع تعديل ميثاق الجامعة ولإعداد مشروع النظام الأساسي لمحكمة العدل العربية سنتي 1989 و1990، وخبير متعاون مع المعهد العربي لحقوق الإنسان من سنة 1993 إلى سنة 1995.

قيس سعيّد عضو بالمجلس العلمي ومجلس إدارة الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري منذ عام 1997 فضلًا عن توليه رئاسة مركز تونس للقانون الدستوري من أجل الديمقراطية.

وله العديد من الأعمال العلمية في مجالات القانون والقانون الدستوري خاصة.

ويحظي سعيد بشعبية كبيرة بين الشعب التونسي، حيث استطاع أن يحصل على 7000 تزكية مواطنية في ولاية القصرين وحدها في ظرف 48 ساعة.

يعرف عن سعيد بأنه الرجل ذا اللغة الخشبية، نظرًا لأنه يعشق التحدث باللغة العربية، وبلهجة رصينة، فلا تسمعه أو تراه يتكلم في حواراته الإعلامية إلا العربية الفصحى ولا تراه يبتسم البتة.

لا للحزبية.. ولا توجد دولة مدنية

أعلن قيس سعيّد بأنه لم يكن ثوريًا ومعارضًا للنظام السابق بالمعنى المتعارف عليه، لكنه رفض الكثير من المناصب في العهد السابق، على غرار مستشار ورئيس ديوان، قائلا في أحد حواراته الصحفية ” قلت لا، يوم كان البعض ممن يظهرون اليوم في وسائل الإعلام يتمنون الاقتراب من دائرة القرار”.

ونوّه المرشح في أكثر من مناسبة على أنه لا يوجد ما يسمى بـ”دولة مدنية، أو دينية” بل هناك “حكومة مدنية، وحكومة دينية”.

وصرح خلال لقاء مع إذاعة “شمس إف إم” منذ أيام، أنه لن يقوم بتأويل نص قرآني، وهو ما استند عليه ليعارض مشروع قانون المساواة في الإرث، قائلًا: “إن المسألة محسومة بالنص القرآني، وهو واضح وصريح ولا يحتاج للتأويل.. فنحن لسنا ضيعة ولا بستانًا، بل دولة”.

وعن التحالف مع الأحزاب السياسية؛ يرفض سعيد أي تحالف مع أي حزب، خاصة بعدما أكد في أكثر من مناسبة، أنه لن يتحالف مع أي من الأحزاب، مؤكدًا أنه سيحافظ على استقلاليته.

وفي حوار مع إحدى الصحف الخليجية، ذكرسعيّد أنه لن يقبل بأي دعم مالي من أي جهة كانت، رافضًا حتى التمويل العمومي من ناحية مبدئية، “حتى لا يكون رهين أي جهة كانت من ناحية مالية أو سياسية”.

ورغم تأكيده على رفض الحزبية، إلا أنه ظهر العام الماضي في مقابلة مع ممثل حزب التحرير، رضا بالحاج، المعروف بأنه كيان سلفي متشدد، ما جعل البعض يشك أنه سيستعين بالإسلاميين للفوز بالسباق الرئاسي.

وقامت المواقع المحلية تونسية وقتها بتداول صورة لسعيد الذي كان قد أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية جمعته بممثّل حزب التحرير رضا بالحاج يوم 30ديسمبر.

ويرى العديد في تونس أن سعيد بدأ في اختيار قواعده ويراهن على اقناع أنصار حزب التحرير، للاصطفاف خلفه رغم “أنهم لا يؤمنون بالدولة ولا بالانتخابات”.

برنامج قيس سعيّد الانتخابي

التونسي قيس سعيد يؤمن جيدًا أن من يضع الخطط والاستراتيجيات والاقتصادية التي تحرك الوطن بعد الثورة هوالشعب نفسه، موضحًا في حوار صحفي، “السلطة ستكون بيد الشعب الذي يقرر مصيره ويسطر خياراته”.

وأوضح الأكاديمي التونسي، أنه سيقدم تعديلات في الدستور “ليكون البناء قاعديًا”، واختار بالتالي عبارة “الشعب يريد” شعارًا لحملته الانتخابية، لتلخص تمسكه بأهداف الثورة التي قامت أساسًا ضد منظومة حكم لفظتها تونس.

وخلال لقائه مع برنامج “اسأل الرئيس” على فضائية “حنبعل” التونسية، أكد سعيّد أن الاقتصاد التونسي لن يتحسن، ولن يتم القضاء على البطالة، إلا إذا عملت الدولة على إصدار مبادرات تشريعية، فضلًا عن استرجاع تونس دور اجتماعي وفاعلة اقتصاديًا، لكن دون أن يوضح ما هي الاستراتيجية الاقتصادية المثلى أو التشريع الذي تحتاجه تونس في تلك الفترة.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى