عربي ودولي

“ليحترم الجميع القوانين”.. قصة المشادة بين الرئيس الفرنسي وشرطي إسرائيلي

“ليحترم الجميع القوانين”.. كلمة أنهى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المشادة الكلامية بينه وبين شرطي إسرائيلي، التي سجلتها كاميرات عدد من القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية، خلال إصرار الشرطي الإسرائيلي على مرافقة ماكرون داخل كنيسة القديسة حنة الشهيرة بـ”سانت آن” والتي تمتلكها فرنسا في القدس الشرقية المحتلة.

الواقعة بدأت عندما هم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لدخول الكنيسة خلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة الذي جاء على خلفية استجابته لدعوة دولة الاحتلال الإسرائيلي لإحياء الذكرى الـ75 لتحرير معسكر “أوشفيتز” النازي، والتي أجرى خلالها ماكرون زيارة إلى مدينة القدس العربية وتجول خلالها في شوارع البلدة القديمة وصافح أهلها والتقط معهم عدد من الصور التذكارية، ثم اتجه لزيارة الكنيسة التي كان الفرنسيون أهدوها إلى العثمانيين في عام 1856 تعبيرا عن امتنانهم للمساعدتهم في حرب القرم، والتي لا تزال واقعة تحت حماية فرنسا وسيطرتهم حتى الآن.

وبدأت المشادة، عند إصرار رجل “الشباك” الإسرائيلي على مرافقة ماكرون للداخل، رغم رفض ماكرون وفريق حراسته ومرافقيه المتمثلين في عدد من رجال الدين عن الطوائف المسيحية، ما دفع ماكرون إلى التحدث بحدة معه قائلا: “لم يعجبني ما قمت به أمامي.. اخرج.. أنا آسف ولكننا نعرف القوانين، لا يحق لأي أحد أن يستفز شخصًا آخر.. فلنلتزم الهدوء، رجاء احترموا القوانين التي لم تتغير منذ قرون، فليحترم الجميع القوانين.. الكنيسة عمرها قرون ولها قوانينها ولن تغيرها أنت الآن.. اخرج فورا من الكنيسة”.

وأعادت تلك الواقعة الأذهات إلى نشوب مشادة كلامية مع الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك قبل نحو 20 عاما، مع رجل أمن إسرائيلي أراد الدخول معه إلى نفس الكنيسة، حيث لا تعترف فرنسا بسيادة إسرائيل على القدس الشرقية (موقع الكنيسة)، وتعتبر أنها أرضا محتلة

وعلق الجانب الفرنسي على تلك الواقعة، رغم تجاهل وزارة الخارجية الإسرائيلية الحديث عنها، حيث قال قصر الإليزيه، إن الكنيسة تحت سيطرة فرنسا وحمايتها هو مسؤوليتنا، موضحة أن كلمة الرئيس كانت لإنهاء المشادة بين عناصر الأمن الفرنسية والإسرائيلية التي رغبت في كسر القوانين والدخول للكنيسة.
وأضافت أن عناصر الأمن الإسرائيلي حاولوا استفزاز قواتهم والرئيس وهو ما أغضب ماكرون.

بينما قال سلمان الهرفي السفير الفلسطيني لدى فرنسا، إن مضايقة الأمن الإسرائيلي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واضحة للعالم أجمع، وهو ما يعكس عنجهية دولة الاحتلال إسرائيل كدولة مارقة لا تقيم وزنا للقانون الدولي.

جدير بالذكر أن العلم الفرنسي مرفوع على تلك الكنيسة منذ إهدائها في 1856، بعدما شيدت على أنقاض كنيسة بيزنطية وعدد من المواقع الصليبية ويعتقد أنها كانت مهد ميلاد السيدة مريم العذراء أم المسيح، وفقا للتقاليد المسيحية، وتحت الكنيسة كهف وتم الانتهاء من بناء الكنيسة في 1138 من قبل أردا، أرملة بالدوين الأول، أول ملك صليبي للقدس.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى