عربي ودولي

بعد انهياره عالميا.. خبراء يوضحون الآثار الاقتصادية على مصر والدول العربية من تهاوي أسعار النفط الأمريكي

بعدما سجلت أسعار النفط الأمريكي، اتفاعا في سعر البرميل، خلال التعاملات الصباحية اليوم، انخفضت الأسعار لتحت الصفر بنحو غير مسبوق حيث بلغ سعر البرميل 37.63 دولار تحت الصفر للبرميل، جاء ذلك بعدما انهار النفط الأمريكي بشكل تاريخي خلال الساعات الماضية.

وشهدت أسعار برميل النفط الأمريكي (تسليم مايو) في التعاملات الآسيوية، صباح اليوم، ما فوق الصفر على خلفية دفع المتعاملين للمشترين حتى يخلصوا السلعة التي فاضت بها الخزانات وندر الطلب عليها بسبب تفشي الوباء الصيني عالميا.

وحسبما ذكرت شبكة سكاي نيوز، بدأت التداولات الصباحية للنفط الخام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو بـ 0.56 سنتاً للبرميل، علما بأنّ العقود الآجلة لشهر مايو تنقضي الثلاثاء.

قال الدكتور رمضان أبو العلا أستاذ هندسة البترول ونائب رئيس جامعة فاروس، إن البترول الأمريكي في ضياع وليس في انهيار مشيرا إلى أن ما حدث من انخفاض وتراجع لقيمة البترول سوف يؤدي للقضاء على النساط في القطاع وتأثيرات سلبية حادة على الاقتصاد الأمريكي خاصة والدول المنتجة للفط بشكل عام، موضحا أن هبوط البترول الأمريكي يعتبر ظاهرة لأن الأسعار تحدد هناك تلقائيا.

وأضاف أبو العلا، في تصريحات صحفية، أن الهبوط الشديد ذلك بسبب المخزون الكبير لدى الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الكمية المعروضة ضخمة والمستثمرون يرغبون في التخلص منها وبمجرد التخلص منها سوف تعود الأسعار كما كانت لأن السعر الحالي غير حقيقي فتكلفة التنقيب والحفر والصناعة أعلى من ذلك بكثير.

وأوضحت الدكتورة بسنت فهمي عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب، أن أزمة البترول الأمريكي سوف تعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي مرة أخرى بالكامل، موضحة أن الأزمة لها تداعيات أبعد من الخسائر الأولية في النفط الأمريكي، موضحة أن الولايات المتحدة الأمريكية عادة ما تشتري النفط بأسعار رخيصة وتخزينه ومع أزمة توقف حركة الطيران أصبح هناك فائض كبير في المخزون إلى جانب أن البترول الأمريكي صخري، ما أسفر عن بيع البترول بالسالب في أجل مايو المقبل.

وأشارت فهمي، إلى أن الوضع الاقتصادي في تلك المرحلة خطير كون هناك العديد من الدول تبني اقتصادها على البترول خاصة دول الخليج وروسيا، وهو ما سوف يضع العالم أمام اقتصاد جديد يخرج من حيز العولمة إلى العالمية إلى جانب النمو في الاقتصاد التشاركي.

وهو ما رفضه أستاذ البترول في جامعة فاروس الدكتور رمضان أبو العلا، مشيرا إلى أن استمرار الأوضاع على ذلك النحو التاريخي من تهاوي الأسعار غير ممكن، بسبب استثمارات شركات البترول العالمية التي لها العديد من الاستثمارات القوية التي تؤثر على صناعة القرارات في العالم، مضيفا أن ما يحدث من تهاوي لأسعار البترول سوف يؤدي بالطبع لانهيارات اقتصادية في دول الخليج وشركات البترول العالمية والأمريكية وذلك بالطبع لن يحدث بحد أقصى سوف تكون أزمة عارضة لشهرين أو 3 أشهر.

وأضاف أن الأسواق الخليجية واعية وقادرة على التعامل مع الصدمات، ورغم ما قد يتبع التهاوي الحاد في سعر البترول الأمريكي من آثار سليبة على السوق الخليجي إلا أن تلك الأسواق قادرة على المقاومة ولديها مخزون استراتيجي من العملة الصعبة لفترات طويلة.

جدير بالذكر أن اللجنة المشكلة بقرار من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، تستهدف تعديل أسعار بيع بعض المنتجات البترولية في السوق المحلية، كل 3 أشهر ارتفاعًا وانخفاضًا، في حدود نسبة 10% من الأسعار السارية، والإبقاء على تثبيتها دون تغيير، وفقًا للتطور الذي يحدث للسعر العالمي لبرميل خام برنت، وتغير سعر الدولار أمام الجنيه.

وكانت أسعار عقو خام البترول الأمريكي “نايمكس” انهارت لأقل من صفر، للمرة الأولى في التاريخ حيث بلغت نحو -40 دولارا للبرميل متراجعة 300%، جاء ذلك على خلفية عقود بيع البترول لشهر مايو، الخاصة بالسوق الأمريكي، إذ أن خام البترول العالمي “برنت” رغم انخفاضه لكنه لا يزال في حدود 26 دولار للبرميل، وهو المرجع الأكثر اعتمادا في سوق النفط العالمي.​

في ساعة متأخرة من مساء الاثنين هوى سعر برميل النفط الأمريكي في العقود الآجلة لاستحقاق مايو إلى 11 دولارًا، قبل أن يستقر دقيقتين عند دولار واحد فقط، ليواصل سقوطه إلى سالب 3.7 دولار، قبل أقل من خمس دقائق، ليقبع في الهاوية عند سالب 37 دولارًا للمرة الأولى في تاريخه حتى كتابة تلك السطور.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى