عربي ودولي

تحليل عن تعامل الدول مع الوباء.. كيف أظهر كورونا فشل العديد من قادة العالم؟

تعد من الأمور السابقة لأوانها هي محاسبة قادة دول العالم على مجمل ردود أفعالهم لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، حيث أنه من المحتمل أن تستغرق دورة حياة فيروس كورونا العديد من السنوات، ولكن من الواضح أن هناك تباين في تصرفات وسرعة استجابة قادة العالم لمواجهة جائحة “كوفيد 19”.

وقد كتب أحد كبار كتاب وكالة “بلومبرج” للأنباء مارك شامبيون تحليل شامل عن تعامل قادة دول العالم مع جائحة كورونا المستجد، حيث قال، “إنه إذا كان ثمة قائد يعاني من ضعف سياسي، فإن جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، قادر على كشف هذا الأمر”.

كورونا تظهر إدمان السرية على الإضرار في الصين

أعلن مارك شامبيون خلال تحليله لـ تصرفات قادة العالم ضد جائحة كورونا المستجد “كوفيد 19″، أن الفيروس قد كشف عن إدمان سرية الإضرار، التي قد شارك فيها بشكل فعلي مسؤولين محليين في الصين، ورئيس الصين شي جين بينغ على السواء.

الأسلوب المتبجح لرئيس وزراء بريطانيا في التعامل مع الفيروس كلفة إضاعة الوقت

كما أضاف مارك شامبيون أن الأسلوب “المتبجح” المتبع من بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا في التعامل مع فيروس كورونا المستجد قد كلفه إضاعة الوقت، بل كاد أن يكلفه هو حياته.

أسلوب ترامب الفوضوي في الإدارة وتسييس تفشي الفيروس عرقل القيام برد فعل فيدرالي

وأوضح كاتب وكالة “بلومبرج” أن الأسلوب الفوضوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الإدارة وتسييس تفشي فيروس كورونا قد عرقل القيام برد فعل فيدرالي منسق، وأكد لكنه ليس من الواضح خلال الوقت الراهن إذا كان الناخبين سوف يعتبرون الفوضى الناجمة عن تصرفات دونالد ترامب فشلاً منه عندما يقررون ما إذا كانوا سوف يعيدون انتخابه في الثالث من نوفمبر القادم 2020 أم لا.

جائحة كورونا سوف تكلف الاقتصاد العالمي 6 تريليون دولار

بالاعتماد على السيناريوهات المتفائلة بالنسبة لأعداد المتعافين من فيروس كورونا المستجد، فإنه يتوقع بناءاً على التقديرات التي أعلنت عنها “بلومبرج” الاقتصادية فإن جائحة فيروس كورونا المستجد سوف تكلف الاقتصاد العالمي ما يقرب من 6 تريليون دولار أمريكي.

وقد تم تغطية العديد من التأثير السياسي الناجم عن الأخطاء حتى الوقت الراهن باستخدام أسلوب” الاحتشاد الوطني”، الذي عمل على توفير الحماية للقادة ضد الانتقادات، مع وجود بعض الاستثناءات القليلة ، كما شهد ارتفاع شعبية البعض، وهو نمط مألوف متبع خلال أوقات الحروب.

أوضح مارك شامبيون، أنه قد أصبح خلال الوقت الراهن يتم توجيه الانتقادات علانية للقادة، وعلى سبيل المثال، فقد وجه زعيم حزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر، انتقادات لاذعة خلال الوقت السابق لـ بوريس جونسون أمام البرلمان البريطاني، وقد اتهمه بالتقصير.

والفرق واضح بين جهود بوريس جونسون الأولى لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، وجهود ألمانيا، تحت قيادة المستشارة أنجيلا ميركل، فقد تم اكتشاف فيروس كورونا في كلا الدولتين مع نهاية شهر يناير السابق 2020، مع حلول شهر مارس، وهو الوقت الذي كان لا يزال بوريس جونسون يستعرض فيه المصافحة وسط الجموع، كانت ألمانيا قد أعلنت رسمياً عن رفع حالة الطوارئ بالنسبة للأجهزة الوقائية وتقوم بتطوير اختبارات من أجل إنتاج لقاح على نطاق واسع، وفي الوقت الراهن، يبلغ عدد حالات الوفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا  المستجد في المملكة المتحدة 4 أمثال العدد في ألمانيا.

رد فعل الصين بشأن كورونا كشف نقطتي ضعف لدى الرئيس شي

وكشف رد فعل الصين بشأن جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” عن نقطتي ضعف رئيسيتين لدى الرئيس الصيني شي جين بينغ، ونظام الحزب الواحد الذي يتزعمه، تبعاً لما أعلن عنه لويلى لام، الأستاذ المساعد في مركز الدراسات الصينية بجامعة هونج كونج.

وقد أكد أن نقطة الضعف الأولى في الرئيس الصيني، هي الافتقار إلى الشفافية، بداية من المسؤولين الأدنى الذين قد اتسموا بالتردد في الإعلان عن الأنباء أو نقل الأنباء السيئة إلى القيادات العليا خوفاً من فقدانهم لوظائفهم ، إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، وغيره من قادة الحزب الواحد، الذين قد أصروا على إعلان النجاحات فقط.

يرى مارك شامبيون أن تلك التأخيرات في الإعلان عن الأنباء السيئة بشأن كورونا في الصين هي التي تسبب في التأخر في التعامل مع المرض قبل إمكانية انتشاره خارج الصين، وقد كلفت الرئيس الصيني الكثير فيما يتعلق بالقوة الناعمة الدولية، وبحسب ما يرى لويلي لام، عن قبضة الرئيس الصيني الحديدية على المؤسسات بالصين، “أنه مازال يتمتع بنفوذ واسع، كما كان دائما”.

أما بالنسبة لنقطة الضعف الثانية التي كشفتها أزمة جائحة كورونا في الصين، هي أن اعتماد الحزب الشيوعي الصيني على النمو الاقتصادي السريع من أجل الحفاظ على شرعيته، يمكن أن يكون هذا الأمر ضاراً، لأن أي كساد عالمي قد يؤدي لاستحالة تحقيق رخاء كبير.

الهند يعاني رئيس الوزراء من انتقادات بسبب تأخر حكومته في اتخاذ إجراءات مبكرة بشأن كورونا

وبالنسبة للوضع في الهند، فما زال إلى الوقت الراهن يعاني رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي من انتقادات لاذعة بسبب تأخر حكومته في اتخاذ إجراءات مبكرة بشأن فيروس كورونا، على الرغم أن رئيس وزراء الهند مازال يتمتع بتأييد شعبي قوي جداً، بالرغم من الصعاب الاقتصادية بسبب الإغلاق الذي دام 50 يوماً الأمر الذي بدأت تؤثر على الأوضاع في الهند.

رئيس البرازيل مازال يواصل إنكاره لـ خطورة فيروس كورونا

بالنسبة للوضع في البرازيل، يبدو الرئيس جاير بولسونارو، مازال يواصل إنكاره لـ خطورة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”. كما أقال وزير صحة، واستقال وزير صحة أخر في خضم أزمة كورونا، كما اشتبك مع حكام الأقاليم بشأن قيود الإغلاق، مما يظهر افتقاره بشكل تمام لتجربة الإدارة.

وتعد القيادة مجرد عامل قد يفسر الاختلافات الكبيرة بشأن تأثير فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في مختلف الدول.

عوامل مؤثر في تعامل الدول من جائحة كورونا

هناك بعض من العوامل الهامة والمؤثرة في تعامل الدول مع جائحة كورونا المسجد، وهي:

  • من أهم تلك العوامل للتعامل مع أزمة كورونا المستجد، ما إذا كان للدول تجربة حديثة مع وباء مماثل لكورونا أم لا، وهو من أهم الأسباب وراء ميل الدول بقارة آسيا واستراليا إلى أن تكون أكثر رسوخاً في ردود فعلها حيال كورونا المستجد.
  • التركيبة العمرية للسكان.
  • الكثافة السكانية.
  • قدرة النظام الصحي والثقافي في الدول.

تعرضت سمعة الرئيس الروسي لهزات بسبب كورونا

في روسيا فقد تعرضت سمعة فلاديمير بوتين الرئيس الروسي بالنسبة لإدارة الأزمات لهزات، وليس هذا بسبب معدل الإصابات أو الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، حيث أن الغضب يتزايد بسبب الإضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي، الذي يتوقع أن يسجل تراجعاً بنسبة مئوية تصل إلى 5.5% خلال العام الراهن 2020، خلال الوقت الذي تعاني فيه خزانة الحكومة الروسية بسبب ضعف الإيرادات من البترول، والذي يزيد الأمر سوءاً بسبب حرب الأسعار التي تخوضها روسيا مع السعودية، بالإضافة إلى العقوبات المفروضة على روسيا منذ ضم موسكو لشبه جزيرة القرم خلال عام 2014.

كما أن رئيس روسيا فلاديمير بوتين ليس قادراً، أو غير مستعد، من أجل صرف أموال كافية لمواجهة الوضع السيء الراهن.

كيف تعاملت فرنسا مع أزمة كورونا؟

يعد الوضع في فرنسا، كما هو الحال في بعض من الدول الأخرى، حيث يصعب الفصل بين أخطاء القيادة وبين أخطاء الدولة. وحيث أعلن مسؤول فرنسي سابق بوزارتي الدفاع والخارجية فرانسوا هيسبورج، إن فرنسا قد قامت، بناءاً على توصية من لجنة كان عضواً فيها من أجل وضع الاستعدادات للأوبئة بعد وباء سارس، الذي هدد دول أوروبا خلال عام 2003، بتخزين ما يقرب من 1.25 مليار كمامة، ضمن الإجراءات الطبية الأخرى، ولكن فرنسا لم تحافظ على مخزون الكمامات الذي كان يتناقص عبر السنين.

وبدلاً من الاعتراف بوجود خطأ عندما هجم فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” خلال العام الراهن 2020، فقد قضت الحكومة الفرنسية أسابيع تجادل بأن الكمامات ليست من الأمور الضرورية بمعركة فيروس كورونا المستجد في آسيا، وأكد المسؤولين أن الكمامات ليست ذات نفع كبير في تلك الأزمة.

ويقول مارك شامبيون، “يبدو أن أسلوب الرئيس إيمانويل ماكرون الامبراطوري في الحكم فاقم ضعفاً عميقاً في “الحمض النووي” للدولة الفرنسية”.

إقرأ الاتحاد الأوروبي يحذر من موجة جديدة لكورونا في الشتاء القادم

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى