عربي ودولي

كيف تملأ إثيوبيا خزان سد النهضة؟

أظهرت صور من أقمار صناعية التقطت بين 27 يونيو و12 يوليو الحالي، زيادة مطردة في كمية المياه التي يحتجزها سد النهضة الأثيوبي، الذي شيد على النيل الأزرق في إثيوبيا.

كمية المياة التي تزيد يوما بعد يوم أثارت غضب دولتي المصب مصر والسودان، حيث إن إثيوبيا لم تتفق بعد على الجدول الزمني لملء سد النهضة في المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود.

كانت وسائل الإعلام الحكومية في إثيوبيا تراجعت عن تقارير أشارت إلى أنه يجرى ملء سد النهضة عمدًا، إلا أن كل ذلك يُعطي انطباعا خاطئًا بأن ملء سد النهضة أشبه بملء حوض استحمام، وأن إثيوبيا يمكنها تشغيل وإيقاف الصنبور بحسب رغبتها.

هل عملية الملء لا يمكن إيقافها؟

لا يمكن إيقاف عملية ملء الخزان الموجود خلف السد بشكل طبيعي خلال موسم الأمطار في إثيوبيا، والذي بدأ في يونيو ويستمر حتى سبتمبر المقبل.

وقال الدكتور المتابع للمشروع الضخم الذي يبلغ تكلفته نحو 4 مليارات دولار منذ عام 2012، كيفين ويلر، في تصريحات لـ”بي بي سي”، إنه عند أخذ المرحلة التي وصلت إليها عملية بناء السد في الاعتبار، فإنه لا يوجد أي شيء يمكن إيقاف ملء الخزان إلى أدنى نقطة في السد، مشيرا إلى أنه منذ بداية العمل في عام 2011 لبناء السد على نهر النيل الأزرق، استمرت المياه في التدفق عبر موقع البناء الضخم.

وأوضح أن البنائين عملوا على بناء هياكل ضخمة على جانبي النهر دون أي مشكلات، وعندما وصل البناء إلى الوسط، حول مجرى النهر عبر قنوات أو أنابيب، خلال موسم الجفاف، للسماح ببناء هذا القسم، موضحا أن الجزء الأسفل من القسم الأوسط اكتمل، ويتدفق النهر حاليًا من خلال قنوات جانبية تقع قرب أساس الجدار.

وأوضح الدكتور ويلر أنه مع بدء الشعور بأثر موسم الأمطار في موقع السد، فإن كمية المياه التي يمكن أن تمر عبر هذه القنوات ستكون قريبًا أقل من كمية المياه التي تدخل المنطقة، ما يعني أنها ستوفر احتياطي مياه تصبه في البحيرة القابعة خلف السد، مشيرا إلى أنه يمكن للسلطات الإثيوبية إغلاق بوابات بعض القنوات لزيادة كمية المياه المحتجزة، لكن ذلك قد لا يكون ضروريًا.

وستكون مراحل تخزين المياه كالتالي، ففي السنة الأولى سيخزن السد نحو 4.9 مليار متر مكعب من المياه؛ لتصل إلى ارتفاع يوازي أدنى نقطة على جدار السد، وهو ما يمنح إثيوبيا فرصة لاختبار أول مجموعة من التوربينات التي تولد الطاقة الكهربائية، ويبلغ إجمالي التدفق السنوي للنيل الأزرق، في المتوسط، نحو 49 مليار متر مكعب من المياه، أما في موسم الجفاف، ستنحسر البحيرة قليلًا، وهو ما يسمح بإكمال بناء جدار السد، وفي السنة الثانية سيجرى حفظ نحو 13.5 مليار متر مكعب أخرى.

وأكد أن المياه سوف تصل إلى مستوى المجموعة الثانية من التوربينات، بحلول ذلك الوقت، وهو ما يعني أنه يمكن إدارة تدفق المياه بشكلٍ يمكن التحكم فيه أكثر، وذكرت إثيوبيا أن الأمر سيستغرق من 5 إلى 7 سنوات لملء السد إلى أقصى سعة لموسم الفيضانات حيث تبلغ قدرته الاستيعابية 74 مليار متر مكعب.

ويمكن أن تغطي البحيرة التي سيجرى إنشاؤها نحو 250 كيلومترا في المنطقة الواقعة أعلى النهر، وفي الفترة بين موسم الفيضان والموسم الذي يليه سيجرى تخفيض ما يحتجزه الخزان إلى نحو 49.3 مليار متر مكعب من المياه.

يأتي اعتراض مصر على ملء خزان السد، التي تعتمد بشكلٍ شبه كامل على مياه النيل في احتياجاتها المائية لشعورها بالقلق، إذ تخشى ألا تضمن أن تحصل على كمية المياه التي اعتادت الحصول عليها، في معظم السنوات التي سيجرى خلالها ملء بحيرة السد.

وتظل إثيوبيا “متحفظة” تجاه التقيد برقم معين لكمية المياه التي يجب مرورها بعد انتهاء مرحلة ملء الخزان، وتشغيل السد بالكامل، والذي سيكون أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وفي السنوات التي يكون فيها معدل الأمطار عاديًا أو فوق المتوسط لا يتوقع أن تكون هناك مشكلة، لكن مصر قلقة بشأن ما قد يحدث، خلال فترات الجفاف الطويلة، التي يمكن أن تستمر لعدة سنوات.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى