عربي ودولي

إثيوبيا ترد بقوة على تصريحات ترامب بشأن إمكانية تفجير سد النهضة

فاجأت حكومة دولة إثيوبيا العالم بأكمله بعد الطريقة التي ردت بها الفعل على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بشأن إمكانية قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتفجير سد النهضة في حالة عدم التزام دولة إثيوبيا بالتوصل إلى اتفاق ثلاثي مع دول المصب أي مصر والسودان قبل عملية ملء وتشغيل السد.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد إثيوبيا في الفترة الماضية في حالة حدثت أي انتهاكات من جانبها بشأن الاتفاق المتعلق بأزمة سد النهضة، حيث يرى الرئيس الأمريكي أن تشغيل السد بدون ضمانات أمنية لكلاً من مصر والسودان قد يؤدي إلى حدوث كوارث للدولتين من ناحية الموارد المائية.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مياه نهر النيل تعتبر بمثابة شريان الحياة الرئيسي لأكثر من 100 مليون مواطن مصري، لذلك لن يكون أمام الولايات المتحدة الأمريكية أي خيار آخر سوى تدمير السد في حالة عدم التزام الجانب الإثيوبي.

وشدد أيضًا خلال تصريحاته على أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يلوم الدولة المصرية بسبب الانزعاج الذي أبدته في أكثر من مناسبة سابقة بخصوص سد النهضة، ويكفي الإشارة فقط إلى أن سد النهضة سوف يمنع وصول مياه نهر النيل إلى أرض الدولة المصرية.

ولم يقتصر الأمر فقط على هذه التصريحات النارية من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية كان قد أعلنت في فترة سابقة عن قطع كل المساعدات المالية التي تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات الأمريكية والتي كان يتم إرسالها بشكل دائم خلال السنوات الماضية إلى دولة إثيوبيا من أجل مساعدة الحكومة هناك على توفير حياة كريمة للشعب الإثيوبي.

وجاء الرد من إثيوبيا بشكل لم يتوقعه أي أحد على الإطلاق، حيث أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية عن استيائه الشديد من هذه التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا في الوقت ذاته أن هذه التصريحات لا أهمية لها على الإطلاق بالنسبة إلى الدولة الإثيوبية التي تسعى إلى استغلال مواردها الطبيعية في عملية التنمية.

يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ترعى اتفاق ثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا على مدار عدة أشهر ماضية، ولكن الجانب الإثيوبي انسحب بشكل مفاجئ من المفاوضات اعتراضًا منه على تدخل أمريكا من الأساس في الموضوع إضافة إلى رفضه العديد من البنود التي تضمنها ذلك الاتفاق الثلاثي.

ولا يعتبر ذلك الانسحاب من جانب دولة إثيوبيا الأول من نوعه، نظرًا لأن الاتحاد الإفريقي حاول بدوره أن يخوض مرحلة مفاوضات جديدة تحت إشرافه بين الأطراف المعنية على مدار الأشهر القليلة الماضية، ولكن الجانب الإثيوبي لا يزال متعنتًا بشدة مما أدى إلى تعطل المفاوضات في أكثر من مناسبة.

واستمر الجانب الإثيوبي في عملية استفزاز الجانب المصري وكافة الأطراف الأخرى في الساعات الماضية، بعد التغريدة التي نشرها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث أكد فيها أن الدولة الإثيوبية سوف تواصل بناء سد النهضة مهما كانت الظروف.

وترى دولة إثيوبيا أن تحريض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا من أجل اندلاع حرب في المنطقة بين مصر وإثيوبيا لا يعكس حجم الشراكة التاريخية بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين إثيوبيا، حيث استمر التحالف الاستراتيجي بين البلدين على مدار سنوات طويلة ماضية.

ولا تزال الدولة المصرية من جانبها تتمسك بكل قوة بكافة حقوقها في مياه نهر النيل من أجل الحفاظ على حياة أكثر من 100 مليون مواطن مصري.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى