مسؤول يكشف سر ارتفاع أسعار الدواجن والبيض في مصر

سجلت أسعار الدواجن والبيض بالأسواق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الراهنة، وأرجع المسؤولين عن صناعة الدواجن في البلاد السبب في ارتفاع الأسعار لرغبة أصحاب المزارع في تعويض خسائرهم السابقة بأي شكل، بالإضافة لعدم تحديد الدولة لسعر عادل.

أسعار الفراخ اليوم بمصر

اقترب سعر كيلو الفراخ البيضاء التي تعد أكثر مبيعًا بالأسواق المحلية من مستوى 100 جنيه “أي ما يزيد عن 3 دولارات بقليل”، بينما كان السعر قبل أسبوع واحد أقل من 70 جنيه، إلى جانب ارتفاع أسعار كرتونة البيض “30 بيضة” لمستوى 135 جنيه، وكانت بداية شهر فبراير بأقل من 100 جنيه.

تعتبر أسعار أرجل وهياكل الفراخ، هي الأقل قيمة على الإطلاق وقليلًا ما يقبل على شرائها المواطنين، وعلى الرغم من هذا ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ حيث سجل سعر الكيلو 50 جنيه.

صرح المهندس عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالقاهرة، عن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الدواجن والبيض خلال الفترة الراهنة، حيث أكد أن ارتفاع الأسعار السبب فيه رغبة التجار وأصحاب المزارع في تحقيق أكبر قدر من الاستفادة وتحقيق المكاسب لتعويض خسائرهم خلال الفترة السابقة، مما جعلهم يبيعون السلعة بأسعار مبالغ فيها وبعيدة تمامًا عن سعر التكلفة الحقيقية.

أسباب أخرى لغلاء أسعار الدواجن والبيض بالأسواق المحلية

وهناك مجموعة من الأسباب الأخرى التي أدت لارتفاع أسعار الدواجن والبيض بالأسواق المحلية، ومنها:

• ارتفاع أسعار الأعلاف، حيث سجل سعر طن الذرة منذ أيام 16.000 جنيه بدلًا من 13.000 بزيادة 3000 جنيه في الطن.
• ارتفاع سعر طن صويا العلف لمستوى 30.000 جنيه بدلًا من 24.000 جنيه.
• إجراءات الحكومة لحل تلك الأزمة مقتصرة على مناشدة المستوردين بمراعاة الأسعار من أجل المواطنين، ولكن المطلوب منهم محاسبة من يغالون في الأسعار سواء أسعار الأعلاف أو أسعار المنتج النهائي الدواجن والبيض.

وشدد رئيس شعبة دواجن القاهرة أنه حتى مع ارتفاع أسعار الأعلاف المتمثلة في زيادة أسعار الذرة والصويا، فإن أسعار بيع الدواجن والبيض مبالغ فيها جدًّا، ولا تراعي مطلقًا ظروف المواطنين من فئة محدودي الدخل.

وأوضح، أنه كثيرًا ما تم مخاطبة وزارة الزراعة باعتبارها الجهة المختصة والمسؤولة من قبل الحكومة لحل تلك الأزمة بضرورة تحديد أسعار الأعلاف، ومنتجات الدواجن لتكون عادلة وقريبة من التكلفة الحقيقية، ولكن الوزارة دائمًا ما ترد بأن المسألة خاضعة للعرض والطلب.

وأضاف وحين يتم مخاطبة أصحاب المزارع لخفض الأسعار وتحديد سعر عادل، يتعللون أين كانت الغرفة حين كانوا يعانون من الخسائر ويبيعون بسعر أقل من سعر التكلفة في حين أن الحكومة في ذلك الوقت تقول أنها مسألة للعرض والطلب، وخلال الوقت الراهن العرض قليل والطلب أكبر بكثير.

وشدد رئيس شعبة دواجن القاهرة، أنه حينما كانت هناك أزمة في أعلاف كانت الشعبة تتضامن مع أصحاب المزارع بسبب ما يعانون من خسائر، ولكن خلال الفترة الراهنة تم حل أزمة الأعلاف ولكن أصحاب المزارع والتجار يغالون في الأسعار ولديهم رغبة عارمة في تعويض خسائرهم السابقة من خلال تحقيق مكاسب خيالية، وأهاب بالجميع على ضرورة الوقوف مع المواطن في تلك اللحظة لأنه لن يتحمل كل هذا الضغط.

ويجدر هنا الإشارة إلى أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تعلن بشكل يومي عن الإفراج عن آلاف الأطنان من أعلاف الدواجن التي كانت متكدسة بالموانئ خلال الفترة السابقة بسبب نقص الدولار، والتي دفعت ببعض أصحاب المزارع لقتل الكتاكيت لعدم وجود أعلاف تبعًا لتصريحات الخبراء فإن هذا هو السبب الأساسي لتفاقم أزمة أسعار الدواجن والبيض بالبلاد خلال الفترة الراهنة.

جهود الحكومة لحل أزمة ارتفاع أسعار البيض والدواجن

تبذل الحكومة خلال الفترة الراهنة العديد من الإجراءات لحل أزمة ارتفاع أسعار الدواجن والبيض خلال الوقت الراهن، وكان أخرها إصدار القرار الأخير عن مجلس الوزراء بتأجيل سداد مزارع الدواجن من الضريبة العقارية لمدة 3 سنوات، ورد رئيس اتحاد منتجي الدواجن بمصر محمود العناني إن هذا القرار الوزاري لن يحل أزمة الأسعار الحالية.

وأوضح أن هذا القرار الوزاري سيؤدي لخفض تكاليف الدورة الإنتاجية، ولكنه لن يؤدي لتراجع أسعار الدواجن والبيض، حيث أن ارتفاع أسعارها بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف لن يتم حل تلك الأزمة إلا إذا تم توفير الأعلاف بأسعار مناسبة.

كما أعلن طارق سيلمان رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، أن سبب زيادة الأسعار هي التبعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية وقبلها أزمة فيروس كورونا، مما نتج عنهما زيادة كبيرة بأسعار مدخلات الإنتاج خصوصًا المستوردة مثل زيادة أسعار الأعلاف، والتي ارتفع بعضها بنسبة تزيد عن 200%.

وشدد على أن زيادة المنتج النهائي لم تتخطى نسبة 30% مقارنة بنسبة زيادة أسعار مدخلات الإنتاج، وأوضح أن الظروف الاقتصادية العالمية أدت لزيادة الأسعار بطريقة غير مبررة ومربى الدواجن يرغبون في تحقيق المكاسب وإلا سيتم هجر تلك الصناعة الاستراتيجية وإلا ستكون النتائج كارثية بحيث سيتم الاعتماد على الاستيراد فقط داخل السوق المحلي، ووقتها ستتضاعف الأسعار إلى ما لا نهاية.

وأكد طارق سليمان، على أن وزارة الزراعة تبذل جهود مضنية من أجل توفير الأعلاف لتلك الصناعة الاستراتيجية، إلى جانب العمل على توفير الدواجن والبيض بمنافذها بأسعار أقل بكثير عن القطاع الخاص بنسبة 25%، وأضاف على الرغم من الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة المفروضة على الجميع إلا أن السلع مازالت متوفرة بالسوق المحلي ولم يحدث أي نقص مثلمان حدث ببعض الدول الأخرى، حيث أن الدولة حريصة على توفير السلع وتشديد الرقابة على الأسعار لمنع المبالغة فيها.

ونصح طارق سليمان جميع المواطنين بضرورة مقاطعة التجار الذين يغالون في الأسعار والإبلاغ عنهم والامتناع من النهم بشراء السلع وتخزينها خوفًا من نقصها، لأنه لن يحدث نقص، حيث أن هذا السلوك يؤدي لزيادة الأسعار بشكل أكبر.

إقرأ بعد ارتفاعها لمستويات غير مسبوقة.. إجراءات عاجلة من الزراعة للسيطرة علي أسعار الدواجن في مصر