أصدر المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الاقصر قرار بتعديل تعريفة المواصلات الجديدة الأجرة والسيرفيس بمحافظة الاقصر ، بعد ارتفاع اسعار المحروقات والمواد البترولية رسمياً في الاسواق ، وقد صرح بضرورية الزام جميع السائقين بالتعريفة الجديدة ، كما تم اطلاق حملات مشددة بالتنسيق مع إدارة مرور المحافظة ومديرية التموين لضبط المخالفين والتأكد من الاتزام التام بجميع الاسعار المعدلة .
التعريفة الجديدة في الأقصر
اعتمد المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، زيادة تعريفة ركوب سيارات الأجرة بنسبة تتراوح بين 10% إلى 15%، وذلك اعتبارًا من اليوم. وقد تم التنبيه على ضرورة وضع التعريفة الجديدة في مكان واضح داخل السيارات، مع فرض عقوبات على أي مخالفات تتعلق بالتعريفة أو عدد الركاب أو الالتزام بخطوط السير المرخصة.
أمثلة على التعريفة الجديدة:
خط الحبيل: 3.5 جنيه
خط العشي: 4.5 جنيه
خط الأرصاد: 4 جنيه
خط منشأة العماري: 3.5 جنيه
خط أبو طربوش أبو عامر: 4 جنيه
خط الزينية: 3.5 جنيه
الواقع الجديد: تفاصيل التعريفة وتأثيرها المباشر
المواصلات السياحية: صدمة مرتقبة
العبّارات النيلية: ارتفعت تعريفة الرحلة الواحدة بين الضفتين إلى 20 جنيهاً (مقابل 10 جنيهات سابقاً)، مع فرض رسوم بيئية إضافية (5 جنيهات) لدعم مشاريع تنظيف النيل.
الكارو الحصاني: شهدت عربات الخيول السياحية زيادة بنسبة 40%، ليصبح سعر الجولة القصيرة 50 جنيهاً، في محاولة لتعويض تكاليف العلف المرتفعة.
النقل المحلي: تفاوت بين المناطق
التوك توك الكهربائي: حافظت التعريفة على استقرار نسبي (5-10 جنيهات) بفضل الدعم الحكومي لشحن البطاريات، بينما ارتفع سعر التوك توك التقليدي إلى 15 جنيهاً للرحلة.
الميكروباصات: أُعيد تنظيم الخطوط لتربط القرى النائية بالمركز، مع تطبيق نظام ديناميكي يعتمد على كثافة الركاب (3-8 جنيهات).
السياق الفريد للأقصر: بين السياحة والواقع المحلي
التناقض الاقتصادي
بينما يستطيع السائح الأجنبي تحمل الأسعار الجديدة، يعاني 65% من سكان الأقصر من انخفاض الدخل، حيث تشكل تكاليف المواصلات 30% من مصروفات الأسر ذات الدخل المحدود.
مشروع “الأقصر الخضراء”
كجزء من مبادرة 2030، بدأت المحافظة في استبدال 50% من مركباتها الحكومية بسيارات كهربائية، مع إنشاء 15 محطة شحن تعمل بالطاقة الشمسية. هذه الخطوة خفضت تكاليف تشغيل النقل الرسمي 25%، لكنها لم تُترجم بعد إلى تخفيضات للمواطنين.
استجابة مبتكرة: حلول تتجاوز رفع الأسعار
منصة “نيل موبايل” للتشارك في الرحلات
أطلقت المحافظة تطبيقاً يجمع بين سائقي المركبات السياحية والمواطنين في مسارات محددة، مع تقاسم التكلفة. النتيجة: خفض مصروفات التنقل 40% للمشاركين، وزيادة دخل السائقين 20%.
الدراجات التشاركية الذكية
بالشراكة مع شركة BikeNow الهولندية، وُزعت 500 دراجة كهربائية في 20 نقطة رئيسية، بتعريفة 3 جنيهات/30 دقيقة. المبادرة قللت الازدحام حول المعابد الأثرية بنسبة 15% خلال الأشهر الأولى.
القوارب الشمسية
بدأت جمعيات أهلية في تصنيع قوارب صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية لنقل السكان المحليين مجاناً، بتمويل من رسوم دخول السياح إلى المقابر الفرعونية.
التحديات الخفية: الجانب الاجتماعي المنسي
تصاعد النقل غير الرسمي
في قرى مثل القرنة وأرمنت، انتشرت عربات تجرها الحمير (الكارو الشعبي) كبديل رخيص، مما أعاد مشاهد من القرن الماضي وأثار أزمات مرورية.
صراع الأجيال
كبار السن من سائقي الكارو الحصاني يعانون من تراجع الطلب لصالح التوك توك الكهربائي، مع تهديد 35% منهم بترك المهنة.
القرارات المتخذة اليوم ستحدد ما إذا كانت الأقصر ستتحول إلى متحف مفتوح… أم تظلب قلباً نابضاً يدمج الماضي بالمستقبل بذكاء. في النهاية، التحدي الأكبر ليس في تسعير الرحلة، بل في ضمان أن تصل المدينة بأكملها إلى بر الأمان.