اندلعت حرائق ضخمة في مناطق غابية قرب القدس وبيت شيمش، حيث ساعدت رياح الخماسين القوية على انتشار النيران بسرعة كبيرة، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان المحليين. النيران اجتاحت مساحات واسعة من الغابات والأراضي الزراعية، وامتدت إلى مناطق سكنية ومستوطنات إسرائيلية قريبة من العاصمة المحتلة.
إخلاء بلدات وتحذيرات أمنية
مع تصاعد النيران، أصدرت الشرطة الإسرائيلية أوامر بإخلاء عدة بلدات تقع على بعد نحو عشرين كيلومتراً غرب القدس، منها إشتول ومسيلات تسيون، وذلك حفاظاً على سلامة السكان. كما اضطر العديد من السكان إلى ترك سياراتهم في الشوارع والمشي على الأقدام هرباً من النيران. تم إغلاق طرق رئيسية مثل الطريق السريع رقم 6 و38 و44 لتأمين المناطق المتضررة ومنع وقوع حوادث مرورية نتيجة الدخان الكثيف والحرائق.
جهود مكثفة لإخماد الحرائق
تشارك في عمليات الإطفاء أكثر من مئة طاقم من رجال الإطفاء من مختلف أنحاء إسرائيل، مدعومين بأكثر من 11 طائرة إطفاء وطائرة هليكوبتر، بالإضافة إلى وحدات الجيش التي انضمت لدعم جهود الإخماد. رغم هذه الجهود، لا تزال السيطرة على النيران صعبة بسبب الرياح الشديدة وارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من شدة الحريق.
إصابات بين رجال الإطفاء وتعبئة عامة
أصيب ثلاثة من رجال الإطفاء أثناء محاولتهم احتواء الحريق في جبال القدس، مما أدى إلى إعلان التعبئة العامة لجميع عناصر الإطفاء في البلاد لتعزيز القدرة على مواجهة هذه الكارثة. مفوض الشرطة وجه القوات بالاستعداد الكامل لمواصلة العمليات ليلاً باستخدام كافة الوسائل المتاحة، بما في ذلك المنظومة الجوية.
تأثير الحرائق على البنية التحتية
تسببت الحرائق في انقطاع مؤقت في خطوط الكهرباء وتعطيل حركة القطارات في مناطق مثل يفنه وأشدود وأشكلون، حيث اندلع حريق بالقرب من مسارات السكك الحديدية. هذا أدى إلى تأخيرات كبيرة في مواعيد القطارات وإلغاء بعضها حفاظاً على سلامة الركاب. كما أثرت الحرائق على جودة الهواء في القدس والمناطق المحيطة، مما دعا السلطات إلى إصدار تحذيرات صحية للسكان.
ردود فعل الحكومة الإسرائيلية
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تابع الموقف عن كثب من غرفة العمليات المركزية، وأعطى توجيهات بفتح قنوات اتصال مع دول مثل اليونان لطلب المساعدة الدولية في حال تفاقم الوضع. نتنياهو أكد على ضرورة اتخاذ إجراءات مشددة لمنع وصول الحرائق إلى القدس، وأشار إلى أن الحكومة تعمل على حماية المجتمعات السكنية في نطاق المدينة.
أسباب انتشار حرائق اسرائيل
يرجع الخبراء أسباب انتشار الحرائق إلى موجة الحر الشديدة التي تضرب المنطقة حالياً، بالإضافة إلى الرياح القوية التي ساعدت في تأجيج النيران ونقلها بسرعة إلى مناطق جديدة. الظروف المناخية الجافة ساهمت أيضاً في سهولة اشتعال الغابات والأحراش، مما جعل مهمة الإطفاء أكثر صعوبة.
مشاهد من الكارثة
انتشرت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات تظهر ألسنة اللهب تتصاعد من الغابات، ودخان كثيف يغطي السماء، وأشخاص يفرون من منازلهم وسط حالة من الفوضى والهلع. كما وثقت اللقطات محاولات رجال الإطفاء الجريئة للسيطرة على النيران باستخدام الطائرات والفرق الأرضية.
الخطر المستمر والتوقعات القادمة
رغم الجهود المبذولة، لا تزال الحرائق تشكل تهديداً كبيراً للمناطق المحيطة بالقدس والمستوطنات، مع توقعات باستمرار موجة الحر والرياح القوية خلال الأيام القادمة، مما قد يؤدي إلى توسع رقعة الحرائق. السلطات الإسرائيلية تواصل تعبئة الموارد وتنسيق الجهود مع دول صديقة لتوفير الدعم اللازم.
تشهد إسرائيل واحدة من أكبر موجات حرائق الغابات في تاريخها الحديث، حيث امتدت النيران بسرعة مهددة حياة السكان والبنية التحتية. الإخلاءات الواسعة وجهود الإطفاء المكثفة تعكس حجم الكارثة التي تواجهها البلاد، في ظل ظروف مناخية صعبة تزيد من تعقيد السيطرة على الحرائق. يبقى الأمل معلقاً على قدرة فرق الإنقاذ والدعم الدولي في احتواء هذه النيران قبل أن تتسبب في أضرار أكبر.
