سجل سهم فوري (FWRY) تذبذبًا ملحوظًا خلال الأسبوع الأخير من أبريل 2025، حيث تراوح بين مستويات 8.30 و9.70 جنيه مصري. تشير بيانات التداولات إلى حجم تداول يومي تجاوز 1.8 مليون سهم بقيمة 15.8 مليون جنيه، مع استمرار سيولة مرتفعة رغم التقلبات الحادة التي شهدتها البورصة المصرية بشكل عام.
التحليل الفني.. إشارات شراء قوية تصطدم بمقاومة تاريخية
كشف تحليل القوائم الفنية عن مؤشرات إيجابية لسهم فوري، حيث سجل مؤشر القوة النسبية (RSI) مستوى 75.166 في 27 أبريل، مما يضعه في منطقة التشبع الشرائي. بالمقابل، تشكل مستوى 9.70 جنيه مقاومة نفسية حرجة بعد محاولات متكررة لكسر هذا الحاجز، بينما يُنظر إلى دعم 8.30 جنيه كخط دفاع حاسم ضد موجات البيع المحتملة.
القيمة السوقية.. قفزة نوعية رغم التحديات
قفزت القيمة السوقية لشركة فوري لتقترب من 34.75 مليار جنيه، مسجلة نموًا ملحوظًا مقارنة بالأداء السابق. تُعزى هذه القفزة إلى توسع الشركة في خدمات الدفع الإلكتروني وزيادة حصتها السوقية، رغم التحديات التشريعية التي تواجه قطاع التكنولوجيا المالية في مصر.
المؤشرات المالية.. أرباح متنامية وأسعار مثيرة للجدل
أظهرت البيانات المالية لربع العام الثاني 2024 ربحية للسهم بلغت 0.38 جنيه، مع توقعات بارتفاع هذه النسبة خلال النصف الأول من 2025. تجدر الإشارة إلى أن القيمة الدفترية للسهم تقدر بـ1.14 جنيه، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان السعر الحالي يعكس القيمة الجوهرية أم أن السوق يتداول على التوقعات المستقبلية.
تحركات كبرى للمؤسسات.. صفقات مليارية تهز السوق
شهد السهم صفقات استثمارية ضخمة خلال الأشهر الأخيرة، أبرزها صفقة بقيمة 1.02 مليار جنيه في يونيو 2024، تلاها بيع مؤسسة “لينك هولدكو” لجزء من حصتها بقيمة 20.6 مليون جنيه. هذه التحركات تعكس استراتيجيات متباينة بين المستثمرين المؤسسيين، حيث يميل بعضهم لجني الأرباح بينما يرى آخرون إمكانات نمو طويلة الأجل.
السيولة النقدية.. محرك خفي وراء الصعود
تمتلك فوري هيكلًا ماليًا قويًا مع تدفقات نقدية مرنة، مدعومة بعمولات التحويلات الإلكترونية ورسوم الخدمات الرقمية. يشير تحليل القوائم المالية إلى قدرة الشركة على تمويل مشاريع التوسع دون اللجوء إلى الاقتراض بشكل مكثف، وهو ما يعزز ثقة المستثمرين خلال الفترة الحالية.
المنافسون الجدد.. تهديدات في أفق الصناعة
يواجه السهم ضغوطًا تنافسية متصاعدة مع دخول شركات ناشئة مثل “باي موب” و”أمان” إلى سوق الدفع الإلكتروني. رغم ذلك، تحتفظ فوري بميزة تنافسية من خلال شبكتها الواسعة التي تضم أكثر من 250 ألف نقطة خدمة على مستوى الجمهورية، وهو ما يصعب تكراره في المدى القصير.
التوقعات الفنية.. سيناريوهات مرجحة للشهر القادم
يطرح المحللون الماليون ثلاثة سيناريوهات محتملة:
الاختراق الصاعد في حال كسر مقاومة 9.70 جنيه، مع هدف أولي عند 10.50 جنيه.
التراجع التصحيحي نحو 7.80 جنيه إذا فشل السهم في الحفاظ على الدعم الحالي.
الاستقرار النسبي بين قناتي 8.30 و9.20 جنيه في ظل انتظار المحفزات الأساسية.
رؤى المستثمرين.. بين التفاؤل الحذر والمخاوف المشروعة
أظهر استطلاع غير رسمي شمل 50 محللاً مالياً:
55% يوصون بالشراء على المدى المتوسط.
30% يفضلون المراقبة حتى اتضاح الرؤية.
15% يتوقعون تصحيحًا وشيكًا بناءً على مؤشرات المبالغة في التسعير.
العوامل الجغرافية السياسية.. متغيرات خارجية مؤثرة
تؤثر التطورات الاقتصادية الإقليمية، مثل مفاوضات صندوق النقد الدولي وتقلبات سعر الصرف، بشكل غير مباشر على أداء السهم. يُلاحظ أن ارتفاع سعر الدولار فوق 51 جنيهًا يزيد من تكاليف الشركات التكنولوجية المعتمدة على استيراد الخوادم والبرمجيات، مما قد يضغط على هوامش الربح خلال الربع الثالث.
معادلة صعبة بين المخاطرة والفرصة
يظل سهم فوري أحد أكثر الأصول إثارة للجدل في البورصة المصرية، حيث يجذب المستثمرين بآفاق النمو الواعدة في قطاع المدفوعات الرقمية، بينما يحذر المتشائمون من مخاطر التشبع السوقي والتقلبات التنظيمية. القرار الاستثماري الأمثل حالياً يتطلب مراقبة دقيقة لمؤشرات السيولة المؤسسية وتطورات هيكل المساهمين خلال الأسابيع المقبلة.
ملاحظة أخيرة: تشير البيانات إلى أن الإقبال على السهم قد يرتفع مع إعلان الشركة عن خططها للتوسع الإقليمي وشراكاتها الجديدة في مجال التكنولوجيا المالية، وهو ما قد يشكل نقطة تحول في مسار السعر خلال النصف الثاني من 2025.
