تشهد مصر في الآونة الأخيرة موجة من الارتفاعات الحادة في سعر الدولار بالسوق السوداء، حيث وصل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلى مستويات غير مسبوقة. يأتي هذا الارتفاع وسط تحديات اقتصادية متعددة تعاني منها مصر، بدءًا من التضخم مرورًا بالتحديات المالية العالمية، وصولًا إلى تأثر العرض والطلب على العملات الأجنبية في السوق المحليةع سعر الدولار في السوق السوداء
يعود ارتفاع الدولار في السوق السوداء إلى عدة عوامل، أبرزها التفاوت الكبير بين العرض والطلب على الدولار الأمريكي. رغم محاولات البنك المركزي توفير الدولار بسعر ثابت رسمي، إلا أن العرض لم يتمكن من تغطية الطلب المتزايد، ما دفع المستوردين والمستثمرين للجوء إلى السوق السوداء. هذا التفاوت يعزى جزئيًا إلى ضعف الاستثمارات الأجنبية وتراجع السياحة، ما أثر سلبًا على احتياطيات النقد الأجنبي .
تأثيرات سعر الدولار علي المواطن ومستوى المعيشة
تتسبب زيادة سعر الدولار في السوق السوداء بارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما يزيد من معاناة المواطن العادي في ظل ارتفاع تكلفة المعيشة. تعاني الأسر المصرية من ضغط اقتصادي متزايد، حيث أن ارتفاع أسعار السلع الضرورية يؤثر بشكل مباشر على ميزانيات الأسر. ويعتبر المواطن ذو الدخل المحدود هو الأكثر تضررًا من هذه التغيرات، حيث يجد نفسه محاصرًا بين الدخل الثابت وتكاليف المعيشة المتزايدة باستمرار .
النظرة المستقبلية: هل تستمر الارتفاعات ؟
يتوقع بعض المحللين استمرار تقلبات سعر الدولار في السوق السوداء على المدى القصير، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة. ومع ذلك، يأمل البعض أن يؤدي تطبيق سياسات اقتصادية جديدة وزيادة الاستثمارات الأجنبية إلى تحقيق نوع من الاستقرار في سعر الصرف. يسعى البنك المركزي لتعزيز احتياطاته من النقد الأجنبي ودعم قيمة الجنيه، إلا أن تأثير هذه الجهود قد يحتاج إلى وقت أطول لتحقيق نتائج ملموسة .
في ظل هذا الواقع، يبقى السؤال المهم هذه الأزمة الاقتصادية والتوصل إلى استقرار سعر الصرف؟