أول رد رسمي من شركة بلبن عقب قرار غلق جميع فروعها في مصر ، مع توضيح أسباب الإغلاق الرسمية، رد فعل الشركة، وتأثير القرار على العاملين والسوق المحلي، بالإضافة إلى دعوة الشركة للجهات الرسمية للتدخل وحماية آلاف الوظائف.
أعلنت الجهات الرقابية في مصر عن إغلاق وتشميع جميع فروع سلسلة محلات بلبن الشهيرة، ضمن حملة تفتيشية موسعة شملت عدة محافظات، وذلك بعد رصد مخالفات صحية وإدارية خطيرة في المصانع والفروع التابعة للسلسلة. جاء هذا القرار بعد نتائج تحاليل مختبرية أكدت وجود بكتيريا ممرضة في العديد من المنتجات الغذائية، إضافة إلى استخدام ألوان محظورة دولياً، وتخزين غير سليم للمنتجات، مما أدى إلى تسجيل حالات تسمم غذائي بين المستهلكين.
أول رد رسمي من شركة بلبن
ردت شركة بلبن على قرار الإغلاق من خلال بيان رسمي نشرته عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفت الأزمة بأنها “غير مسبوقة” وأكدت توقف جميع عملياتها في مصر بشكل كامل، مما أدى إلى تهديد 25 ألف موظف بفقدان وظائفهم.
وفي البيان، أوضحت الشركة أنها بذلت جهوداً مستمرة للتواصل مع الجهات الرسمية من أجل التوصل إلى حلول، لكنها لم تنجح في ذلك حتى الآن، مطالبة بفترة زمنية معقولة وعادلة لتصحيح أية ملاحظات والامتثال للمعايير المطلوبة.
كما أكدت الشركة استعدادها الكامل للخضوع لجميع أشكال المراجعة والتنقيح والتدقيق والمحاسبة، مشددة على أنها لا تطلب أي امتيازات أو إعفاء من الرقابة، بل تسعى فقط إلى الحماية والتحقق والعدالة. وجاء الرد كما يلي :
نداء رسمي وإنساني من شركة “بـ لبن”
إلى فخامة رئيس الجمهورية، ومجلس الوزراء، وأجهزة الدولة المعنية
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي،
تحية طيبة، وبعد…
نكتب إليكم اليوم من موقعٍ بالغ الخطورة،
فقد توقّف نشاط شركة “بـ لبن” بالكامل داخل جمهورية مصر العربية، بعد أن تم إغلاق جميع فروعنا البالغ عددها ١١٠ فرعًا، إلى جانب المصانع والمنشآت التابعة لنا، والتي يعمل بها ٢٥،٠٠٠ مصري.
نعم، كل فروع ومصانع الشركة أُغلقت بالكامل.
وجميع عمليات التشغيل داخل مصر – التي كانت تمثل القلب النابض لمشروع مصري ناجح ومشرّف – توقفت تمامًا.
نحن شركة “بـ لبن”، كيان وطني نشأ بأيدي مصرية ١٠٠٪، وكبر بدعم هذا الوطن، وانتشر في تسع دول عربية، وحقق خلال سنوات قليلة ما يمكن اعتباره نموذجًا مصريًا مشرفًا في قطاع الأغذية والمشروبات — نموذجًا يُثبت أن مصر قادرة على تصدير علامات استثمارية ناجحة تنطلق من الداخل وتصل إلى كل الوطن العربي.
وقد أصبح “بـ لبن” علامة يُشار إليها باعتزاز في العديد من الصحف والمنصات الإقليمية والدولية، كتجربة واعدة خرجت من قلب مصر، ونجحت بفضل الله وما تُوفّره الدولة من بيئة استثمارية جاذبة، وسياسات داعمة لروّاد الأعمال، وإيمان حقيقي من القيادة السياسية بأهمية تمكين الشباب والاستثمار الوطني.
لكننا نكتب إليكم اليوم من قلب أزمة غير مسبوقة… أزمة تهدد وجودنا بالكامل.
فخامة الرئيس،
إغلاق كافة فروع “بـ لبن” ومنشآتها داخل جمهورية مصر العربية، أدى إلى توقف تام لجميع العمليات، وغياب القدرة على الاستمرار أو الوفاء بالالتزامات التشغيلية.
ورغم محاولاتنا المستمرة للتواصل والبحث عن حلول عبر القنوات الرسمية، لم نتمكن حتى الآن من الوصول إلى مخرج واضح من هذه الأزمة، ولم يُتح لنا حتى الآن فهم الأسباب أو آليات المعالجة، ما وضع الشركة والعاملين بها في حالة من الشلل الكامل.
اليوم، شركة “بـ لبن” تواجه خطر داهم:
• هناك التزامات تشغيلية ومالية ضخمة تتراكم كل يوم.
• ٢٥،٠٠٠ من العاملين داخل مصر وخارجها مهددون بفقدان مصدر رزقهم.
• سلاسل الإمداد، ومئات الموردين، والمصانع الشريكة… جميعها في خطر.
“بـ لبن” ليست مجرد شركة، بل كيان مصري متكامل يقوم بدور فعّال في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال التشغيل، والاستثمار، والتوسع الإقليمي.
وكل أنشطتنا في الدول العربية التي نعمل بها تعتمد على ما يتم تشغيله وإدارته من داخل مصر.
وأي توقف لنشاط “بـ لبن” في الداخل، لا ينعكس فقط على السوق المحلي، بل يؤدي فورًا إلى تعطل عملياتنا في الخارج، ويهدد استمرارية تواجدنا الإقليمي ووجودنا في الأسواق العربية.
ببساطة:
توقف “بـ لبن” في مصر = غياب علامة مصرية ناجحة عن ٩ دول عربية،
وانقطاع مصدر الدخل لـ٢٥،٠٠٠ أسرة تعتمد بشكل مباشر على هذا الكيان،
وتوقف تصدير مكونات إنتاج مصرية تُساهم في إدخال عملة صعبة إلى البلاد،
إلى جانب خسارة اقتصادية حقيقية، وتوقف نمو، وغياب اسم مصري استطاع أن ينافس بقوة ويُحقق ثقة حقيقية في الخارج.
نحن لا نطلب مجاملة، ولا إعفاء من رقابة أو محاسبة…
لكننا نلتمس فقط الحماية، والتحقّق، والعدل.
ونُؤكد في هذا المقام أننا لا ندّعي الكمال، وندرك أن أي كيان يعمل بهذا الحجم قد يقع في أخطاء،
لكننا دائمًا مستعدون للمراجعة، والتصحيح، والتطوير.
نُعلن بشكل واضح وصريح أننا مستعدون للخضوع الكامل لكافة أشكال الفحص والمراجعة والتدقيق والمحاسبة.
نرحب بأي لجنة، أو جهة رقابية، أو إجراء قانوني من الدولة.
ونطلب فقط أن نحصل على فرصة حقيقية ومهلة منطقية وعادلة لتصويب أي ملاحظات تُرصد، حتى نتمكن من الوقوف على أقدامنا مجددًا، واستكمال عملنا.
نناشد فخامتكم، ومعالي رئيس مجلس الوزراء، وكافة الجهات المعنية، بالتدخل السريع لحماية كيان وطني نشأ في هذا البلد، ويخدم أبناءه، ويُصدّر اسمه بفخر إلى الخارج.
نرجو منكم الوقوف بجانبنا في هذه اللحظة الحرجة، حتى لا تضيع سنوات من الجهد، وحتى لا تُقطع أرزاق آلاف الأسر، وحتى لا نفقد مشروعًا كان – ولا يزال – قصة نجاح مصرية تستحق أن تستمر.
ثقتنا في قيادتكم لا حدود لها،
ونحن على يقين أن الدولة المصرية – بقيادتكم الحكيمة – لا تُفرّط في مشروع ناجح، ولا تترك أبناءها يُكافَؤون بالإقصاء بعدما اختاروا أن يصنعوا النجاح من داخل وطنهم.
وتفضلوا بقبول خالص الاحترام والتقدير،
إدارة شركة بـ لبن
ماذا بعد؟
تتجه الأنظار الآن إلى كيفية تعاون شركة بلبن مع الجهات الرسمية لتصحيح المخالفات واستكمال الإجراءات القانونية المطلوبة لإعادة فتح الفروع واستئناف العمل.
الشركة أكدت في بيانها أنها تسعى لاستعادة ثقة المستهلكين والجهات الرقابية، وأنها ملتزمة بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة الغذائية. يبقى التحدي الأكبر هو قدرة الشركة على إصلاح أوضاعها بسرعة واستعادة نشاطها، مع الحفاظ على آلاف الوظائف التي تهددها الأزمة، وضمان تقديم منتجات آمنة تلبي توقعات السوق المصري والعربي.